أكد مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن اسمه لصحيفة "لوس أنجلس تايمز" الاميركية أن هناك سجنا سريا في مطار المثنى القديم يعمل بإمرة المالكي شخصياً ويتبع مكتبه العسكري الخاص وليس وزارات الدفاع أو الداخلية أو العدل.. وتمارس فيه أبشع أنواع التعذيب.
هذا وقد كانت وحدات من الجيش العراقي التي تعمل تحت إمرة جواد المالكي قد اعتقلت في تشرين الثاني الماضي 431 من الرجال السنة على وجه الخصوص ومعظمهم من رجال الأعمال والشخصيات المعروفة في المجتمع الموصلي في خلال عمليات دهم في محافظة نينوى تحت ذريعة ملاحقة تنظيم القاعدة في العراق حيث اختفى المعتقلون شهورا عديدة في السجن السري ببغداد وتعرض العديد منهم للتعذيب بشكل منتظم إلى أن تمكنت وزارة حقوق الإنسان من الوصول إلى السجن..!
وقد كانت القوات الأمنية التي شاركت في حملات الاعتقال قد حصلت على أمر من جهات قضائية يسمح لها بنقل المعتقلين من الموصل إلى بغداد تخوفاً من التدخل أو الضغط لإطلاق سراحهم وتم احتجاز المعتقلين في زنازين انفرادية ولكن لم يعلم مسؤولون في وزارة حقوق الإنسان بالأمر سوى في شهر آذار الماضي من ذوي أسر الذين كانوا يبحثون عن مفقوديهم. وقال مسؤولون عراقيون أنه تم إطلاق سراح 75 معتقلاً ونقل 275 إلى سجون عادية منذ ذلك الحين.
ورفض القادة الأمنيون في بادئ الأمر السماح لوزارة حقوق الإنسان بتفقد السجن لكنهم تراجعوا بعد ذلك وأعطوا الإذن لفريق من المفتشين.. وأفاد المفتشون بأنهم عثروا على 431 سجينا يعيشون ظروفاً مروعة فيما نقلوا عن أحد السجناء قوله أن "عقيداً سابقاً في الجيش العراقي توفي في كانون الثاني نتيجة التعذيب"... وذكر مصدر قريب من التحقيقات أن "علامات التعذيب ظهرت على أجساد أكثر من 100 شخص" مبيناً أنه "تم استخدام الضرب والكهرباء والأكياس البلاستيكية لخنق المعتقلين فضلاً عن أساليب مختلفة".
وينقل تقرير سري للسفارة الأميركية إن السجناء أخبروهم بأنه كان يتم تكبيل أيديهم لمدة ثلاث أو أربع ساعات في وضعيات مجهدة أو إجبارهم على ممارسة اللواط فيما روى أحد المعتقلين أنه تعرض للاغتصاب بشكل يومي كما أظهر لها آخر ملابسه الداخلية التي كانت ملطخة بالدماء.. وأضاف التقرير أن "بعض الحراس كانوا يبتزون السجناء بمبالغ تصل إلى ألف دولار أميركي للسماح لهم بالاتصال بعائلاتهم".
وادعى المالكي في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية إنه لم يكن على علم بالانتهاكات التي تمارس في السجن السري في مطار المثنى القديم متجاهلا حقيقة أنه كان يتم اعتقال الاشخاص من خلال قوة ترتبط بالمالكي شخصياً وهي لواء بغداد وجهاز مكافحة الارهاب اللذان يشرف عليهم المالكي شخصياً مدعيا بأنه "ستتم محاسبة كل من تثبت إدانته بالقيام بهذه الأعمال".
هذا وقد حصلت الرابطة العراقية هذا اليوم من خلال مراسلها الأمني في بغداد على وثائق ننشرها للمرة الأولى تثبت رفض السلطات الأمنية السماح بزيارة روتينية كان يريد أن يقوم بها مكتب متابعة شئون المعتقلين التابع لوزارة حقوق الانسان الى الأشخاص الذين تم اعتقالهم في محافظة نينوى وبعد أن تكررت المراسلات وحصلت الموافقة كانت هذه القوات الأمنية قد نقلت السجناء الى مكان سري في بغداد لم يكشف عنه إلا الآن..!!