زكريا (بالعبرية: זכריה) هو نبي في الإسلام واليهودية والمسيحية، وهو أبو النبي يحيى. اسمه يعني "ذكره الله" أو "مذكور الله" بالعبرية.
زكريا في الإسلام
ذكر زكريا في القرآن في ستة مواضع في سور آل عمران الآيتين 37، 38، والأنعام الآية 85، ومريم الآيتين 2، 7، والأنبياء الآية 89.
نسبه ينسب زكريا إلى بني إسرائيل، وعمل زكريا في خدمة الهيكل. وذكر ابن خلدون أنه من بنو ماثان من نسل النبي داود أي أنه من سبط يهوذا بن يعقوب. وقد أورد ابن عساكر لزكريا نسبًا بدأه بأبيه يوحنا، وعدّ بعده أحد عشر أبًا، حتى وصل إلى (يهوشافاط) خامس ملوك بيت المقدس من عهد النبي سليمان.
حياته قبيل ميلاد المسيح، كان زكريا من كبار الربانيين الذين كانوا يخدمون الهيكل. وكان عمران -والد مريم- إمامهم ورئيسهم، والكاهن الأكبر فيهم، كما كانت زوجتاهما حنَّة وإليصابات أختان (حنَّة زوجة عمران، وإليصابات زوجة زكريا).
استجاب الله لدعاء (عمران وحنَّة)، بعد أن لبثت حنَّة ثلاثين سنة لا يولد لها فحملت، فنذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكرًا. إلا أنها رزقت بطفلة فحملت ابنتها مريم، وقدمتها إلى بيت المقدس، ودفعتها إلى العبَّاد والربانيين فيه، تنفيذًا لنذرها، وكان هذا من أحكام الشريعة اليهودية.
وتنافسوا في كفالتها، لأنها ابنة رئيسهم وكاهنهم الأكبر - ويعتقد أن عمران أباها كان قد توفي في هذه الأثناء- وأصرّ زكريا -زوج خالتها- على أن يكفلها هو، وحصل الخصام بينهم أيُّهم يكفل مريم، ثم لجأوا إلى القرعة، فكانت كفالتها من حظ زكريا.
نشأت مريم في نشأة دينية، وتفرغ للعبادة، فكان زكريا يجد عندها رزقاً من رزق الله لم يأتها به، ولا وجود له عند الناس في ذلك الوقت، وهذا من إكرام الله لها. عندئذ، وقع حب الذرية في قلب زكريا، وتمنى أن يهبه الله ولداً ذكراً يرث الشريعة عنه وعن العلماء الصالحين من آل يعقوب، وخشي أن يتولى أمر الرياسة الدينية في بني إسرائيل موالي من الجهلة والفساق والمتلاعبين بالدين.
هنالك دعا زكريا ربه، بأن يرزقه بغلام، فاستجاب الله له وبشّرته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى، وأنه سيكون من الأنبياء الصالحين.
زكريا الكاهن في المسيحيةفي المسيحية، زكريا هو والد القديس يوحنا المعمدان وليس بنبي بل هو رجل بار وصالح وكاهن من فرقة ابيا سالك في جميع وصايا الرب واحكامه.
فبينما كان يأدي نوبة فرقته جاءت عليه القرعة (كما كان في عادات اليهود) ليدخل يبخر هيكل الرب "فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح البخور، فلما راه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلباتك قد سمعت و إمرأتك إليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته". (لو 1: 11-14)