بشرى البستاني (1949 -)، شاعرة وناقدة وصحافية عراقية تنتمي إلى الجيل السبعيني في العراق، ولدت في مدينة الموصل وتلقت فيها دراستها الابتدائية في المدرسة العراقية، والثانوية في متوسطة المعرفة واعدادية الموصل المركزية. ثم انتقلت إلى بغداد لتكمل دراستها الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية التربية- جامعة بغداد، وعادت إلى الموصل بعد نيلها شهادة البكلوريوس بمرتبة الشرف لتعمل مدرسة لمادة اللغة العربية في مدارسها، ثم انتقلت بعد نيلها شهادتي الماجستير والدكتوراه بدرجة امتياز(مع التوصية بطبع الرسالة والأطروحة) انتقلت إلى التدريس الجامعي في كلية آداب جامعة الموصل وما تزال فيها، أستاذة الأدب والنقد العربي. نالت لقب الأستاذية في العام 1998 ولقب الأستاذ الأول على جامعة الموصل في العام2000. وشاركت البستاني خلال مشوارها العلمي والثقافي في أعمال أكثر من خمسين مؤتمرا علميا في الجامعات العراقية والعربية وأكثر من خمسين مؤتمرا ثقافيا وإبداعيا عراقيا وعربيا وعالميا. كما مثّلت العراق في مؤتمرات علمية وإبداعية عالمية وعربية منها مؤتمر المرأة الدولي في براغ ومؤتمر الثقافة والفنون في ألمانيا ومؤتمر المبدعات العربيات في تونس وبيروت وعمان، وقد تناولتها موسوعة (أعلام الموصل في القرن العشرين) للدكتور عمر الطالب.[1]
نشاطاتها التدريسية والمهنيةعملت مدرسة للغة العربية في اعدادية الموصل ودار المعلمات ومعهد المعلمين.
ومديرة لاعدادية الكفاح حتى عام 1981.
عملت وما تزال تعمل أستاذة للأدب والنقد في كلية الآداب / جامعة الموصل 1985 وحتى الآن.
أشرفت على الفعاليات الإبداعية للطلبة في تربية نينوى طيلة عملها فيها.
شاركت في الأنشطة الثقافية للمنظمات الجماهيرية من خلال مسؤوليتها عن لجنة الثقافة والإعلام والفنون في الاتحاد العام لنساءالعراق 1974 - 1994.
عملت عضوة في اللجنة المركزية للإشراف على الامتحانات الوزارية العامة في جامعة الموصل.
مسؤولة لجنة الإشراف على الأنشطة الإبداعية الشبابية في الأدب بجامعة الموصل من عام 1989 وحتى الآن.
ساهمت في تأليف أكثر من عشرة كتب في الأدب والنقد والاجتماع وحقوق الإنسان منها: كتاب ملتقى البردة، والمرأة والتنمية، وحقوق المواطنة، والمسرح في الموصل، وفي النقد الإسلامي، وستة كتب في ملتقيات مهرجان المربد الشعري ببغداد من عام 1996 – 2002.
مستشارة في مجلتي آداب الرافدين، والتربية والعلم الأكاديميتين.
[عدل] مجموعاتها الشعريةما بعد الحزن، بيروت، النهضة 1973،
الاغنية والسكين، بغداد، 1975، * أنا والاسوار، جامعة الموصل، 1977،
زهر الحدائق، بغداد 1983،
أقبّل كف العراق،ة بغداد 1988،
البحر يصطاد الضفاف، بغداد 2000
مكابدات الشجر، بغداد 2002، * ما تركته الريح، دمشق 2002،
مائدة الخمر تدور، دار دجلة، الموصل 2004.
مؤلفات نقديةدراسات في شعر المرأة العربية،عمّان، دار البلسم- 1998
تحليل النص الشعري،الجزائر،دار الكتاب العربي- 2002
البحوثأكثر من سبعين بحثا علميا في موضوعات الأدب والنقد والبلاغة والدرس القرآني منشورة في مجلات علمية متخصصة داخل العراق وخارجه.
[عدل] أوسمة وشاراتحاصلة على وسام العلم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مرتين ووسام الإبداع مرتين من وزارة الثقافة والفنون، وشارة المرأة الماجدة من الاتحاد العام لنساء العراق، فضلا عن أكثر من اربعين شهادة تقديرية من مؤسسات علمية وثقافية عراقية وعربية وعالمية.
نموذج من شعرهاهذا العصر لا يتسع لحبي
حرائقه ابتلعت أنهاري
لصوصه داهمت أيامي
مستلة ً آخر قطرات الضوء منها..
هذا العصر ناعور صدئ…
في كل اتجاه يتأرجح..
في كفه خنجرٌ مسمّم ْ.
كلما هممت بالابتسام وخَزَني..
تركني مخنوقة في ممر ضيق….
أخاف الدخول إلي بيتي
وأُمنَع من المغادرة هربا للفضاء
حتي أيقنت ألا فضاء في هذا العصر …
فالخليل بن أحمد وابن منظوروباختين
كلهم كذبوا علينا….
لا فضاء في هذا الكون …
بل دهليز يؤدي إلى دهليز تلو دهليز.
--------------------------------------------------------------------------------
داخل البيت رجل ٌ يكمم فمي…
يلقي بقبعته الحديدية فوق وجهي …
يمتشق حزامه النحاسيّ ويجلد ظهري
أفتح أزرارَ حزني لأغريه بعبير القرنفل ْ..
لكنه يزداد عنفا حتى يتدفق دمي …
يجزّ بأصابعه الشوكية حرير شعري
يدفع رأسي إلى بركة ماء كبريتي
أختنق …أصرخ، :يكوي بلفافة تبغه لساني
ويقول لا مفرّ مني…
في الخارج يقف جنرالات ٌحاملون بنادق ْ
على أوجههم أقنعةٌ سوداءُ وصفراء ْ
في أحزمتهم تتكدس صفوف الرصاصِ ِ
ورمانات العلقم ْ …
أتلفت مذعورة فلا أجد غير الرجال ِ
مدججين بخرائط الحروب ِ..
وأصابع اللبلاب ْ…
أغمض عينيّ فأبصر الأطفال مكدسين على الأرصفة ِ
وتحت الأنقاضْ..
جثثا من ورود بيضاءَ….بنفسجية ْ….
مفتحةً عيونهم ومفردي السواعدْ…
لا نعوشَ تحملهمْ…
لا قبورَ تواريهم ْ…
وتحت أنقاض البيوت حجرٌ يصرخ ْ
تحت أنقاض البيوت أنينٌ يتدلي
وعلى أجنحة الريح عالقٌ دمع ُالنساء بتراب الأماني
أخضرَ، مخضبا بالحكمة ْ…
لكن من يقطف الحكمة َ من شجر امرأة ٍ
في عصر الرجال ْ….
يا الهي..
أما من عمل للرجال غير إشعال الحروبْ
وهل من عاقل يعطي امرأة ً واحدة ً دفة حكم العالم ْ
كي تضم إلى صدرها أنهاره وأشجانه وروابيه ْ
وتمسح بأصابع الحنان أوزاره ْ
يوما ً واحدا…يكفي
نهارا ً واحدا…
أو حتى ساعةًَ حب واحدة …
تكفي وحدها لإنعاش العالم..
ولإبادة أزرار الصواريخ التي شحنها بالقسوة الرجال ْ …