عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، يُكنّى بـ أبو طالب، هو عم النبي محمد (540 م - 619 م)، وأمه هي فاطمة بنت عمرو من بني مخزوم. خلف أبو طالب أباه عبدالمطلب الذي كان أحد سادة قريش في المكانة والوجاهة، ولكن ضيق حالته المالية جعله يكل إلى أخيه العباس شأن السقاية وأعباءها نظرًا لما كان له من ثراء واسع. وكان عبد المطلب أول من طيّب غار حراء بذكر الله، فإذا استهل رمضان صعد حراء وأطعم المساكين ورفع من مائدته إلى الطير والوحوش في رؤوس الجبال. مما يؤثر عن حكمته وحسن تقديره أنه كان أول من سن القسامة في العرب قبل الإسلام وذلك في دم عمرو بن علقمة، ثم جاء الإسلام وأقرها.
كفالته للرسول كان أبو طالب الأخ الشقيق الوحيد لعبد الله والد النبي محمد، وقد عهد إليه والده عبدالمطلب بكفالة محمد.
حماية أبي طالب لرسول الله
ولما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يتزايد أمره ويقوى، ورأوا ما صنع أبو طالب به. مشوا إليه بعمارة بن الوليد. فقالوا : يا أبا طالب، هذا أنهد فتى في قريش وأجمله. فخذه وادفع إلينا هذا الذي خالف دينك ودين آبائك فنقتله فإنما هو رجل برجل. فقال بئسما تسومونني، تعطوني ابنكم أربيه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه ؟ فقال المطعم بن عدي بن نوفل : يا أبا طالب قد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلص منك بكل طريق. قال والله ما أنصفتموني، ولكنك أجمعت على خذلاني. فاصنع ما بدا لك.
وقال أشراف مكة لأبي طالب إما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه. فإنك على مثل ما نحن عليه أو أجمع لحربنا. فإنا لسنا بتاركي ابن أخيك على هذا، حتى نهلكه أو يكف عنا، فقد طلبنا التخلص من حربك بكل ما نظن أنه يخلص. فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا ابن أخي، إن قومك جاءوني، وقالوا كذا وكذا، فأبق علي وعلى نفسك، ولا تحملني ما لا أطيق أنا ولا أنت. فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك. فقال صلى الله عليه وسلم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه فقال امض على أمرك، فوالله لا أسلمك أبدا ودعا أبو طالب أقاربه إلى نصرته فأجابه بنو هاشم وبنو المطلب، غير أبي لهب، وقال أبو طالب
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
وأبشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني، وعرفت أنك ناصحي
ولقد صدقت، وكنت ثم أمينا
وعرضت دينا قد عرفت بأنه
من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة
لوجدتني سمحا بذاك مبينا
وأبيض يستسقى الغمام بوجه **** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم **** فهم عنده في نعمة وفواضل
وميزان عدل لا يخيس شعيرة **** ووزان صدق وزنه غير عائل وبناء على ما تقدم :
[عدل] أبنائهطالب بن أبي طالب
عقيل بن أبي طالب
جعفر بن أبي طالب
علي بن أبي طالب
فاختة بنت أبي طالب
جمانة بنت أبي طالب
وكان كل واحد منهم أكبر من الذي يليه بعشر سنين. فيكون طالب اسن من علي بثلاثين سنه، وبه كان يكنى أبوه وامهم جميعا فاطمة بنت اسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يدعوها امي لانها ربته. وكانت من السابقات إلى الإسلام ولما توفيت صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودخل قبرها وترحم عليها.
وفاته توفي أبو طالب نتيجة المرض والمعناة في شعب أبو طالب مدافعا ومحاميا عن رسول الله (ص) وكان ذالك قبل الهجرة بثلاث سنوات فحزن الرسول لفقده حزنا شديدا حيث فقد بفقده المحامي المخلص والعم الناصح فجعل عام وفاته عام حداد وحزن فسمي عام وفاته عام الحزن وأمر ابنه علي ابن ابي طالب بتجهيزه ودفن بالحجون بمكةالمكرمة