زهير سلام
اليومَ قرأتُ خبراً عجيباً : الكونغرس الأمريكي يُطالبّ العراق بتسديد تكاليف العدوان الأمريكي على العراق واحتلاله من دون غطاء دولي شرعي..تصوّروا الصفاقة الأمريكية والعنجهية الكابوية والصلف الإمبريالي الذي يتحدّى مشاعر العراقيين. وربّما كانت المطالبةُ في احدى جلسات مجلس النواب، ولعلها كانت بموافقة من الرئاستين العراقيتين، لغضّ الطرف على ما يجري من فساد مادي واخلاقي في جميع مؤسسات دولة العراق/ الديمقراطية / وربّتما يتصدّى جيرانُ العراق أيضاً للمطالة بتعويضات مماثلة بسبب عبور قوات الاحتلال الأمريكي من اراضيها.. فمن حق الكويت والسعودية والاردن تعويضُها بما الحقه الغزو الأمريكي ببلدانهم من خسائر. كان ينبغي أن يواجه عضو الكونغرس الأمريكي القبيح تحت قبة برلماننا بالأحذية والبصاق والشتائم على هذا الطلب الذي طرحه ..تُرى ألم يردّ عليه أحدٌ من شرفاء مجلس النواب وهو يتحدّانا في عقر دارنا، كما يُذكرني هذا الطلبُ بقتلة النظام البائد حين كانوا يُطالبون أهل القتيل بتسديد ثمن الأطلاقات التي كانوا يصفّون بها معارضيهم.. فأين ساستنا الذين تزدحمُ الفضائيات بابتساماتهم الكاذبة من هذه الإهانة والاستهانة بأبناء العراق وقادته ونظامه السياسي؟ كنا نتوخى أن يُطالبُ الشرفاءُ من نوابنا المحتلَ الأمريكي الذي الحق الخراب ببلدنا الذي لن تقوم له قائمة ٌ لا في وقت قريب أو بعيد بتعويضات آنية وعاجلة..فليس العراقُ مسؤولاً عن الضائقة المالية التي يعاني منها..لقد أدخل بوش بسياسته الفاشلة دولته العظمى في نفق مظلم لا يستطيع اوباما ولا من ياتي بعده باخراجها منه..فقد مرّ على احتلاله اكثر من ثماني سنوات، فأين الكهرباء واين العمران وأين الأمان واين الرفاه الذي وُعدنا به. فقد زرع بين ابناء الشعب الواحد الفرقة / الطائفية والعنصرية والمحاصصة ،كما اطلقت لميليشيات الأحزاب الدينية العنان لتعيث فساداً ، فمّنْ يُحاسبُ المحتلُ الأمريكي الذي أزهق ارواح مليون عراقيّ وملأ وجه العراق بالأرامل واليتامى والجياع والمشوّهين . العراقُ الديقراطي الآن في مؤخرة قائمة التأخر في العالم ..يتساوى مع الصومال وبنغلادش.. وحقوقُ الانسان فيه في ادنى المستويات. فبأي حق يُطالبنا بالتعويض وبلدنا رقم دولي دون الصفر والأمراض السرطانية تحصد أرواح الناس وتُشوّه المواليد.,لم يبقَ سلاحٌ مُحرّمٌ دولياً الا اعتمدتها القواتُ الأمريكية المحتلة ضدّ ابناء شعبنا. وعلامَ يسكتُ سياسيونا عَمّا جرى لأبناء العراق وما يجري لهم الآن تحت سمع وبصر المحتل . هناك تنظيماتٌ ارهابية سرّية تشرف عليها اجهزةُ مخابرات السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء.. كما انها تغضّ الطرف عن ميليشيات تابعة لدول الجوار تزرع الموت والفتنة وتغتالُ العقل العراقي الذي لايُمكن لبلدنا أن يتقدّم الا بتضافر ابداعهم وجهدهم .على كلّ عراقي شريف أن يخرج ويُطالب برحيل المحتل ومطالبته بتعويضات مادية عمّا لحق بأبناء العراق.. مليون شهيد، اكثر من ثلاثة ملايين يتيم ومثلهم من الأرامل.. عليهم أن يُطالبوا الهيئات الدولية والصحية بتنظيف العراق من الأمراض والأوبئة ، ودفن النفايات النووية في أمكنة مُحصنة لاتعرض حياة العراقيين للخطر.
عجيبٌ هذا الصلف الأمريكي الذي نصب نفسه قيّما على مصائر الشعوب. وغريب هذا الطلب المادي الذي يُكلفُ العراقيين مليارات من الدولارات .نعم هذا زمنٌ يُطالبُ فيه الجزّار ضحيته بالتعويض .وتبّاً لساستنا وهم يسكتون على هذا الظلم لا لشيء سوى أن المحتل يضمن لهم البقاء في الحكم.. وليذهبِ العراقُ والعراقيون الى الجحيم|
تباً وسحقاً لكلّ شريف لا يُطالبُ المحتل بالرحيل ولا بتعويض مالي عادل عمّا لحق بوطنهم وبهم من خسائر بشرية ومادية ونفسية، وما يحيق بهم من خطر النفايات النووية المنتشرة فوق أديم العراق..
فيا نوابنا الشرفاء ادينوا هذا العضو الصهيوني من الكونغرس ، وارفعوا صوتكم عالياً ضدّ حكامنا المتواطئين مع المحتل ..فهل ترضون بهذه الإهانة التي وجهت اليكم في عقر داركم..؟؟