المرقش الأكبر هو ربيعة بن سعد بن مالك، ويقال: بل هو عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. والمرقش الأكبر شاعر جاهلي من الطبقة الأولى له قصيدة تدخل في المعلقات، وسمي المرقش لقوله:
الدار قفر والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم
وهو أحد عشاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته أسماء بنت عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وكان أبوها زوَّجهاً رجلا من مراد، والمرقش غائب، فلما رجع أُخبر بذلك، فخرج يريدها ومعه عسيف له من غفيلة، فلما صار في بعض الطريق مرض، حتى ما يحمل إلا معروضاً، فتركه الغفيلي هناك في غار، وانصرف إلى أهله، فخبرهم أنه مات، فأخذوه وضربوه حتى أقر، فقتلوه، ويقال إن أسماء وقفت على أمره، فبعثت إليه فحمل إليها، وقد أكلت السباع أنفه، فقال:
يا راكبا إما عرضت فبلغن ... أنس بن عمرو حيث كان وحرملا
لله دركما ودر أبيكما ... إن أفلت الغفلى حتى يقتلا
من مبلغ الفتيان أن مرقشا ... أضحى على الأصحاب عبأ مثقلا
ذهب السباع بأنفه فتركنه ... ينهسن منه في القفار مجدلا
وكأنما ترد السباع بشلوه ... إذ غاب جمع بني ضبيعة منهلا
ويقال: بل كتب هذه الأبيات على خشب الرحل، وكان يكتب بالحميرية، فقرأها قومه، فلذلك ضربوا الغفيلي حتى أقر.
ومن جيد شعره قوله:
فهل يرجعن لي لمتي إن خضبتها ... إلى عهدها قبل الممات خضابها
رأت أقحوان الشيب فوق خطيطة ... إذا مطرت لم يستكن صؤابها
فإن يظعن الشيب الشباب فقد ترى ... به لمتي لم يرم عنها غرابها