نهار الدراجي
وأخيراً اطلق سراح شباب ساحة التحرير الأربعة "بكفالة ضامنة"، بعد توجيه تهم تتعلق بتزوير هوياتهم، ما أدى الى أن يستمر إعتقالهم 12 يوماً، فترة الإعتقال لم تخلو ابداً من ممارسة أعمال تعسفية، قد ارتكبت في زمن النظام الدكتاتوري البائد واخرى كانت مبتكرة من قبل نظامنا الحالي.
كان من المفترض ان أتحدث بلغّة الدارجة (العاميّة) كي أشفي غليلي بوصف هذه الحكومة العجيبة، لكنني سأكتفي بكلمة "شتريدون"، فان جميع المتظاهرين في العراق لم يطالبوا بإسقاط النظام ولكن باصلاحات فقط، وهذه الاصلاحات بسيطة جداً، كما جاء في أحد شعارات ساحة التحرير: "لا نطالب بأبراج عملاقة.. فقط اصلحوا المجاري".
في المؤتمر الصحافي الذي أقيم في مجلس السلم والتظامن، والذي تحدث به الشباب عن عملية اختطافهم من ساحّة التحرير وحتى خروجهم، تحدثوا فيه عن عمليات الاختطاف والتعذيب الجسدي والنفسي وعن أمور من المفترض ان نصدقها، لأنها حدثّت سابقاً مع الصحافيين "حسام السراي وهادي المهدي وعلي عبد السادة وعلي السومري"، فهل أصدقك يا قاسم عطا؟ أم اكذب اصدقائي وزملائي الذين يبكون على هذا العراق الجديد؟
هادي المهدي تعرض الى صعقات كهربائيّة والشباب كذلك، حسام السراي تعرض للضرب والشتائم والشباب ايضاً تعرضوا للضرب والكيل من الاهانات والشتائم التي لا ينطق بها انسان خلوق، وهذا ايضاً ما حدث مع بقيّة الزملاء، إضافة الى تهمة ارتباطهم بمجموعات بعثيّة نسبت للمجموعتين.
الشيء المبتكر والجديد الذي حصل في عمليّة اعتقال الشباب الاربعة، هي لعبة الهويات المزورة، الهويات التي تم تزويرها من قبل حكومتنا في سوق "مريدي" وتم عرضها أمام قاضي التحقيق، لم أتهم السيد قاسم عطا بذهابه الى سوق "مريدي"،ولكن ربما كلف شخصاً بهذه المهمة!
علي الجاف احد المعتقلين الشباب أدلى بتصريح لصحيفة "الصباح الجديد": "لم يكن بحوزة اي منا هويات مزورة، وقد صادرت المجموعة التي القت القبض علينا هوياتنا الأصلية وعُرضّت أمام قاضي التحقيق هويات أخرى مزورة عليها صور التقطت لنا بعد اعتقالنا".
هنا تأتي المفارقة، يتحدث مؤيد الطيب في المؤتمر الصحافي عن عملية الاختطاف من قبل عناصر مدنيّة اصطحبتهم الى سيارة اسعاف وأخذتهم الى مكان مجهول، كان ضبّاط التحقيق ينادون عليهم بأسمائهم الحقيقيّة وبعد أيام عدّة تحولّت أسماؤهم إلى أسماء أخرى، وتم توجيه تهم جديدة هي تهمة التزوير، لذا فان عملية الاعتقال او الاختطاف جاءت بصورة غير شرعيّة ومخالفة للدستور العراقيّ "لباس مدني، من دون أمر قضائي وسيارة اسعاف"، فهل ينص الدستور العراقيّ على مثل هذه العمليّة بحق المزورين؟
المفارقة الاخرى ان الشعارات التي كان يرددها الشباب الأربعة في ساحّة التحرير هي ضدّ الفساد وضدّ البعث والارهاب ومطالبة الحكومة بمحاسبة المزورين وتوفير الخدمات، وان احدى الشعارات التي كان يرددها "الطيب" مع زملائه هي:
نريد الاصلاح يا دجلة
ما ننسى الراح يا دجلة
إضافة الى الشعارات التي تثبت براءة الشباب من تهمة التزوير وانتمائهم لحزب البعث وتنظيم القاعدة هي:
كل الارهاب باطل
بعث المقبور باطل
عفو التزوير باطل
فهل هذه العبارات مسّتك يا قاسم عطا؟ وهل حدّثك أحد بأنّ هذا الشعار موجه إليك فتحاول الانتقام من الشباب؟ إذا لم يكن هذا الشعار موجه إليك، إذاً فأنت تستحقه بجدارّةٌ مني ويستحقه جميع من ساهم بإعتقال شباب ساحة التحرير، فأنتم أصحاب الشهادات المزورة في سوق "مريدي" والله على ما أقوله شهيد.
ملاحظة: الاسم مستعار بسبب كثرة أساليب القمع والاعتقالات بحق الشعب العراقيّ.