أراد الشعب المسكين ان يتظاهر، ليس جهادا ولحمل سلاح، بل أراد أن يخرج ويقف بكل احترام في الساحات العامة ليقول أريد ماء وكهرباء وغذاء ودواء.. وهذا واجب يقره الشرع وتقره الاعراف والقوانين الوضعية والالهية.. والمراجع تعرف جيدا ان وجوب التعبير عن الارادة وجوب فاعل بكل زمان ومكان، وهو أفضل من المشي للزيارة وأفضل من الشعائر.. لماذا؟.. لان الشعائر مستحبة، أما الخروج والمطالبة بالحق المسلوب فواجب.. ويعلم المرجع جيدا أن الواجب يقدم على المستحب..!
ولكن وبدلا من أن تقف المرجعية مع مقلديها وجمهورها، فقد حرمت التظاهرات من خلال وكلاءها واعلامها ومنابرها واتفقت بنفس الخطاب مع المالكي وازلامه بان التظاهرات مستهدفة من قبل البعث والتكفيريين وادعوا بأنهم يخافون على أمن المواطن.. هذا البعث الذي صار شبحا يخوفون به الناس في كل حين ، ووقفت المرجعية بالضد مع مطالب الشعب وغررها المالكي وضللها وساقها وجرها حسب هواه .. وفعلا تحركت المرجعية وأمرت وكلاءها وطلبة الحوزة والمعممين والملالي في المحافظات الجنوبية والوسطى، وقد تحرك اولئك الوكلاء الى الناس وأمروهم بالوقوف ودعم المالكي في التظاهر، وقد شاهدنا جميعا كيف نقلت الفضائيات الطائفية (الفرات والمسار والعراقية والفيحاء) تظاهرات لشيوخ عشائر ومعممين في محافظات الفرات الاوسط..
وقبل يومين سمعت ان احد وكلاء السيستاني في بغداد دعا الناس اثناء محاضرة دينية للتظاهر ودعم المالكي للمطالبة بإعدام الجناة في مسرحية (عرس الدجيل)، فقلت لابد ان هناك تحركا على مستوى كل المحافظات من قبل مرجعية السيستاني، فقمت بالتحري عن هذا الامر والاتصال باصدقاء وعلاقات في المحافظات، فتوصلت الى ان هناك توجها عام من قبل مرجعية السيستاني من خلال وكلاءها ومعتمديها لحث الناس على الوقوف مع المالكي والتظاهر.. فجمعت قائمة أولية بأسماء الوكلاء والمساجد التي نادت بهذا الامر.. وهذه قائمة اولية بما توصلت اليه وسوف اتحرى عن بقية الاماكن التي اعلن فيها وكلاء السيستاني بضرورة التظاهر :
1. السيد (صفاء الفحام) معتمد المرجعية في الحرية ببغداد وامام الحسينية المحمدية في الحرية - بعد صلاة العشائين قال للمصلين : المرجعية تطلب منكم التظاهر والوقوف مع ابنها البار السيد نوري كامل المالكي في اعدام المجرمين وان شاء الله انتم ابناء المرجعية ودائما تطلعونها بالوجه الابيض ..
2. الشيخ (علي بدر منعم الساعدي) إمام جامع بدر ومعتمد السيستاني في مدينة الصدر القطاع السادس - اجتمع بمجموعة من المصلين في دار احدهم وقال ان السيد الامام السيستاني ابلغنا السلام لكم ويقول اذا دعتكم حكومتكم الى تظاهرة للمطالبة باعدام المجرمين في عرس الدجيل فكونوا طائعين لها اطوع من الأمة لسيدها لأننا راغبون للوقوف معها.
3. السيد (هاشم العوادي) إمام حسينية المنتظر في منطقة النهروان ببغداد ووكيل للسيستاني - خاطب مجموعة من وجهاء منطقة النهروان قائلا لهم ( حضروا انفسكم تره المرجعية تنوي لتظاهرة هذه الايام)..
4. سيد (امين الزاملي) إمام جامع الحاج حسون في منطقة المشروع الواقعة في مركز محافظة واسط وهو معتمد للسيستاني - وجه خطابا من خلال محاظرة القاها في ختمة احدى (الفواتح) قائلا ان المرجعية اليوم تشدد على
الوقوف بعزم في دعم الحكومة في التظاهر والاعتصام من اجل إعدام الجناة، وان السيد الامام شغله الشاغل هذه الايام ان يتظاهر الشعب مع حكومته.
5. الشيخ (محمد توفيق الحلي) امام جامع كريطعة في الحلة حي كريطعة ومعتمد للسيستاني - بعد صلاة العشائين خاطب المصلين (الامام الحسين خرج على الظالمين واليوم المرجعية تطلب منكم ان تقفوا مع السيد نوري المالكي في مطالبه باعدام الجناة فهيئوا وضعكم وتكونون حاظرين).
6. سيد (عادل الياسري) إمام جامع الانوار في مركز محافظة الكوت - طبع أوراق وزعت للمصلين وسوف نقوم بجلب نسخة منها ان شاء الله فحواها اننا نطيع المرجعية ولو ضربت رؤوسنا بالسوط، وننفذ دون نقاش وهي تدعونا ان نقف وقفة رجل واحد وندعم ابنها البار وابن المذهب الشريف السيد المالكي في اعدام المجرمين..
7. السيد (محمد شبر) الحلة امام مسجد الخضر الذي يقع في باب الحسين / محلة الأكراد - قال للمصلين بعد
صلاة الفجر تهيئوا امركم لان المرجعية تنوي الخروج بتظاهرات تأييد لرئيس الوزراء في من اجل اعدام الارهابيين.
8. السيد (قاسم هجر) امام جامع حاج عباس بمركز محافظة ذي قار - بعد صلاة الظهر قال للمصلين : (ياابناء المذهب الشريف لازم نتحظر ونتهيأ في أي لحظة نتوقف عن العمل ونخرج بتظاهرات ضد القاعدة والبعثيين ونطالب باعدامهم لان هذا مطلب السيد السيستاني .
9. السيد (محمد فلك) امام مسجد في منطقة الزبير - من خلال مكبر الصوت قال لنستعد ياابناء علي والحسين
لامر المرجعية ونخرج لنطالب باعدام كل المجرمين من القاعدة وحتى نخرج المرجعية بالثوب الابيض ونشعرها ان لها ابناء برره .
10. السيد (علي عبد الحكيم الصافي) امام مسجد المعقل وكيل السيستاني هناك - ارتقى المنبر وصاح باعلى صوته مطالبا بالخروج للتظاهر لنصرة المالكي بناءا على أمر المرجعية..
هذه مجموعة من الاسماء والمساجد التي اعلن فيها نفس الهدف والخطاب، وهو ما يدل على وجود توجه عام للخروج بالتظاهر ودعم المالكي.. وعجبي لماذا لاتقف المرجعية هذه الوقفة مع مطالب الشعب؟؟ وهل سأل المواطن نفسه هل اعدام القاتل يحتاج الى تحشيد ودعوة من خلال المنابر والتظاهرات والاعتصامات ؟ ولماذا سكتت المرجعية عندما تعرض المواطن العراقي لعصي البلطجية التابعة لابنها البار نوري المالكي؟ فهل اولئك العراقيون الذين آلمتهم سياط البلطجية كفار لتقف منهم المرجعية هذه الوقفة؟؟
كل الفجائع في العراق يهتز لها عرش الخالق خصوصا فاجعة جسر الائمة، فلماذا لماذا لم تحشد المرجعية لها كهذا التحشيد علما ان هناك خيوط للجريمة اكتشفت بوقتها ولفلفت القضية بالكامل ! نحن الان نضع قائمة ببعض الاسماء وسوف نتحرى عن العديد من الوكلاء الذي وجهوا بنفس التوجيه .. وسوف تبقى للتاريخ والاجيال لتلعن بهذا (المقدس) الذي اسمه المرجعية..!