قانون تيتيوس ـ بود :
توصل الرياضي الألماني جوهان تيتيوس عام 1766 إلى إقامة علاقة رياضية تربط بين المسافات التي تصل الشمس عن الكواكب السستة المعروفة يومذاك. استندت هذه العلاقة على التتابع الرقمي التالي : صفر و3 و6 و12 و24 و48 و96 بحيث ان كل عدد هو ضعف العدد الذي يسبقه باستثناء العدد 3. لدى إضافة 3 إلى كل عدد حصل على الأرقام التالية 4 و7 و10 و16 و28 و52 و100 إذا أخدنا مرجعا لنا مسافة ابتعاد الأرض التي نرمز إليها بالرقم 10 وجدنا هذه الأرقام تستقيم بالنسبة لتحديد مسافة ابتعاد سائر الكواكب باستثناء العدد 28. استنتج تيتيوس من هذا وجود كوكب لا يزال غير معروف يقع بين المريخ والمشتري ويدور في محور له حول الشمس.
< شرطة السماء > :
عام 1800 م قام الفلكي الألماني جوهان شروتير بجمع عدد من علماء الفلك في مرصده الخاص في ليلينتال في ألمانيا بهدف الانصراف التام لدراسة الفرضيات المتعلقة بالكواكب. أطلق هؤلاء الفلكيون على أنفسهم اسم < شرطة الفضاء >. قرروا تقسيم قبة السماء إلى مناطق عدة كما توزعوا إلى عدة فرق على أن يتولى كل فريق منهم مراقبة منطقة معينة. لم يكتف شروتير بهذا بل حرص على الاتصال وتبادل المعلومات مع مراصد أخرى عديدة. لم تذهب هذه المبادرة الأخيرة سدى إذ إن إكتشاف أول نجيمة لم يتم على أيدي < شرطة الفضاء > با على يد غيسيب بياتزي مدير مرصد باليرمو في صقلية. في كانون الثاني سنة 1801 رصد بيتزي جسما نجميا يتنقل في برج الثور لم يسبق أن أشار إلى وجوده أحد في الخرائط المتداولة في تلك الأيام. كتب على الفور ليعلم بذلك أحد المنتمين إلى < شرطة الفضاء د العالم المجري فرانك كزافييه فون كوخ. ولكن لدى وصول الخبر إلى هذا العالم لم يعد ممكنا رؤية هذا الجسم الغامض الذي تابع سيره فيما وراء الشمس. ةهكذا لم يعتنق فون كوخ بأن بياتزي قد وجد الكوكب الضائع. توصل الرياضي كارل غوس بالاستناد إلى بعض المعطيات التي قدمت له من حساب طول مداره وهكذا أمكنه تحديد مكان وزمان ظهوره من جديد. وهكذا استطاع فون كوخ رصد هذا الكوكب في الزمان والمكان اللذين سبق أن أشار إليهما غوس. قدرت مسافته المدارية بحوالي 412 مليون كلم أي ما يوازي 27،7 بحسب مقياس تيتيوم ـ بود.
كان الأمر يتعلق بكوكب صغير جدا دعي باسم سيريس. تم اكتشاف ثلاث كواكب أخرى في السنوات التالية على أيدي شرطة السماء : بلاس في برج العضراء اكتشفه هنريك أوليرز ( آذار 1806 ) جينون في برج الحوت اكتشفه كارل هاردنغ ( أيلول 1804 ) وفيستا هو الآخر في برج العذراء اكتشفه أولبير ( آذار 1807 ). كان فيستا آخر كوكب تم اكتشافه على أيدي شرطة السماء الذين تفرقوا أيدي سبأ في العام 1815.
تم العبور إلى المرحلة التالية عام 1845 م عندما اكتشف كارل هانك نجيمة < أستريه > في فلك الثور. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف العلماء عن اكتشاف أمثال هذه الأجرام السماوية.
حدد جون راسل هاند مواقع عشر منها واهيرمان غولدشميت مواقع 14 ... انطلاقا من نافذة شقته الباريسية الوافعة فوق قهوة < لبركوب >!! كارل لوثر هو الآخر حدد مواقع 24، وما يقل عن 121 تم اكتشافها على يد جوهان باليسا. وهنا تجدر الإشارة أن جميع هذه الإكتشافات تمت باستخدام التيليسكوب فقط لا غير.
مشاركة الصور :
شكل عام 1891 م منعطفا حاسما في هذا المجال عندما استطاع الفلكي الألماني ماكس وولف تقديم أول صورة فوتوغرافية لإحدى النجمات السيارة < بريسيا > التي تحتل المنزلة الرقم 323 في القائمة. بحسب وولف كان عدد هذه النجمات قد وصل إلى 452 نجيمة عام 1900 م وزاد عن الألف عام 1923. أخد كثير من العلماء الفلكيين ينظر إلى الأجسام الفلكية الصغيرة باعتبارها < طفيليات > بكل معنى الكلمة. ومع ذلك فإن هذه الإكتشافات ليست بدون فائدة. ذلك أن دراسة النجمات غنية بالمعلومات المتعلقة بكيفية بدء تاريخ النظام الشمسي.