كتب ( العلوي ) في شبكة هجر الثقافية بتاريخ 5-4-2000 ، موضوعاً بعنوان ( حول فقه الشعائر ) أخذه من كتاب فضل الله المسمى فقه الحياة ، وهو مقال طويل، نورد أهم ما فيه . . قال :
هذه مجموعة من الأسئلة التي تتناول إحياء ثورة أبي الأحرار (ع) من بعض الجوانب من كتاب فقه الحياة للسيد فضل الله :
سؤال : ما هو موقف الشرع بالنسبة إلى مسألة البكاء في عاشوراء على الإمام الحسين وذريته (ع) ؟
جواب : هل يمثل البكاء مجرد طقس من طقوس عاشوراء ؟ هل هو البكاء الذي ينطلق من خارج الذات بعيداً عن الذات !! هل أن مسألة عاشوراء هي بكائية يبكي فيها الإنسان من دون وعي !! أو أن البكاء يمثل عمقاً إنسانياً في تفاعل الإنسان مع الحدث ؟ لأن الناس يبكون أو يبكي لأنه لا بد من البكاء في عاشوراء بعيداً عن أي تأثر بالفاجعة أو بالمأساة بحيث تكون المأساة مجرد مناسبة للبكاء لامسألة تعيش في عمق التأثر الإنساني من قريب أو بعيد !!
سؤال : إنكم تقولون بتحريم اللطم العنيف ، فما المقصود بهذا اللون من اللطم ، وهل للطم الإعتيادي مما يقع تحت طائلة الحرمة ؟
جواب : لكن اللطم تماماً كما هو البكاء يمثل هذه الحالة الإنسانية وذلك باللطم الهادئ الذي يوحي بالخشوع ، لااللطم الإستعراضي الذي يوحي بالكثير من الأشكال الناشزة ، التي يستعرض فيها الناس أوضاعهم ، فذلك يفقد اللطم معناه التعبيري ليحوله إلى مجرد فن استعراضي . وهناك جهة أخرى وهي أنني كبعض الفقهاء الآخرين أحرم كل إضرار بالجسد حتى لو كان الإضرار لايشكل خطراً جسيماً على الجسد ، فإذا بلغ اللطم درجة يمكن للإنسان أن يتأثر فيها جسدياً حتى لو كان يتعافى بعد يوم أو يومين من ذلك ، فإنني أجد أن هذا عملاً محرماً .. لأن الأضرار بالنفس محرم تماماً كما هو ظلم الغير محرم .. ولذلك فإنني عندما أحرم اللطم العنيف الذي يضر فإنه من باب تحريم الضرر !!
سؤال :هل أن موائد الطعام التي تقدم في عاشوراء والتبرعات لذلك من تعظيم شعائرها ؟
جواب : إنه يمثل نوعاً من أنواع التعبير الإجتماعي عن المحبة لأهل البيت والحسين من خلال هذا النوع من الإجتماع على المائدة باسم الحسين .
سؤال : هل أن المسيرات والمواكب التي تنطلق في عاشوراء مظهر مقبول من مظاهر التعبير عن الذكرى ؟
جواب : إنني أدعو إلى تجديد أساليب المضمون العاطفي التعبيري ، لأن كثيراً من المضامين التي لا يزال الناس يتداولونها في مجالس التعزية والمواكب والشعارات أصبحت شيئاً من مخلفات الزمن ، لأنها كانت تعبر عن المضمون الثقافي في تمثل الواقعة والإحساس بالحزن بحسب الأزمنة الماضية ، أما في الحاضر فهناك وسائل جديدة للتعبير عن الحزن وتحريك المضمون العاطفي في خط تخليد المأساة .
سؤال : هل يجوز استخدام أساليب بلاغية وإيحاءات شعورية غير واقعية لاستثارة الناس واستدار عواطفهم ، وهل يجوز استخدام الرواية غير الدقيقة أو المشكوك في صحتها ، طالما هي مثيرة وقادرة على استدرار عواطف الناس ودموعهم ؟
جواب : وعلى ضوء هذا فلا بد للقارئ الذي يثير المأساة من أن يحرك المأساة في خط الهدف وفي خط الغاية الكبرى ، حتى يبرز الإمام الحسين إماماً عاش كل المأساة في قلبه وفي شعوره وفي جسده وفي أقربائه وأصحابه ، من أجل القضية الكبرى بحيث يعيش الإنسان الجو العاطفي الممتزج بأجواء الفكر والثورة والإنسانية .