هو السيد محمود بن السيد محمد على الهاشمي الشهرودي , مرجع شيعي مختلف في محل ولادته بين النجف بالعراق ومدينة ( مرداد ) في أيران , ولد عام 1947 .
أكمل دراسته الأبتدائية في مدرسة خاصة بالأيرانيين في النجف , هي ( مدرسة العلوية ) وبدأ دراسته الحوزوية في سن مبكرة , وأجتاز مرحلتي المقدمات والسطوح في وقت قصير , ثم أنتقل الى حضور بحث كبار الفقهاء والمراجع في تلك الفترة , محمد باقر الصدر , و الخميني, والخوئي , وحصل على أجازة الأجتهاد من محمد باقر الصدر , وعمره 35 سنة .
كان ( آية الله ) ابو الحسن الأصفهاني , والميزرا النائيني يطلقان عليه لقب ( ذو الشهادتين ) , لأنهم اذا ارادا أعطاء أحد العلماء درجة الأجتهاد , أرسلوه الى الشهرودي فيمتحنه , فأذا نجح زوّده بكتاب يؤيد فيه أجتهاده , فكان هذا التأييد بمثابة ( الشهادتين ) !
يقول عنه الشيعة انه بلغ من التقوى ان ذهب للزيارة ماشياً من النجف الى كربلاء 260 مرة , وانه كان لا يجد مجلساً للعزاء الحسيني في طريقه الا حضره مهما كان عنده من مشاغل !
في الفترة المضطربة التي سبقت ثورة الخميني , أعتقل الشهرودي في النجف مع مجموعة من العلماء والتلاميذ , ثم أطلق سراحه بعد وقت قصير , فقرر ترك العراق الى أيران ليكون وكيلاً عاماً في طهران لمحمد باقر الصدر لدى الخميني , وقد أوكل اليه الخميني في تلك الفترة مهمة التنسيق مع القوى الشيعية التي تعيش خارج ايران , وبشكل خاصة التنسيق مع الصدر وحوزة النجف .
ثم بناء على طلب من الخميني تفرغ لتدريس الخارج في الفقه والأصول ، الشهرودي من مؤسسي ( المجلس الأعلى للثورة الأسلامية ) عام 1982 في أيران , تولى فيه مسؤولية الناطق الرسمي له , بل يعدّ البعض الشاهرودي المؤسس الحقيقي للمجلس .
يمت محمود الشهرودي بصلة قرابة لحسين الشهرستاني وزير النفط في حكومة نوري المالكي ويقال انه ( الشاهرودي ) نسّق مع جهات أستخبارية لتهريب حسين الشهرستاني من سجنه في ( ابو غريب ) عام 1991 , وروّج له بأعتباره ( عالماً نووياً فذاً حاول صدام حسين أجباره على صناعة القنبلة الذرية ) ! .
مكنت علاقات الشهرودي الواسعة بكبار قادة أيران الجدد , وعلمائها من ان يكون من الأثرياء اذ حصل في بداية الثورة على عقود ومقاولات ضخمة , وأمتلك أسطولاً صغيراً لنقل النفط .
تولى مناصب مرموقة كثيرة , ففضلاً عن التدريس في حوزة قم فقد تقلد الوظائف التالية :
1. رئاسة السلطة القضائية
2. عضو في مجلس صيانة الدستور
3. عضو تشخيص مصلحة النظام
4. عضو مجلس الخبراء
5. عضو الشورى في الحوزة العلمية بقم
6. نائب رئيس جامعة مدرسي الحوزة العلمية بقم
وكانت وظيفته في رئاسة القضاء , أدخلته في أزمة حادة , أذ كان الشهرودي محسوباً على تيار المتشددين الذي يقوده علي خامنئي , والمهيمن على السلطة القضائية , فيما كان التيار الأصلاحي يسيطر على البرلمان , فتقدم 70 نائباً أصلاحياً بمشروع الى الهيئة الرئاسية يقضي بأجراء بحث وتقصي حول تنفيذ المادة 986 من القانون المدني.
والتي تشير الى ان الأشخاص الذين يحصلون على الجنسية الأيرانية ( بالتجنيس ) يتمتعون بكل الحقوق المصّرح بها للأيرانيين , الا أنهم ليس بأمكانهم تقلد مناصب عليا وحساسة مثل رئاسة الجمهورية ومساعدي الرئيس ورئاسة القضاء والوزارة والمحافظة و عضوية البرلمان ورتب القيادات العليا في الجيش والشرطة والمناصب الأمنية الأخرى .
أذ قالوا ان شهرودي عراقي الجنسية , وقد كان موقف خامنئي من هذه الأزمة , أختصره النائب ( جلال الموسوي المهدي ) الذي قال ان ( القائد المرشد يحترم الدستور والقوانين اكثر من أي شخص أخر , وأذا أثبت هذا الموضوع فأن السيد الشاهرودي نفسه سوف يبادر الى التنحي فهو الأخر يحترم دستور البلاد ) .
لم يكن الشهرودي معروفاً بالعدل في الأحكام , يدل على ذلك قصته المشهورة عندما عفا عن ثلاث أيرانيات ثبتت عليهن تهمة القتل و أرتكاب فاحشة زنا المحصنة , بعد ان كتبن اليه رسائل أسترحام فيما لم يلتفت الى رسالة ( عماد الدين باقي ) امين عام رابطة الدفاع عن السجناء السياسيين في أيران .
الذي كتب اليه في قضية 9 شبان احوازيين اعمارهم بين 18-20 عاماً وبينهم طلاب جامعات , حكموا بالأعدام بتهمة حيازة القنابل والتخطيط لتفجير انابيب النفط , ولم يكن قد نجم عن عملهم أي تأثير , ولا هم منخرطون في منظمة سياسية أو ( أرهابية ) , ولم يسمح لهم بلقاء محامييهم .
وأخذت الأعترافات منهم بالتعذيب الشديد , وقد كتب ( عماد الدين باقي ) الى الشهرودي ان هناك 14 سبباً قانونياً وأنسانياً تمنع اعدامهم لكنهم مع ذلك كله اعدموا , بالطبع لأنهم أحوازيون , كما أن له اكثر من حكم اخر جائرا أخر على متهمين من أهل السنة على خلفية طائفية .
ويعتبر الشهرودي أول من تزعم المجلس الأعلى قبل ان يتزعمه محمد باقر الحكيم ويعتبر الشخص الابرز بعد خامنئي في ايران وهو مرشح بقوة لخلافة السيستاني في العراق ويشغل حاليا منصب رئاسة السلطة القضائية في ايران .
له الكثير من المؤلفات , منها بحوث في علم الأصول ( 7 مجلدات ) ومقالات فقهية , وقاعدة الفراغ والتجاوز , والتفسير الموضوعي لنهج البلاغة , وكتاب الخًمس وتفسير اية المودة وغيرها .