احمد الربيعي
يتأمل الطلبة في الجامعات والكليات والمعاهد العراقية يوم التخرج ويحثون الخطى لكي يصلوا الى سنة التخرج ليحصلوا على فرصة للتعيين في مؤسسات الدولة والدوائر الحكومية كون ان الراتب جيد والامتيازات من سكن وشقق واراضي وسلف تجعل الجميع يلهث وراء التعيين ، وهذا حق مشروع لجميع ابناء الوطن وواجب الدولة توفير فرص العمل للجميع ، ولكن في عراقنا الجديد فأن الامر مختلف ، مثلا شخص يعيش خارج العراق يتم اصدار امر تعيينه في احدى الوزارات ويستلم راتب لأكثر من 6 اشهر وهو في خارج العراق ، الامر الاخر ابناء المسؤولين واقاربهم لهم حصة الاسد من التعيينات وطبعا (صديقاتهم) ورفيقات دربهم في النضال والجهاد ... التقيت في احدى الجامعات العراقية حيث كان يعقد مؤتمرا علميا ... التقيت بعددا من طلاب الكلية ... تحدثت معهم حول مخططاتهم للمستقبل الجديد ...اجابني احدهم ان ابن عمه يعمل في حماية احد المسؤولين وضمن له العمل وهو بعد طالب في الكلية ... والاخر قال لي ان طالبة معهم شقيقتها تعمل في احدى الوزارات وكلمت (زملائها ) الذين يعملون في حماية السيد الوزير وتعهدوا لها ان تعيين شقيقتها موجود ...التفت الى احد الحاضرين ووجدته لا يتحدث ولا يدلي بدلوه بيننا ... سألته هل لديك صديق او صديقه تضمن لك التعيين ... فأجابني بسؤال ...(هل انت حاصل على تعيين؟) اجبته لا ، فقال لي (لماذا إلا تحمل شهادة جامعية ؟ ) فأجبته (نعم احمل ثلاث شهادات جامعية وكواحدة منها شهادة عليا وكلها حصلت عليها قبل السقوط – يعني غير مزورة) فقال لي (لماذا لم تحصل على تعيين ؟) اجبته (لانني لا اعرف احد في الاحزاب الحاكمة ، ولانني لا امتلك 50 ورقة ) ، فقال لي (انا نفس وضعك ولكنني قررت ان اسافر خارج العراق ) ... قلت له انا اؤيد قرارك ولو يعود بي الزمان الى ما قبل 2003 سوف اسافرالى خارج العراق واعود بعد مضي عشرين على انني مضطهد ومناضل واستلم منصب رئيس وزراء او وزير او حتى برلماني ...
هذا هو وضع التعيينات والعمل والمستقبل في مخيلة طلاب الكليات ، الذين هم في المستقبل سوف يكونوا قادة المجتمع ..فألى اين يذهب العراق ..اذا كان رجال المستقبل هذا تفكيرهم ويعتمدون على الرشوة والعلاقات في بناء مستقبلهم ... كيف يكون مستقبل العراق في ظل هذا الوضع ... وعندما يتم مناقشة وضع العراق كبلد مستقل وسط تهافت دول الجوار في نهش ارضه وماء وثرواته لا تجد اي اهتمام لدى شبابنا لهكذا موضوع حيوي ... بلدان المنطقة تبني مستقبلها ومستقبل شعبها على ما تقطعه من لحمنا وما تمتصه من دمائنا ولا تجد اي اهتمام لدى المجتمع بهكذا امور ... الاهتمام الاول هو ايجاد علاقات حتى لو كانت مشبوهة ولا اريد هنا ان اقول كل شيء حول الموضوع لان وكما يقل (ليس كل ما يعرف يقال) ولقد تحملنا المطاردة لاننا قلنا كل الذي عندنا ولكل مقام مقال ....على العموم يسير المجتمع العراقي الى الهاوية ..وانا هنا لا اوجه كلامي الى الساسة او ما يسمى بقادة العراق ...لانني وببساطة لا اثق بأي فرد منهم ..زوبشكل تام ولا استثني منهم اي احدا سوى اكان من رجال الاحزاب او رجال الدين او من يرتدون لباس التقوى والدين زورا وبهتانا ولا يمتون باي صلة بالدين ... اوجه كلامي الى ابناء العراق الحقيقيين الذين لا يزال في قلوبهم حب لوطنهم ... الذين يرون في انفسهم عراقيين وولائهم الى وطنهم وليس الى طائفة ا والى مذهب اوالى عرق او الى شخص بعينه ... اذا لم يكن لكم دين كونوا احرارا في دنياكم ...كما يقول امامنا الحسين بن علي (عليهما السلام) فعلينا اخوتي ان نحرر انفسنا من الانانية والتبعية الى الشعارات الزائفة ..علينا ان نوجه اهتمامنا الى زرع وانبات حب الوطن في نفوس ابنائنا ... حيث وكما لمست ان الولاء الى الوطن يكاد يكون معدوم بين اوساط الشباب الجامعي ...لتأثره اولا بالاعلام والتعبئة من جهة الى اخرى ...ويا ليتهم يعلموا كيف تجري هذه الامور في الغرف المظلمة من اجل استغلال هذه الامور من شعارات دينية وطائفية وحزبية لا لشيء الا للوصول الى المناصب والتربع على كرسي المنصب وليذهب الشعب والبلد الى الجحيم ....
وفي ختام حديثي ادعو الله ان يهدي الجميع وكما ورد عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)
((حب اوطاننا ايمان)