ص 289
عاشوراء في بغداد في القرن الثالث والرابع.. أما القصة التي ذكرها عن المرجع المرحوم السيد البروجردي قدس سره، فكان موضوعها استعمال الطبول والسناجق، لأنه رحمه الله كان يفتي بتحريمها، أما التطبير فلم يكن مطروحا في ذلك المجلس لأنه رحمه كان يفتي بجوازه!! وقد سمعت من ثقة قصة الشخص الذي قال هذا الكلام للسيد البروجردي، وكان قصده أن السيد عنده احتياط وجوبي في استعمال الطبول فهم يرجعون إلى فتوى غيره في هذه المسألة.. وهذا طبيعي في جواز رجوع المكلف إلى غير مقلده الأعلم فالأعلم، فيما ليس له فيه فتوى جازمة، بل فتوى احتياطية. * * * كتب (العاملي) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 12 - 4 - 2000، موضوعا بعنوان (ما الذي يغيظهم من مراسم عاشوراء.. ولماذا ينتقدها بعض الناس ويحاربها؟!)، قال فيه: حسب ما وصلتنا الأخبار، فإن مراسم عاشور هذه السنة أوسع وأكثر تنوعا من السنة الماضية في جميع بلاد الشيعة ومهاجرهم في العالم، والحمد لله. ومراسم عاشوراء تشمل أنواعا متعددة من الأعمال.. وقبل أن يحكم عليها الأخوة المنتقدون ينبغي أن يتعرفوا عليها ويتفهموا عمقها في الجماهير الشيعية وتأثيرها الإيجابي فيهم. ولا نجد فيها ما يبرر غيظ المغتاظين منها ولا وقوفهم ضدها، لأنها من ثروات الشعوب الإسلامية في الالتفاف حول مقدساتها، بالشكل الذي تعتقد به وتتقرب فيه إلى الله تعالى. نعم إذا أفتى مرجع يقلده كل الشيعة أو جماعة منهم، فيجب عليهم التقيد بفتواه..... ثم عدد العاملي الأنواع الأحد عشر المتقدمة، في الفصل السابق. * فأجابه المدعو (المسلم المسالم) بتاريخ 12 - 4 - 2000: الحزن شيء والتمثيل شيء آخر. يقول الشيخ فضل الله: ضرب الرؤوس أصبح مظهر تخلف ويشوه صورة الشيعة في العالم. ضرب السلاسل لماذا؟ نفكر معا أليس لأن السيدة زينب (ع) وأخواتها وبنات الحسين ضربن على ظهورهن بالسياط؟ فنحن نواسيهن فنضرب ظهورنا بالسلاسل!.. ولكن هل ضربت زينب ظهرها بالسلاسل؟ أم أنها ضربت وهي في خط المعركة؟
ص 290
اللطم مشروع لأنه تعبير عن الحزن، ولكن عندما يقف الناس بشكل فني استعراضي ويلطمون حسب قواعد وحركات خاصة، فهذا ليس اللطم المعبر عن الحزن، والمعبر عنه هو اللطم الهادئ الذي يعبر عن العاطفة، بحيث عندما يراه الناس فإنهم بذلك يقفون أمام مظهر حزين، ينتقل إليهم بفعل تأثرهم به. فهل تسمعون صوت العقل من شيعي، وليس من سني؟؟ * فأجابه (العاملي) بتاريخ 12 - 4 - 2000: شباب الشيعة يسمعون صوت الفتوى الشرعية من مرجع تقليدهم الجامع للشروط.. وولي الفقيه الجامع للشروط. وبعد غد ترى إن شاء الله في النبطية قرب صيدا، عرضا حسينيا من نوع فريد، متحضرا وليس متخلفا كما يزعم بعضهم، يبيض وجه الشيعة والسنة، ولا يسودها كما يزعم بعضهم، يبعث في الإنسان أروع المعاني الروحية، ومعاني النبل والشهامة والشجاعة.. ترى فيه مشاهد من يوم كربلاء ممثلة على الطبيعة في ساحة المدينة، وأردنا وصفها لطال المقام.. وترى موكبا من الشباب لابسين أكفانهم، حاملين سيوفهم.. وقد جرحوا رؤوسهم فسالت دماؤهم على وجوههم المنيرة، وأكفانهم المباركة.. يسيرون بنخوة إسلامية، وحزن عميق.. هاتفين وا حسيناه.. وا حسيناه.. معلنين أنهم أنصار للإمام الحسين سبط الرسول صلى الله عليه وآله، وحاضرون لفدائه بأرواحهم.. مرددين اسم علي بن أبي طالب بطل الإسلام عليه السلام شعارا لهم.. هاتفين: حيدر.. حيدر... موظفين كل ذلك باتجاه العدو المتغطرس، يعلنون بين مدة وأخرى شعارا مباركا تتجاوب معهم عشرات الألوف من الجماهير: وا حسيناه.. وا حسيناه.. مذكرين اليهود بمعركة ساحة النبطية في يوم عاشوراء، يوم كانت إسرائيل تحتل لبنان، وكان شبابه عزلا من السلاح، وحشدت إسرائيل قواتها ليوم عاشوراء في النبطية، وكثفت دباباتها.. فجاءت مسيرة أصحاب الأكفان المتطبرين.. ليس معهم إلا أكفانهم وسيوفهم.. حتى إذا وصلوا إلى قرب تجمع الدبابات الإسرائيلية، تقدم رئيسهم هاتفا: حيدر.. حيدر بنبرات عسكرية متتالية، معلنا تحدي شيعة الحسين لجنود اليهود وآلياتهم، فانذعر اليهود كما انذعروا من هجوم علي في خيبر، وفتحوا النار على الناس وفي الهواء، وهم يفرون أمام المتطبرين! وآلياتهم تصدم بعضها والحيطان، وبعضها تركوها فوقعت في قبضة الحسينيين!!
ص 291
وظل ذلك اليوم الأحمر الحسيني فخرا للمسلمين، وذلا على اليهود.. وظل اليهود مدة بعده يبحثون عن رئيس المتطبرين (حيدر) يظنون أنه شخص منهم، وأخذوا بعض من اسمه حيدر، حتى عرفوا أنه كان هتافا باسم حيدر فاتح خيبر، واسمه عند اليهود: حيدر بطل الأميين في يوم الغفران، أي يوم خيبر!! لو كان هؤلاء الفتيان يقلدون فلانا أيها الأخ، لما استطاعوا أن يسطروا هذه الملحمة.. ولو كانوا يقلدونه في تحريم الانتحار! لما استطاعوا أن يقوموا بعمليات استشهادية كالتي سمعت بها. فاترك الناس وعقيدتهم وفتوى من يقلدون.. ولا تخف عليهم من جرح رؤوسهم.. ولا تشفق عليهم فتسبهم!! لقد تركوا هم للعرب أن يأخذوا بطولاتهم إلى مجالس المفاوضات.. وتركوا لمن يريد أن يدعي المرجعية لهم أن يدعي.. فدعوهم وشأنهم. * قال (العاملي): لتبرئة الذمة: كنت سمعت قصة ما جرى في النبطية في يوم عاشوراء 1983 ميلادية، برويات متعددة، منها النحو الذي أوردته. ثم سألت شاهد عيان أثق به، فقال إن الصحيح هو الرواية التالية: كانت مدينة النبطية محاصرة بالدبابات الإسرائيلية كبقية مدن لبنان المحتلة، وكان اليهود يسيرون دوريات في جيبات عسكرية داخل المدينة وخارجها.. وفي يوم عاشوراء زادوا دورياتهم وأضافوا إلى كل سيارة جيب سيارة شاحنة جنود. لأن النبطية تحتشد في يوم عاشوراء بالوافدين من أنحاء لبنان لمشاهدة تمثيل مصرع الإمام الحسين عليه السلام ومواكب التطبير. وما أن دخلت الدورية الإسرائيلية (جيب عسكري وشاحنة) إلى داخل الساحة، حتى واجهها الناس بالهتافات المعادية.. وكان موكب (الضريبة) في مفرق طريق شوكين، فاتجهوا نحو الدورية.. وكان القارئ يقرأ لهم بمكبر الصوت، فقرأ لهم عن موقف علي الأكبر بن الإمام الحسين عليهما السلام، وردد قوله لأبيه الحسين: ما دمنا على الحق فوالله لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا!! فزاد حماس موكب التطبير واتجهوا نحو الجنود الإسرائيليين هاتفين: حيدر.. حيدر.. ملوحين بسيوفهم، وأكفانهم مضرجة بالدم.. فجن جنون اليهود، وحاولوا الهروب بسياراتهم فلم يستطيعوا وصدمت إحداها جدارا.. فنزلوا منها وتركوها وهربوا مشاة نحو قاعدتهم، وهم يطلقون الرصاص في الهواء وكيفما كان! وتبعهم الناس بالأحجار، والضريبة بالسيوف.. ولم يقتل أحد منهم! وأشعل الفتيان النار في السيارات! فكانت
ص 292
بداية المقاومة الإسلامية في لبنان.. مقاومة حسينية مرعبة في يوم عاشوراء!! وقال محدثي: وبحث اليهود عن (حيدر) حتى عرفوا أنه اسم لعلي عليه السلام.. وحدث في تلك المدة أن سيارة لبنانية انقلبت في الوادي في مدخل بلدة (أنصار) قرب نقطة الجيش الإسرائيلي، فنزل الجنود الإسرائيليون ورأوا السيارة مقلوبة على ظهرها، فقال أحد الجنود لركابها: أخرج من السيارة، أنت لا تموت! أنت تنادي حيدر.. حيدر.. وتضرب نفسك بالسيف!! * فكتب (أبو فراس) بتاريخ 13 - 4 - 2000: والله.. أن تلبس الأسود كرمز للحزن مع شعارات ورايات سوداء، وتمثيل صور على اللوحات ورسومات فيها (رأس) كأنه رأس الحسين رضي الله عنه، ورجل مشتمل بسيف وندعوه بذي الفقار، بأن هذا رمز لعلي كرم الله وجهه، مكتوب عليه لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، وصور معلقة هنا وهناك فيها تعبير الحزن، وموقف الجيوش ضد الحسين رضي الله عنه في كربلاء، وغير ذلك.. فيها مشابهة لليهود بالنسبة للباس الأسود، وفيها مشابهة للمسيحيين بالنسبة للرسومات وتعليق الصور، كأنك لا تدخل الحسينية كأنك تدخل كنيسة من الكنائس، فالكنائس مملوءة من صور مريم وعيسى وهو مصلوب، حتى صنعوا منه تماثيل برجل مصلوب ويقولون هذا رمز بأنه عيسى بن مريم عليه السلام مصلوبا. هذه ملاحظة لفتت انتباهي، وأحسن بحث لي في المشابهة لليهود، وكذلك هناك مشابهة للنصارى، كأن هناك حلقة ارتباط بين الرافضة وبينهم سبحان الله! والحمد لله رب العالمين. * فأجابه (أبو سمية) بتاريخ 13 - 4 - 2000: السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى آل بيت الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعلى محبي الحسين. لا أريد التعرض إلى مناقشة في قضية التطبير.. جوازه أو عدمه، فأنا لا أفعله ولم أفكر في ذلك، والمقياس لست أنا أو غيري، بل كل له مرجع. وليكن الإخوان المؤمنين على ثقة تامة بأن الغرب وأنصاره أعداء الدين أتباع الشيخ جون فيلبي وإمامه الشيخ همفر، ومن بينهما ومن بعدهم سيقفون صفا واحدا لهدم الدين. ولن
ص 293
ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم. البقرة - 120. فهل علينا أن نترك كل ما لا يرضون؟! فزيارة المراقد سنتركها و.. و.. ولو كان هناك أمر مخز فهو الإباحية، وتجارة المخدرات، وأكل السحالي والصراصر، ومصارعة الثيران، والمخاطرات بسياقة الدراجات.. وسرقة خيرات الشعوب، واحتلال الأراضي الإسلامية ولو كان هناك ما يثير السخرية بالمسلمين.. فهو الدروشة ولبس العرقجين، ونصف قميص وسروال، وتطويل اللحية بشكل مقزز، والجمود (التسلف). ولو أن كل ضار بالأصل أو بالعرض يحرم تداوله، لحرمت السيجارة: ضررها بالأصل، وتناول الطعام بإفراط يصل إلى حد التخمة: ضرر بالعرض، لأن أصل تناول الطعام ليس فيه ضرر، و.. و.. وكثير من الأمثلة الأخرى... فلا نجعل في ذلك مجالا لتفرقنا، وكل يتبع مجتهده. وعلى رسلك أيها المشبه باليهود.. إذهب إلى كتبكم ستجد أنكم شبهتم ربكم بالمخلوقات فتجاوزتم، ونحن نزهناه.. واتبعتم مبدأ تكفير أهل لا إله إلا الله، ورفضناه... وانحرفتم عن تولي وصي الرسول صلوات الله تعالى عليه وآله، فانحرفتم نحو عجل الأمة وسامريها، ونحن صدقناه واتبعناه.. نحن لا نحكم بكفر كل سني بل النواصب منهم... لا لشيء إلا بالدليل، لموالاتهم يزيد وأبيه (كذا) الملعون على لسان النبي صلوات الله تعالى عليه وآله، ومن حكى الدليل بكفره.. وهذا الموضوع طرح بشكل نقد مؤدب بين أهل التشيع، فإما أن تدخل فيه بشكل مؤدب فأهلا، وإلا.... * وكتب المدعو (النداء الأخير) بتاريخ 13 - 4 - 2000: السلام عليكم، أحببت أن أسأل الشيخ العاملي: هل مسألة التطبير تعتمد على الفتوى، أم على الحكم الشرعي، أقصد هل ما قاله السيد علي الخامنئي ولي أمري وأمر المسلمين، هو حكم شرعي، أم فتوى لمقلديه فقط؟ فإذا كانت حكم شرعي (كذا) فهي ملزمة لكل الفقهاء حتى الفقهاء المعارضين للفتوى، باعتبارها
ص 294
صادرة عن الحاكم الشرعي. وإذا كانت فتوى فهي غير ملزمة، فهل من مخبر؟ والسلام عليكم. * فأجابه (العاملي) بتاريخ 13 - 4 - 2000: يظهر أنها كانت نصيحة أبوية فقط، لأنهم في السنة الماضية تسامحوا في مخالفتها في عدد من محافظات إيران، حتى أعلنوا في أردبيل وأصفهان أنه لا مانع لمن أجاز مرجع تقليده ذلك.. وعلى أثره خرجت مواكب تطبير ضخمة في هاتين المحافظتين وغيرهما.. ويتوقع بعضهم أن يكون السماح في هذا السنة أوسع، والعهدة على الناقل. * وكتب المدعو (واهج) بتاريخ 13 - 4 - 2000: أرجو من العضو النشط جدا التكرم إذا أمكن بذكر الفقهاء المجوزين للتطبير، بعيدا عن ولاية الفقيه، وبعيدا عن حكم أو فتوى. * فأجابه (العاملي): لا أعرف مرجعا معاصرا للشيعة مشهورا بتخصصه بالفقه، أو بسعة المقلدين في العالم الشيعي، أفتى بتحريمه. ومع أن الإمام الخميني رحمه الله يأتي في الدرجة الأولى فيمن نسميهم التقدميين والثوريين.. لكنه رفض أن يفتي بتحريمه، وأفتى بأن مراسم عاشوراء يجب أن تبقى بالأساليب الموجودة. أما ما يقال من أنه ضرر يحرم إيقاعه بالنفس، فهو مسألة تتبع اعتقاد المكلف نفسه.. فمن اعتقد أنه يضر به ضررا بالغا فهو عليه حرام، ومن اعتقد عدم ضرره يجوز له. وأما ما يقال إنه تخلف وهمجية وغير ذلك.. فهو كلام لا قيمة له، لأنا نرى وسائل الإعلام التي تنتقده، نفسها تمجد ما يقوم به بعض المسيحيين في الفيلبين وغيرها، حيث يدق الواحد منهم المسامير في يديه ورجليه، ويصلب نفسه يوما أو يومين أو ثلاثة.. وبعضهم يموت! وتعتبر ذلك إيمانا وتضحية!! ولو أن بعضهم اعترض وصام عن الطعام من أجل قضية تخص إسرائيل أو أمريكا حتى الموت.. لمجدوه وقالوا عنه إنه رمز المطالبة بالحرية!! * وكتب (واهج) بتاريخ 16 - 4 - 2000، الواحدة ظهرا: أشكر العاملي على هذا التجاوب، وأرجو إن استطعت أن تنشر أسماء المراجع المجوزين للتطبير.
ص 295
* وكتب (العاملي) بتاريخ 16 - 4 - 2000، الخامسة عصرا: جمعوا فتاوى كبار المراجع في تجويزه في كتاب مستقل، أرجو أن أحصل عليه، وهذا بعضها: (فتوى السيد الخوئي قدس سره، والمرجع الميرزا جواد التبريزي مد ظله: في صراط النجاة 1 / 432: سؤال 1183: هل ثمة إشكال في إدماء الرأس (التطبير) على ما هو المعهود المعروف في بعض مظاهر إظهار الحزن وإشادة العزاء على روح إمامنا المفدى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، مع فرض أمن الضرر؟ الخوئي: لا إشكال في ذلك في مفروض السؤال في نفسه، والله العالم. سؤال 1184: تفضلتم سيدنا بنفي الإشكال عن إدماء الرأس (التطبير) إذا لم يلزم منه ضرر، فقيل إنه لا يثبت أكثر من الإباحة، وعليه فهل إدماء الرأس (التطبير) مستحب، لو نوى بذلك تعظيم الشعائر، ومواساة أهل البيت عليهم السلام؟ الخوئي: لم يرد نص بشعاريته، فلا طريق إلى الحكم باستحبابه، ولا يبعد أن يثيبه الله تعالى على نية المواساة لأهل البيت الطاهرين، إذا خلصت النية. (فتوى السيد الكلبايكاني قدس سره، في إرشاد السائل ص 184: س 672: ما هو حكم التطبير الذي يفعله بعض الناس أيام عاشوراء؟ ج: بسمه تعالى: يجوز إذا لم يكن معرضا لضرر لا يتحمل عرفا، والله العالم. (فتوى أخرى للمرجع الميرزا جواد التبريزي، في صراط النجاة 3 / 442: سئل عن قول بعضهم: يحرم اللطم على الإمام الحسين (ع) إذا كان عنيفا يؤدي لإدماء الصدر أو الألم الشديد لأنه ليس أسلوبا حضاريا، ويسبب ضررا للجسد وكل إضرار بالجسم حرام، ما رأيكم بذلك؟ فأجاب: اللطم وإن كان من الشديد، حزنا على الحسين عليه السلام، من الشعائر المستحبة، لدخوله تحت عنوان الجزع الذي دلت النصوص المعتبرة على رجحانه، ولو أدى بعض الأحيان إلى الإدماء واسوداد الصدر. ولا دليل على حرمة كل إضرار بالجسد، ما لم يصل إلى حد الجناية على النفس، بحيث يعد ظلما لها. كما أن كون طريقة العزاء حضارية أو لا، ليس مناطا
ص 296
للحرمة والإباحة، ولا قيمة له في مقام الاستدلال، والله العالم. س 1268: هل ترون أنه من الداعي إثارة مصيبة كربلاء بين الناس، بشكل عنيف وحماسي، أم لا؟ الجواب: البكاء الشديد والإبكاء المثير، من الأمور المستحبة التي دلت على رجحانها النصوص الكثيرة. ففي (الوسائل) باب 66 من أبواب المزار، روايات كثيرة في استحباب ذلك. ومنها: صحيح معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام أنه قال لشيخ: أين أنت عن قبر جدي المظلوم الحسين؟ قال: إني لقريب منه. قال عليه السلام: كيف إتيانك له؟ قال: إني لآتيه وأكثر. قال: ذاك دم يطلب الله تعالى به. ثم قال: كل الجزع والبكاء مكروه، ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين عليه السلام. والله العالم. (وهذه فتوى للسيد القائد الخامنئي بجواز كل أنواع اللطم والضرب بالسلاسل، في أجوبة الاستفتاءات - 255: سؤال: من المتعارف في منطقتنا أن مراسم لطم الصدور أو الضرب بالسلاسل بالنحو التقليدي لا تقام إلا في عزاء الأئمة الأطهار عليهم السلام، والشهداء وسادة الدين العظام، فهل يجوز إقامة تلك المراسم في وفاة بعض الأشخاص الذين كانوا من قوات التعبئة، أو من الأشخاص الذين كانوا يقدمون الخدمات بنحو ما لهذه الحكومة الإسلامية ولهذا الشعب المسلم؟ ج: لا إشكال في ذلك في نفسه في الفرض المذكور، ولكن هذا العمل لا يعود بخير على ذلك الميت، والأفضل إقامة مجالس الفاتحة، وقراءة القرآن الكريم له. * وكتب (ناصر) بتاريخ 16 - 4 - 2000، التاسعة والنصف ليلا: للأسف الشديد أن (النداء الأخير) استطاع بكل ذكاء أن يحول الموضوع إلى فتنة بين الشيعة. على فكرة، هل تعرفون من هو (النداء الأخير)!!!! * وكتب (العاملي) بتاريخ 16 - 4 - 2000، الحادية عشرة ليلا: يظهر أن الأخ النداء الأخير مخلص ومتحمس للسيد القائد حفظه الله، فنحن نقدر شعوره، لكن ينبغي له أن يتعامل مع رأي السيد خارج إيران، كما تعامل به سماحة السيد في إيران، حيث تراه احترم مشاعر الناس، وفتوى من يجيز ذلك..
ص 297
وقد اتصل بي أحدهم اليوم وقال: إن مراسم التطبير كانت واسعة ومهيبة في إيران هذه السنة، وقد عرض التلفزيون الإيراني مشهد موكب تطبير في محافظة ملاير، ومهم لابسوا الأكفان وبأيديهم السيوف القصيرة (القامات)!! وأرجو من إخواني المخلصين للسيد القائد أن لا يصوروه فاتحا جبهة على مراسم الإمام الحسين عليه السلام في مقابل المراجع الآخرين. وأن لا يصوروه للناس موافقا لذلك الشخص في أفكاره الشاذة عن المذهب، في الولاية وظلامة الزهراء عليها السلام، وموقفها العقائدي الصريح القاصع. * وكتب (ناصر) بتاريخ 16 - 4 - 2000، الحادية عشرة والنصف ليلا: الأخ العزيز العاملي حفظه الله: النداء الأخير ليس له مع الشيعة، وخصوصا السيد القائد.. ناقة ولا جمل، وأكتفي بهذا. واللبيب بالإشارة يفهم. * وكتب (بدر) بتاريخ 17 - 4 - 2000، الثانية عشرة والثلث ظهرا: شيخنا الجليل العاملي: عظم الله لكم الأجر بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام. أرجو مطالعة بريدكم الخاص بالمنتدى. وتقبلوا تحيات الشيخ أبي هاجر الشطري. * * * وكتب المدعو (نقد ونظر) في شبكة هجر، بتاريخ 12 - 4 - 2000، الخامسة عصرا، موضوعا بعنوان (التطبير وإخراج الدم من الرأس بين الرفض والقبول!!!!)، قال فيه: عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب الإمام الحسين عليه السلام هذه الظاهرة التي انتشرت بين عوام الشيعة هل هي ظاهرة مقبولة وصحية للتعبير عن الحب والحزن على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام!!! وهل هذه الظاهرة مقبولة في أدبيات شعائر الحماسة الحسينية؟ في الواقع نحتاج إلى وقفة تأمل في رفضها أو قبولها وتأصيل شرعي لها. والله ولي التوفيق. * وكتب (حبيب الشعب)، بتاريخ 13 - 4 - 2000، الثانية عشرة والنصف ظهرا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الأخ الفاضل.. يمكن مراجعة:
ص 298
htm 36000 / htm / Forum 1 / muntada / net. shialink. www / /: http * وكتب (العاملي) بتاريخ 13 - 4 - 2000، الثانية عشرة ظهرا: حجم التطبير بالنسبة إلى مجموع المراسم الشعبية صغير جدا، والذين يقومون به قلة في كل بلد.. وحكم جميع أنواع المراسم من اختصاص مرجع التقليد فقط، ولا يجوز التعدي على حرية الشيعي في نطاق فتوى مقلده.. وأرجو ملاحظة الموضوع التالي: htm 0 30166 / htm / Forum 2 / muntada / net. shialink. www / /: http * وكتب (الراعي) بتاريخ 13 - 4 - 2000، العاشرة ليلا: تضمن كتاب الشعائر الحسينية بين الوعي والخرافة، فتاوى وآراء ومواقف كثيرة بتحريم التطبير، منها للسيد محسن الأمين، والسيد محسن الحكيم وغيرهما. كما أن كتاب التنزيه الذي كتبه السيد محسن الحكيم قد أكد هذه الحرمة. * وكتب (العاملي) بتاريخ 13 - 4 - 2000، العاشرة والنصف ليلا: لا أعرف مرجعا للشيعة مشهورا بالتخصص بالفقه، أو قلده أكثر الشيعة في العالم، أفتى بتحريمه. ومع أن الإمام الخميني رحمه الله يأتي في الدرجة الأولى فيمن نسميهم التقدميين والثوريين.. لكنه لم يفت بتحريمه، وأفتى بأن تستمر مراسم عاشوراء بالأساليب الموجودة. أما ما يقال من أنه ضرر يحرم إيقاعه بالنفس، فهو مسألة أخرى تتبع اعتقاد المكلف نفسه.. فمن اعتقد أنه يضر به ضررا بالغا فهو عليه حرام، ومن اعتقد عدم ضرره وأجاز مرجعه، يجوز له. أما قوانين البلد سواء كان يحكمه ولي فقيه أو غيره فهي موضوع آخر غير التحريم. وأما ما يقال إنه تخلف وهمجية وغير ذلك.. فهو كلام لا قيمة له، لأنا نرى قائليه أنفسهم يمجدون ما يقوم به بعض المسيحيين في الفيلبين وغيرها، حيث يدق الواحد منهم المسامير في يديه ورجليه ويصلب نفسه يوما أو يومين أو ثلاثة.. ويعتبرون ذلك إيمانا وتضحية. ولو أن بعضهم اعترض وصام عن الطعام من أجل قضية تخص إسرائيل أو أمريكا حتى الموت، لمجدوه، وقالوا عنه إنه رمز المطالبة بالحرية!! * وكتب (نقد ونظر) بتاريخ 13 - 4 - 2000، الحادية عشرة ليلا: