سورةالفتح
***من اللمسات البيانية فى سورة الفتح***
آية (1-3):
*ما دلالة استخدام صيغة الجمع في القرآن مثل ضربنا، رفعنا، قلنا، أنزلنا ، فتحناوغيرها مما ورد في القرآن؟(د.فاضل السامرائى)
القرآن استعمل صيغة الجمع(فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً {11} الكهف) (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ {4} الشرح) وصيغة الإفراد (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً {11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً {12} وَبَنِينَ شُهُوداً {13} وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً {14}المدثر) وفي صيغة الجمع يؤتى بما يسمى ضمير التعظيم ويستعمل إذا كان المقام مقام تعظيم وتكثير ويستعمل الإفراد إذا كان المقام مقام توحيد أو مقام آخر كالعقوبة المنفردة .
لكن من المهم أن نذكر أمراً وهو أنه سبحانه وتعالى في كل موطن في القرآن الكريم وبلا استثناء إذا استعمل ضمير التعظيم لا بد من أن يأتي بعده بما يدل على الإفراد حتى يزيل أي شك من شائبة الشرك لأنه من نزل عليهم القرآن كانوا عريقين في الشرك (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2}) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {4}) (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً {1} لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {2} وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً {3}) لم يقل في آية سورة الفتح لنغفر لك بينما قال في النصر (فتحنا) لأن الفتح قد يأتي بأن يأخذ بالأسباب كالجيش وغيره ويأتي النصر من عند الله أما مغفرة الذنوب فمن الله وحده ولا تحتاج لجمع لأنه هو وحده الذي يغفر (ومن يغفر الذنوب إلا الله) فضمير التعظيم لا يمكن أن يستمر إلى نهاية الآيات فلا بد من وجود شيء يدل على الإفراد .
آية (4):
*(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26) الفتح) (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) الفتح) ما الفرق بين فأنزل السكينة عليهم وأنزل الله سكينته؟(د.فاضل السامرائى)
(سكينته) مضاف إلى ضميره سبحانه وتعالى.
ربنا قال (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ (4) الفتح) الملاحظ في السكينة بالذات أنه حيث ذُكِر الرسول أو كان موجوداً في السياق يقول (سكينته) بالإضافة إليه تعظيماً له.
وحيث كان الأمر عاماً ليس فيه الرسول يقول السكينة. مثال (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) الفتح) ليس فيه ذكر الرسول، (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) الفتح) ليس فيها ذكر لكلمة الرسول، (ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (26) التوبة) صرّح بالرسول، (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا (40) التوبة)، (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى (26) الفتح) حيث أضاف فلا بد أن يُذكر الرسول أو يظهر في السياق. هذه خصوصية للرسول r وتعظيماً له وإكراماً له.
آية (6):
*ما الفرق بين (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء) – (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿6﴾ الفتح)(د.أحمد الكبيسى)
عندنا آيتان عجيبة (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿93﴾ النساء) انتهى يعني حصل قرار ولا رجعة عنه هناك من قتل نفساً بغير نفس هذا قصاص (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ﴿45﴾المائدة) وإذا قُتِل القاتل فقد بريء دمه وبريء من الذنب لأن السيف محاء للخطايا القصاص يمحو الذنب.
هنا جريمة قتل لا تمحى ولا تغفر مهما حصل (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) يقتله مع أنه مؤمن يقتله على عقيدته على أنه كافر كما يحصل اليوم وحصل من أول أيام الإسلام قتل سيدنا عثمان وسيدنا علي وسيدنا عمر وقتل الصحابة والتابعيين وتابعين التابعيين والآن يقتل كثير من العلماء والصالحين والكتاب والمسلمين والموحدين وأهل المساجد يقتلون على أنهم مشركون هذه الآية تتحدث عنهم (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) يؤمن أنه لا إله إلا الله (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فرق بين أعد لهم عذاباً عظيماً في آية وآية أخرى (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿6﴾ الفتح) ما الفرق؟ من يقتل مؤمناً متعمداً اختار الله له من عذابات جهنم كثيرة عذابات جهنم لا حصر لها حر وبرد وأفاعي وعقارب وتجويع وهناك عذاب مهين يعني يجعلونه هزؤ وهناك عذاب كبير وهناك عذاب أليم يعني لا حصر لعذابات جهنم نعوذ بالله منها ولهذا رب العالمين ما ادخرها إلا لمشرك (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴿15﴾ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴿16﴾ الليل) افهموها جيداً، هذه جهنم الرهيبة الأساسية الأصلية خاصة للمشركين (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ﴿8﴾ الهمزة) (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴿15﴾ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) نار المؤمنين شيء ثاني خليكم واقعيين هناك فرق بين أشغال شاقة وبين توقيف في مركز الشرطة أيّ جنحة أيّ مخالفة أيّ تحقيق يتركك يوم يومين بالتوقيف أما الأشغال الشاقة مأساة تتمنى الموت عشرين ثلاثين سنة أشغال تكسر حجر طوال النهار في الشمس فكيف يوم عذاب جهنم؟ (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ)(لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) الذي كذب برسوله وبالله وما إلى ذلك.
أما في قوله (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) هو الله سبحانه وتعالى هو الذي اختار له العذاب في حين هناك آخرون (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿6﴾ الفتح) لم يختر لهم العذاب قال هناك رضوان خازن النار هو الذي سيختار لكم العذاب على حسب يتفاوتون وحتى المنافقين يتفاوتون في العذاب حتى المشركين يتفاوتون في عذاب جهنم من غير المعقول واحد يقول أنا الله مثل فرعون وآخر لم يكن يؤمن لكن لم يؤذي أحداً فرق كبير إن الله لا يظلم مثقال ذرة حينئذٍ رب العالمين قال هؤلاء يروحون جهنم وفي جهنم أنواع العذابات تتفاوت كبراً وصغراً وقوة وضعفاً لكن الذين يقتلون مؤمناً متعمدين متهمين إياه بالشرك هؤلاء اختار لهم (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ) طردهم من رحمته هو طرد الاثنين طرد المرتدين وطرد المنافقين وطرد القتلة لكن هؤلاء المشركين لم يختر لهم عذاب قال روحوا على جهنم هناك أنواع العذابات الزبانية هم الذين سوف يعذبونكم بما تستحقون.
لكن الله اختار العذاب الذي سيوقع على من يقتل مؤمناً متعمداً لإيمانه متهماً إياه بالشرك مع أنه كان يقول لا إله إلا الله والنبي قال (أقتلته وقد قالها؟) ولم يغفر له الله سبحانه وتعالى.
إذاً هذه هي مجموعة التعبيرات باللعن بالمضارع وغيره وبالجملة الاسمية وبأن كما شرحناها بإيجاز.
آية (9):
*ما الفرق بين التعزير والتوقير وعلى ماذا تعود الضمائر فى قوله تعالى (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح)؟(د.فاضل السامرائى)
التعزير القوة والنصر، عزّره أعانه، نصره، قوّاه.
أما التوقير فهو التعظيم.
فإذن التعزير فيه معنى التأييد والنصر وذلك قالوا كل الضمائر تعود على الله سبحانه وتعالى (لتعزروه) أي تنصروه بالسيف (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ (7) محمد) وتوقّروه تعظموه، وتسبّحوه وإن كان قسم قال تعزروه وتوقروه للرسول r وتسبحوه لله تعالى.
الخلاف على من يعود الضمير؟ ليس بالضرورة أن يعود الضمير على الأقرب فقد يعود الضمير على الأبعد (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا (11) الجمعة) التجارة أبعد لكن ما يقتضيه المعنى.
(لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ) لما قال (وَتُسَبِّحُوهُ) هذه خالصة لله تعالى.
قسم قال كل الضمائر تعود لله التعزير النصر والنصر لله (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ (7) محمد) ، توقروه تعظيم والتعظيم لله (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ (32) الحج) والتسبيح لله فكلها تعود على الله.
وقسم قال تعزروه وتوقروه للرسول وتسبحوه لله. أنا أميل أن الضمائر تعود على الله تعالى
التعزير والتوقير والتسبيح لله لأن اللغة تحتمل.
ما دلالة قوله تعالى (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ (9) الفتح) بدون الباء مثلما جاءت فى سورة التوبة (بالله وبرسوله) ؟(د.أحمد الكبيسى)
في قضية الإيمان وردت 12 مرة ولم تدخل الباء على أي منها لم يرد آمن بالله وبرسوله وإنما وردت بالله ورسوله، عدم دخول الباء يشير إلى أن الإيمان بالرسول نابع وهو امتداد إيماننا بالله أي أن ما بُعث به محمد r إنما هو من عند الله ولذلك لم تدخل الباء على كلمة (رسوله) لأنه لا فرق بين أن نؤمن بالله وبين أن نؤمن برسول الله r لهذا جمع الله تعالى بين لفظ الجلالة ورسوله بحرف الواو.
على صعيد آخر وجدنا أن حرف الباء قد دخلت على كلمة الرسول في قضية الكفر قال تعالى (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ (54) التوبة) وهنا دخول الباء ضروري لأن الكفر بالله مختلف عن الكفر برسول الله، فالكفار لم يؤمنوا بوجود إله واحد قادر على البعث والنشور وهذا كفرهم بالله أما كفرهم برسول الله ذلك أنهم كانوا يلقبون الرسول محمد r قبل أن يُبعث بالصادق الأمين وكان معروفاً بينهم بخلقه الكريم فلما بُعث فيهم قالوا عنه ساحر أو مجنون (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) الصافات) (وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) ص) وهذا كفرهم برسول الله وبمعرفتهم له وفي هذا قال تعالى (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (33) الأنعام).
آية (10):
*ما هو إعراب كلمة (عليهُ الله) في الآية (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) الفتح)؟ وما دلالة الضمّ في (عليهُ) ؟ (د.فاضل السامرائى)
جار ومجرور الهاء ضمير مبني على الضم في محل جر، هذه لغة قريش (عليهُ) بناء الضمير على الضم.
الإعراب ليس فيه إشكال كما نقول منه وله وبه فهو نفس الضمير.
نقول ضمير مبني على الضم في محل جر.
هذه قراءة حفص.
هو ليس رفعاً وإنما بناء على الضم والمعروف أن هاتان لغتان لغة الحجاز هذا الضمير تبنيه على الضم مطلقاً في كل كلامها لا تكسره تقول مررت بهُ وإليهُ وعليهُ كلها تبنيه على الضم مطلقاً وسائر العرب إذا كان قبل الضمير كسرة أو ياء ساكنة تكسره وما عدا ذلك تضمه، إذا كان قبله كسرة أو ياء ساكنة تكسره مثل (بهِ، عليهِ، أنسانيهِ).
عليهُ هذه لغة الحجاز استعملها في موطنين في القرآن (عليهُ) (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (63) الكهف) فيقولون سبب الاختيار هنا، لماذا اختار هذه اللغة تحديداً؟ يذكرون أمرين عن هذه الآية (عليهُ) :
- نحن نعرف أن الضمة أثقل من الكسرة والفتحة أخف الحركات والعهد هذا الذي جاء به هو أثقل العهود هذه في بيعة الحديبية هذه مبايعة حتى الموت فلما أثقل العهود وهو البيعة على الموت جاء بأثقل الحركات وهي الضمة، هذه أثقل أنواع العهد أن تبايع على الموت فجاء باثقل شيء وهي الضمة.
- الأمر الآخر أنه لما تأتي بالضمة تفخم لفظ الجلالة (عليه الله) ولو جئت بالكسرة سترقق اللام فتفخيم لفظ الجلالة لتفخيم العهد، هذا عهد عظيم مفخّم حتى بالصوت هو أيضاً مفخم.
-
-
- الصوت أيضاً يربط الدلالة السين والصاد واختيار الضمة تؤثر مثل (بسطة وبصطة) (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً (69) الأعراف) بالصاد.
-
- تقول في مكان آخر ألم يقل (عليهِ الله) لماذا لم يفخِّم؟ أقول لا لم يرد في القرآن عليهِ الله لم ترد بعد عليهِ لفظ الجلالة.
-
- إذن هنا (عليهُ) الرفع هنا لأنه اختار أثقل الحركات لأثقل البيعات وتفخيم لفظ الجلالة.
-
- قال (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ (63) الكهف) ليس فيها عهد ثقيل وليس فيها لفظ الجلالة وإنما فيها سمكة مشوية مأكول منها كيف تعود إلى الحياة؟! صار عليها ماء الحياة فذهبت تسبح في النهار عليها طاقة كالنفق (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) الكهف) (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) الكهف) هو يعجب سمكة مشوية مأكول منها كيف تمشي في البحر هذا عجب هل تُنسى هذه الحالة؟ لا يمكن أن تُنسى فكيف نسيها؟ هذه أندر حالات النسيان.
-
استطراد من المقدم: هذه المواءمة الموجودة في آيات القرآن حتى البناء والحركات الإعرابية تناسب الحالة التي يتحدث عنها القرآن الكريم.
*ما اللمسة البيانيةفي قوله تعالى(إِنَّالَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَأَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىبِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) الفتح)ولم تذكر يد الرسولr؟(د.حسام النعيمى)
الآية فيها وقفة أولاً على (عليهُ الله): هذه رواية حفص عن عاصم التي نقرأ بها وسائر القُرّاء قرأوها (عليهِ الله).
ذكرنا أكثر من مرة أن قارئ القرآن أو الراوي عنه أشبه بشريط تسجيل لا يفكر ولا يتصرف إنما يلتقط ويحفظ. عاصم أحد قُرّاء الكوفة من السبعة أقرأ حفصاً (عليهُ الله) بناء على سماعه من قبائل من العرب وأقرأ أبا بكر شُعبة (عليهِ الله) وسائر القراء أقرأوا هكذا.
هذا معناه أن بعض قبائل العرب قرأوها هكذا وأقرّهم عليها رسول الله r بأذن من ربّه.
وقلنا أن القراءات القرآنية هي بقايا الأحرف السبعة التي اجتمع عثمان بن عفان رضي الله عنه و12 ألفاً من الصحابة على إحراقها.
إذن (عليهُ الله) قراءة سبعية تصح الصلاة بها.
التوجيه الصوتي: يقولون كأن هذه القبائل العربية أرادت أن تبقي لفظ الجلالة مفخّماً لأن الموضع موضع عهد فقرأت (عليهُ الله) فيها عهد حتى تفخّم إسم الجلالة، وسائر القبائل قالت شأن هذه الكلمة شأن باقي الكلمات (عليهِ الله) وهذا الضّم ليس ابتكاراً لكن لأن الضمير في الأصل هو مبني على الضم كما نقول: منْهُ، لَهُ، كتبتُهُ، مع السكون والضم والفتح فهو مضموم إذن هذا بناؤه.
(بهِ، إليهِ) هذا رعاية للكسرة التي قبله ولذلك الإعراب الصحيح لكلمة بِهِ: الباء حرف جر والهاء مبني على الضم وقد كُسِر لمناسبة الكسرة وأصلها بهُ لكنها ثقيلة) كذلك (فيهِ) مبني على الضم وقد كُسِر لمناسبة الياء.
فالذين قرأوا (عليهُ الله) أجروه على المناسبة والغاية من الحفاظ على الأصل هو تفخيم إسم الجلالة عند هؤلاء فأقرّهم الرسول r على قراءتهم بأمر من ربه (عليهُ الله) وكذلك (عليهِ الله) قراءة قرآنية يصلّى بها.
هذه الآية لها حكاية (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) الفتح) هذا كان في صلح الحديبية لما أرسل الرسول r في أول الأمر خِراش المُزني صحابي من قبيلة مزينة ذهب لمكة ليقول للناس هناك أن الرسول r لم يأت مقاتلاً وإنما جاء معتمراً فاحتاط به الناس فحوّطه فأنجده الأحباش وكان عنده حلف من الأحباش وقالوا لا يُمَسّ بأذى لكن أخذوا البعير الذي أرسل عليه فذخب وقال للرسول فعلوا به هكذا فاستشار النبي r أصحابه وأراد أن يرسل عمر بن الخطاب فقال له ليس من أهل الخطاب أحد في مكة فإذا أرادوا أن يقتلوني فلا أحد ينجدني واستقر الرأي على عثمان بن عفان رضي الله عنه لأن عنده بنو أمية يملأون السهل والجبل وهم حكام قريش قبل وبعد الإسلام فقال عثمان أنا أذهب.
فذهب واستقبله أبان إبن سعيد بن العاص من كبار الأمويين وأركبه على دابته وجاء به إلى دار الندوة ولا أحد يتكلم مع عثمان فقالوا له: يا عثمان طُف بالبيت إذا أردت أما محمد فلا، فقال عثمان: لا أطوف حتى يطوف رسول الله r نحن ما جئنا لقتال وإنما جئنا معتمرين.
هذه الإحاطة بعثمان رضي الله عنه بعض الناس خرج وقال للرسول أحاط الناس بعثمان ولا يبعد أن يكون قد قُتِل. فدعا الرسول r للبيعة لأجل عثمان، 1400 صحابي بايعوا، الرواة اختلفوا وقال الرسول r لأحد الأنصار على ما تبايع؟ فقال على ما في نفسك يا رسول الله أي أياً ما كان في نفسك.
بعض الصحابة قال بايعنا على الموت وبعضهم قال ما فهمنا هذا وقالوا بايعنا على أن لا نفِرّ والعلماء قالوا المعنى واحد فالذي يقاتل ولا يفرّ كأنه يبايع على الموت فالبيعة كانت على الموت
.فالرسول rكان مادّاً يده ويأتي الناس ويضربون على يده فجاء الرسول r بيده اليمنى وقال هذه يد عثمان إكراماً لعثمان وهذه مما أُكرِم به عثمان. وإكرام عثمان كان أولاً بتزويجه إبنتي رسول الله r لذا نترضى عليه وعلى جميع صحابة رسول الله r ونترك ما شجر بينهم إلى الله عز وجل ولا نتطاول عليهم. فكانت هذه البيعة.
البيعة كانت مع يد رسول الله r لكن الله عز وجل أراد أن يبين للمسلمين أن البيعة هي مع الله تعالى تعظيماً لشأن البيعة وإلا يدُ الرسول r مستعملة للبيعة حقيقة ولذلك لم تُذكر ولذلك ذكرت يد الله تعالى ولله المثل الأعلى وقلنا أكثر من مرة أن صفات الله عز وجل وكل كلام يتعلق بشأن الباري نُمِرّه كما هو ونفهمه كما تعيننا عليه اللغة.
يد الله فوق أيديهم يعني هم يبايعون الله وهذا تصوير بالبيعة إفهمها كما تشاء لكن ليس بهذه الأصابع وإنما بما يليق بجلال قدره سبحانه وتعالى.
منهم من يقول معانها أن قدرته فوق قدرتهم، بيعته فوق بيعتهم، رحمته فوق أيديهم، لكن هي هكذا.
البيعة تكون عادة بالأيدي فقال (يد الله فوق أيديهم) أي تأكيداً لمبايعتهم لله سبحانه وتعالى وهي بيعة مع الله عز وجل إعظاماً لهذه البيعة وإكراماً لشأن المبايعين 1400 صحابي مات رسول الله r وهو عنهم راضٍ والله تعالى عنهم راضٍ.
يقول البعض أنه إذا لم تتغير الدلالة البنيوية في اللغة فإن المعنى واحد فقوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) فطالما أن أيديهم بهذه الصورة أصابع فيكون يد الله تعالى - حاشاه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً- مثل هذه اليد وإلا كان يغيّر اللفظ فيقول مثلاً قدرة الله أو حفظه أو غيرها فما رأيكم؟
الأسلوب في عرض الفكرة يختلف من حال إلى حال. هنا عندما تكون فكرة البيعة والبيعة هي في حقيقتها بيع وشراء كما قال الله عز وجل (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة) فمسألة المبايعة بيع وشراء أن الله سبحانه وتعالى إبتاع (إي اشترى) نفوسهم بالجنة.
عادة العرب في المبايعة على الشيء عندما يريد أن يبايع هو أن يضع يده في يد من يبايعه.
الصورة هي هي وضعت في هذا المجال لأن المسلمين بايعوا الرسول r بوضع يدهم بيده r فلما كانت صورة المبايعة بالأيدي إستعمل القرآن الكريم لفظة اليد لله سبحانه وتعالى (يد الله فوق أيديهم) ولو قال قدرة الله كما هو في توجه بعض المفسرين إلى بيان المعنى، هو نوع من التفسير أوالتوجيه، لو قال أي لفظة من هذه الألفاظ تبتعد صورة المبايعة لأن أصل البيعة تكون الأيدي لكن لما قال سبحانه وتعالى (يد الله فوق أيديهم) حُوفظ على هيكيلية المبايعة ولو استعمل أي لفظ آخر تضيع الصورة، نعم يبقى المعنى، لا سيما في الحديث عن صفات الله تبارك وتعالى أو ذاته عز وجل المعاني ينبغي أن تفهم وفق كلام لغة العرب في ضوء (ليس كمثله شيء).
نلاحظ مثلاً نصاً للإمام الجوزي في زاد المسير وهو يتكلم على قوله تعالى (إن الذين يبايعونك) قال يعني بيعة الرضوان في الحديبية وعلى ماذا بايعوه؟ فيه قولان: أحدهما أنهم بايعوه على الموت والثاني على أن لا يفِرّوا ومعناهما متقارب لأنه أراد على أن لا تفروا ولو متم وسميت بيعة لأنهم باعوا أنفسهم من الله سبحانه وتعالى بالجنة وكان العقد مع رسول الله r فكأنهم بايعوا الله عز وجل لأنه ضمِن لهم الجنة بوفائهم (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) النساء) هذا الترابط بين طاعة الرسول r وطاعة الله سبحانه وتعالى، بيعة الرسول r وبيعة الله سبحانه وتعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله).
وقال الجوزي (يد الله فوق أيديهم) فيها أربعة أقوال: أحدها يد الله في الوفاء فوق أيديهم أن الله سبحانه وتعالى يفي لهم بما تعاهد معهم عليه رسوله r لأن الرسول r هو الذي قال لهم نبايع على الجنة (على أن لا تفروا أو على الموت مقابل الجنة) فالله تعالى يفي لهم بذلك، هذا تعهّد من الله تعالى بذلك.
والثاني يد الله في الثواب فوق أيديهم أن الله تعالى سيثيبهم، والثالث يد الله عليهم في المِنّة والهداية أن الله تعالى هداهم ليبايعوا الرسول r وليس من عند أنفسهم (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) إهتداؤهم إلى البيعة هو من الله سبحانه وتعالى، والرابع قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم، وخلاصة عهد الله تعالى لهم بالوفاء والثواب، هذا المعنى المستنبط من جميع هذه المعاني وقلنا الصورة هي صورة المعاهدة وصورة العهد يقتضي الأيدي لكن ما ماهية يد الله سبحانه وتعالى؟ هذا نؤمن به لأنه غيب كما أخبر الله سبحانه وتعالى، لله سبحانه وتعالى يدٌ تليق بذاته ونحن نُمِرُّ الآية هكذا (يد الله فوق أيديهم) بقدر ما يفهمه العربي.
والعربي يفهم من هذه الصورة أن بيعته مع الرسول r هي بيعة مع الله عز وجل هذا الذي يفهمه وهذه هي الصورة.
يد الرسول r موجودة فعلاً في البيعة هم بايعوه وهم ضربوا على يده وهو r ضرب بيده على الأخرى وقال هذه يد عثمان وتكلم على لسان عثمان أي بايع الرسول r عنه على الموت.
آية (11):
*ما الفرق بين كلمة أفواههم في قوله تعالى في سورة آلعمران(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِيقُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167))وألسنتهم فيسورة الفتح(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَالْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَايَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (11))؟ (د.حسام النعيمى)
في كثير من الأحيان الإنسان يقف عند جزئية في بعض الآية ولا تكون ظاهرة.
اللسان هو جزء من الفم والأصل في الكلام أن نقول: قال فلان كذا (قال لي ذهبت) لا نقول قال بلسانه أو قال بفيه إلا إذا أردت التأكيد فتقول : قال بلسانه. هل قال لك فلان شيء؟ تقول نعم قاله لي بلسانه، سمعت ذلك بأذني، رأيت الأمر بعيني،هذا لما يكون هناك تأكيد.
والصورة الثانية لما يريد المخالفة لما في نيّة الإنسان فتقول: قال بلسانه غير ما يُبطن وغير ما يُخفي. عندنا صورتان للإستعمال: فهي إما للتأكيد أو للموازنة لما يبطنه. فقال بلسانه غير ما في قلبه (لما يكون مقابلة).
لكن لماذا يستعمل اللسان مرة والفم مرة؟ والعلاقة بين اللسان والفم علاقة مكانية. السؤال هو: لم تستعمل هذه اللفظة بدل هذه الفظة؟
الآية التي فيها بأفواههم (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِيقُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)) اللسان جزء من الفم. أولاً عندنا قاعدة عامة: لم يذكر القول باللسان أو بالفم إلا وهو في موضع الذمّ في القرآن الكريم حصره العلماء.
لكن لماذا يقول هنا أفواه ولماذا هنا ألسنة؟ اللسان جزء من الفم معنى ذلك أن الكلمة التي تخرج من اللسان أو باللسان كلمة طبيعية.
لكن بفمه كأنه يملأ بها فمه فيها إشارة إلى نوع من المقاليد، نوع من الثرثرة والتعالي ونوع من التفخيم والتضخيم، إلى الآن تقول: يملأ فمه بالكلمات، قال بالفم الملآن.
هذا ليس في موضع المديح في القرآن. الكلام هنا في الآية على المنافقين (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)) هذه قبل أُحُد والآية نزلت بعد أحد.
المنافق لا يريد أن يخرج وهو متعالٍ بل إن بعض هؤلاء كانت تُحاك له الخِرز ليكون ملكاً على المدينة قبل مجيء الرسول rفبأي ترفّعٍ وتعالٍ يقولها (لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُم) يعني سوف لا يكون هناك قتال.
كأنما بملء أفواههم قالها المنافقون، لم يكتفوا بأنهم قالوا (لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُم). لكن (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِم) أفواههم مليئة بهذه الكلمات.
كلمات التعالي والتشدّق أن يميلوا أشداقهم بالكلمات.
منافقون يتكلمون عن قتال (لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُم) فإذن هنا تصلح (بأفواههم).
أما ألسنتهم: فالموقف كان مختلفاً.
لما أراد الرسول r أن يذهب إلى مكة إستنفر القبائل أن تأتي معه.
لما نأتي إلى الآية الثانية (بألسنتهم) الصورة إختلفت هؤلاء الذين يقولون بألسنتهم هم من الأعراب ليسوا من المنافقين لأن الرسول r عندما ذهب للعمرة إستنفر المسلمين وإستنفر الأعراب أن يأتوا معه تحسّباً لحدوث قتال وساق الهديَ تحسباً.
والأعراب كانوا خارج المدينة ومسلمين فإستنفرهم r ليأتوا معه فهؤلاء كأنهم تخوّفوا فتخلّفوا.
لما تخلّفوا وعقد الرسول rالمعاهدة ورجع ولم يلق شراً بل والمعاهدة كانت في صالح المسلمين في حقيقتها فجاءوا مخذولين أذلاّء ويرجون الرسول r أن يستغفر لهم.
بماذا إعتذروا؟ إعتذروا (شغلتنا أموالنا ) هم لم يكن عندهم مشاغل فهؤلاء لم يكونوا يتكلمون من علو وإنما كانوا يتكلمون بإنخفاض وبنوع من المذلة يعتذرون للرسول r(إستغفر لنا) بخلاف أولئك.
أولئك كانوا يتكلمون من علو وتكبّر.
هؤلاء لم تكن لديهم صورة تكبّر وإنما أعراب تخلّفوا عن الرسول r هو قطعاً كذب والعلماء يقولون: حيث وردت يقولون بألسنتهم أو بأفواههم فهو خلاف الحقيقة هم كانوا يكذبون لكن يكذبون بتواضع ويكذبون بذلة بخلاف أولئك يكذبون بتكبر فالذي كان يكذب بتكبّر قال (بأفواههم) لكن هؤلاء المستضعفين جاءوا مخذولين (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا) يطلبون الإستغفار أما أولئك فلم يطلبوا إستغفاراً ولا طلبوا شيئاً.
هنا لا يناسب الأفواه لأن الأفواه تأتي مع التكبّر فلو عكس يختل المعنى.
لو قال للمنافقين بألسنتهم يضعف الحال ولا يصور حالهم هم كانوا متكبرين فقال بأفواههم وليس بألسنتهم.
وهؤلاء كانوا معتذرين فلا تتناسب بأفواههم. الصورة لا تتناسب فكل كلمة في القرآن في مكانها.
آية (12):
*(يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا (27) الأعراف) ماذا يقصد بالسوءة؟ وما وجه الشبه بين هذه السوءة وظن السوء في سورة الفتح (بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا (12))؟(د.فاضل السامرائى)
السوءة هي العورة.
قال (بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) الفتح) السَوْء يعني السيء، السوْء مصدر ساءه سوءاً والسُوء هو الإسم (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (22) طه) من غير سُوء أي من غير مرض أو علة أما السوْء فهو المصدر وهناك فرق بين المصدر والإسم مثلاً نقول الذبح والذِبح، الحمل والحِمل، الوضوء والوَضوء.
الحَمْل مصدر والحِمل ما يُحمل (خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) طه) يحمل على الظهر، (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ (31) الأنعام) أما الحَمل هو المصدر أو ما لا يرى بالعين (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا (189) الأعراف)، الذَبح هي عملية الذَبح أما الذِبح فهو ما يُذبح كبش أو غيره (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) الصافات)، الوُضوء عملية التوضؤ والوَضوء هو الماء الذي يُتوضأ به.
آية (24):
*ما اللمسة البيانية في استخدام (ما) فى قوله تعالى (قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا (129) الأعراف)واستخدام (أن)فى قوله تعالى (مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ (24) الفتح)؟ (د.فاضل السامرائى)
فعل الماضي يأتي بعد (أن) في اللغة كما جاء في قوله (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي (100) يوسف)، (مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ (24) الفتح).
لماذا هنا استخدم (ما) وهنا استخدم (أن)؟ (من بعد ما جئتنا) (ما) هذه تحتمل معنيين في اللغة هنا: الأول المصدرية والثانية الموصولة. هنا توسع في المعنى وتحتمل الأمرين.
هي مصدرية بمعنى (الذي) أي من بعد الذي جئتنا به وهو الرسالة. إذن تحتمل أمرين معنيين: من بعد مجيئه هو شخصياً ومن بعد الذي جاء به من الرسالة ولذلك ما قال من بعد أن جئتنا به لتشمل المعنيين ولو قال من بعد أن جئتنا تكون تعني الموصولة لأنه يصير عائد.
فهنا (ما جئتنا) ذكر أمرين لأنه كان مجيئه بالرسالة ومجئيه هو، فجمع معنيين هنا وهذا من باب التوسع في المعنى.
الفرق بين ما المصدرية وما الموصولة: السياق يحددها لكن هنالك أمر يقطع: إذا كان موجود عائد وهو الضمير الذي يعود على الإسم الموصول يقطع هذا بأنها إسم موصول.
في حالة عدم وجود العائد نبحث عن المعنى هل يحتمل المصدرية أو الموصولة.
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ (23) الأحزاب) (ما) هنا إسم موصول أي صدقوا الذي عاهدوا الله عليه.
لو حذف في غير القرآن (عليه) لو قال: صدقوا ما عاهدوا الله يكون صدقوا عهد الله نفسه والعهد الذي عاهدوا عليه.
(المزيد في باب التوسع في المعنى يمكن الرجوع إليه في كتابي الجملة العربية والمعنى).
آية (25):
*(يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) الإنسان) وفي سورة الفتح (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25) الفتح) ما دلالة تأخير وتقديم المشيئة؟(د.فاضل السامرائى)
الآية الأولى في سورة الإنسان (يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)) والثانية في سورة الفتح (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25)). السياق في سورة الإنسان في غير المرحومين (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)) (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)) إلى أن يقول (يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)) لما كان السياق في غير المرحومين أخّر الرحمة.
والسياق في سورة الفتح في المرحومين وفي الكلام عن الله (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23))الكلام عن الله(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)) الكلام في الصحابة (لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)) هذا الكلام في المرحومين، فلما كان الكلام في المرحومين قدّم رحمته (لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء (25)) ولما كان السياق في غير المرحومين أخّر رحمته.
(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ (28)) هذا الكلام عن الله فقدّم ما يتعلق بالله والضمير يعود إليه.
من حيث البلاغة ليس (يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ (31)) كمثل (لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء (25)) كل تقديم وتأخير له غرض عند المتكلم البليغ، عندما يتكلم عن الله (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23)) قدّم ضميره، ولما كان الكلام على الإنسان قدّم ما يتعلق بالإنسان من يشاء الإنسان (يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ (31)) المشيئة لله لكن (من) للإنسان.
كأننا نفهمها يُدخل الإنسانَ الذي يشاؤه الله تعالى.
الكلام (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ) فقدّم ما يتعلق به وهناك يتكلم عن الإنسان غير المرحومين فأخّر الرحمة وعندما تكلم عن المرحومين قدّم الرحمة، الكلام عن الله قدّم ما يتعلق به، الكلام عن الإنسان قدّم ما يتعلق بالإنسان.
آية (27):
*د.فاضل السامرائى :
حال مقدرة يسموها مستقبلة لأن الحال أكثر ما تكون مقارِنة قد تكون مقدرة وقد تكون محكية بحسب الزمن، الحال المحكية تكون للماضي والمقدرة للمستقبل (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) الصافات) هو لم يأت بعد ولكن باعتبار ما سيكون،(لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ (27) الفتح) التحليق والتقصير يكون بعد أن يتموا العمرة وليس عند الدخول.حال محكية يتكلم عن أمر قد مضى.
نضرب مثالاً لو رأيت عقرب كبيرة تقول هذه العقرب تلسع صغيرة وكبيرة، صغيرة حال وهي ماضية يعني حالة كونها صغيرة.
(فأرسله معي ردءاً يصدقْني) إن ترسله معي يصدقْني، أوأرسله هو يصدقُني.
الضبط في الشكل هذا ما يؤثر في المعنى وهذا مما تمتاز به اللغة العربية بين اللغات الأخرى.