حصيبة الشرقية ناحية من النواحي التابعة لقضاء الرمادي وتبعد عن مركز المدينة بحدود 15 كم... تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات شرق الرمادي، وهي أكبر بلدة ريفية في الانبار،يبلغ عدد سكانها أكثر من 70.000 نسمة تقطنها عشائر قبيلة البوفهد ويشتهر اهلها بصيد الصقور والسمك..ابرز الاكلات الشعبية في المدينة هي الدليمية والسمك المسكوف.
تقع المدينة على الضفة اليمنى لنهر الفرات وتنقسم إلى قسمين القسم الريفي الذي يقع بين الطريق الدولي القديم ونهر الفرات والقسم الثاني وهو سكني يقع بين الطريق وحافة المرتفعات (التلال ) في الهضبة الغربية.
يمتاز سكانها وهم جميعا من عشيرة البوفهد ونسبة المتعلمين منهم عالية جدا منهم عدد كبير من حملة الشهادات العليا والقادة العسكريين والمهندسين والاطباء ورجال الاعمال .
وهناك ايضا المزارعين الذين يزرعون الارض حبا بتقاليد ورثوها واعتزازا بالخير الذي تدره ارض اجدادهم ..امتزج حب الفلاح بفكر ابناءهم المتعلمين ...ادخل الابناء حداثة على موروث الاجداد واول بوادره انتشار الاساليب الحديثة للزراعة وابرزها انتشار الزراعة المحمية (البيوت البلاستيكية) ..
ابرز معالم المدينة هو مرقد ومزار الشيخ (مسعود بن جمال الدين) الذي يأمه الزوار من كل انحاء العراق (سنة وشيعة واكراد) . بعض الروايات اشارت الى انه من رجال الدين الشيعة وهو ما دفع بعض الطائفيين الى تفجيره عندما سقطت المدينة ضحية الارهابيين .
نسمات الطيبة في حصيبة الشرقية ما لبثت ان تحولت الى بركان انفجر بوجة المحتل الأمريكي الذي لم يحسن التعامل مع تركيبة المدينة وهاجت في المدينة مواجهات شرسة دفع فيها خسائر مادية وبشرية حتى سمي الطريق المار فيها نحو مدينة الرمادي بطريق الموت ..
ذاع صيت المدينة في كافة الاتجاهات وأصبحت مثار رغبة بعض الذين تغلغلوا بأسم المقاومة لاحتلال المدينة ونشر الإرهاب ..وشيئا فشيئا تتعالى سطوة الموت وتحجب أجنحة خفافيش الظلام شمس الحب في المدينة وتصبح الشوارع والأزقة مسرحا للدخلاء ويسود الذبح والقتل على الهوية ..
تفاقمت رائحة الدماء مع وجود أمراء يقودون عمليات القتل وتحولت مزارعها الخضراء الى حمراء ...
يعشق ابناء المدينة ممارسة هوايات عديدة والابرز هي لعبة كرة القدم ولكن تلك الهواية وقعت ضحية المفاهيم الجديده لمن اصبح يسيطر على حياة الشباب ..واختفت المستديرة من ملاعبها لانها اصبحت (تلهي عن الجهاد ومضيعة للوقت !!) .
هجر عشاق الرياضة الملعب الوحيد في المدينة واصبح خاوي تعبث به الرياح وبقايا ذكريات تحدث الصمت عله يولد صرخة تعيد اليه عشاقه ..
عقلاء المدينة ومثقفيها جرعوا صمت ضعف الامكانات لمواجهة الأفكار الدخيلة وردد البعض بحياء مقولة (لا حول لنا ولا قوة ) ودفعوا ثمن الصمت غاليا..
ولكنهم لملموا جراح الصمت ليطلقوا (صرخة الرجال) وانتخت فيهم عويل الثكلى الذين ذبح اباءهم في ثنايا الحقول وعلى ضعف امكاناتهم ثاروا بعنف ليتصدوا بمعارك شرسة استخدمت فيها اسلحة ثقيلة من قبل التكفيريين ولكنهم كانوا اثقل عزما ..
لقد كان الحب اقوى من كل سلاح (حب العراق) ووحدة مجتمعه ..أزفت المدينة كثيرا من الشهداء نذرا لعودة الفلاح لحقله الأخضر ولعودة كل الطوائف في شوارع طالما تجولوا فيها ومضايف عطروها...
رحل الإرهاب عن هذة المدينة بعد انتصار العقلاء وعادت المدينة لتكون مدينة البساطة والطيبة ..
يبدو ان القدر يرسم دوما لهذه المدينة ان تكون محط أنظار الجميع في قيمة رسائلها المؤثرة سيما وإنها تخصصت في الهدوء والحب واليوم انطلقت رسالة جديدة من ثنايا المدينة عندما أصرت ان تحتضن أبناء مدينة الصدر في ربوعها من خلال مهرجان رياضي وكان المشهد مؤثرا عندما أصر أبناء مدينة الصدر من اللاعبين الدوليين ان يكونوا في حفل المدينة وأبرزهم (حبيب جعفر ,كريم صدام, نعيم صدام) .
حصيبة الشرقية تعلمت درسا جديد من أحداثها الأليمة ولأنها لا تريد تكرار الذي حدث فأنها جندت أبناءها ليكونوا حماة المدينة وقطعت الطريق على الدخلاء .وعاد أيضا ملعب المدينة يحتضن محبيه ويداعب عشاقه كما احتضن الفرات ضفافه الجميله ولكنه هذه المرة تحمية عيون الساهرين .من رجال الشرطه العراقيه وابرز القاده الذين ناضلو دفاعا عن كرامتهم العقيد مجيد حميد عبد الضليل وشاكر ابراهيم عبد المعروف بـ شاكر حنا والعميد الركن نوري الدين العبد الكريم