هو عادل عبد المهدي المنتفجي , من ال شبر .ولد في بغداد لاسرة اصولها في الشطرة من الناصرية , بمحافظة ذي قار .
رحل والده العضو في مجلس الاعيان , والنائب في البرلمان الى بغداد مبكراً مع اسرته .
هرب عادل عبد المهدي من العراق عام 1969 الى فرنسا , وفيها اكمل دراسته في السياسة والاقتصاد .
يحمل شهادة دكتوراه في الاقتصاد في فرنسا وان كان البعض يشك في حصوله عليها منهم الكاتب رشيد الخيون .
بعد خروجه من العراق , تنقل بين فرنسا ولبنان وايران التي التحق فيها بصفوف المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وتولى تمثيل عبد العزيز الحكيم في شمال العراق في الاعوام 1992-1996 .
تحولات عادل عبد المهدي في الفكر والانتماء مشهورة تثير الاستغراب اذ ان واحدة من صفاته هي علمانيته التي ينسبها الى نفسه وينسبها البعض له في حين انه قيادي في حزب يقوم فكره على عقائد وتصورات اسطورية , فضلاً عن انه كان في الأصل عضوا نشيطا في حزب البعث , وشغل مسؤولية النائب لرئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق ( شباط 1963 ) , بعد خروجه من العراق الى فرنسا اعتنق الشيوعية الماوية ثم تركها لينخرط في التيار المذهبي الطائفي الشيعي بعد الثورة الإيرانية .
يعلل عادل عبد المهدي تحولاته بأن " الأمر استغرق خمسين عاماً , وهي فترة طبيعية ليتغير المرء " كما يصف نفسه بأنه ( سياسي واقعي لكن مع الحفاظ على المبادئ )
مع كل ذلك فأنه شيعي يتدين بالتشيع , وربما رأيته وقد رسم على جبينه طرة للتدليل على مواظبته على الصلاة على طريقة الشيعة , وربما رأيته وهو يلطم على صدره في عاشوراء , وقد وجه تعزية الى ( صاحب العصر والزمان ) بمناسبة كارثة جسر الأئمة .
عاد مع الاحتلال في 2003 , وحصل على حقيبة وزارة المالية في حكومة علاوي ( حزيران 2004 ) .
انتخب في نيسان 2005 نائباً لرئيس الجمهورية , بعد تنازله عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء لمصلحة الدكتور ابراهيم الجعفري في اطار صفقة بين الشيعة والاكراد , لوحظ فيها ضعف فرصته في الحصول على رئاسة الوزراء .
في شباط 2006 , وفي تصويت داخلي , تم اثر الازمة الكبيرة في قائمة الأئتلاف العراقي الموحد , بمحاولة الدكتور الجعفري التجديد لنفسه بمنصب رئيس الوزراء , كانت المنافسة حامبه انتهت لصالح الجعفري بفارق صوت واحد , اذ حصل الجعفري على 64 صوت مقابل 63 سوت لعادل عبد المهدي .
وكان لوقوف التيار الصدري الى جانب حليفه الجعفري الأثر الحاسم في فوز الاخير ومع ذلك فان فوزه لم ينفعه بتزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليه لإبعاده عند رئاسة جديدة للوزراء .
بسبب تميز عهده بظهور فرق الموت وتصاعد نشاط المليشيات التي ظهرت الى العلن , منسقة مع القوات الحكومية الطائفية في استهداف اهل السنة واحيائهم .
اعيد انتخاب عبد المهدي في 22 نيسان 2006 لنيابة رئيس الجمهورية .
تعرض في 26 شباط 2007 لمحاولة اغتيال بتفجير في السقف الثانوي للقاعة التي كان موجوداً فيها بزيارته لوزارة البلديات , وقد اصيب نتيجة للتفجير بجروح , فيما قتل عشرة اشخاص , واصيب 37 اخرون في الحادث الذي اتهمت فيه الحكومة اطرافاً في قوات الامن بالوزارة بالمشاركة بالعملية .
لعادل عبد المهدي علاقات جيدة بالدوائر السياسية الفرنسية وخصوصاً بوزير الخارجية الفرنسي كوشنير كما ان له علاقات متميزة بالدوائر الامريكية , وقد اشتهر دعم ( المس ميغين اوسيلبيفين ) لعادل عبد المهدي , خصوصاً في مجلس الامن القومي , وتبدو اهمية ذلك الدعم بأن ( اوسيلبيغين ) هي التي تشكل قاعده المعلومات للرئيس بوش , وتؤثر في قرارته الخاصة بالشأن العراقي .
يذكر ان هذه المرأة , عملت مساعدة لشؤون الامن القومي في ادارة بريمر ببغداد , وتميزت بعلاقاتها , الخاصة بـ ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ) , وكان لها دور كبير في اصدار الدستور وتمريره .
اوسيلفن داعمة عادل عبد المهدي , تعرضت لصدمة , عندما قصف الفندق الذي كانت تقيم فيه ببغداد بتشرين الاول 2003 ونجت من الموت باعجوبة , الامر الذي ادى الى نقلها الى المنطقة الخضراء لتقيم فيها حتى عودتها الى واشنطن .
بهذا فأن عادل عبد المهدي مرشح لمناصب اكبر من منصبه الحالي , واشد تأثيراً وفعالية , مادامت السياسة الامريكية تراهن على نفوذ المجلس الاعلى في الشأن العراقي , واعتماده وسيطاً نشطاً , بين الطرفين الامريكي والايراني , واتخاذه مخلباً لتصفية من يريد الامريكان تصفيته , بأسناد المسؤوليات الامنية الى اعضاء المجلس ومنظمة بدر , في معظم محافظات الجنوب والوسط .