لقاء أجرته مجلة المنبر الكويتية مع أحد الأكاديميين المسيحيين المتخصصين في دراسة المجتمعات الإنسانية وتقاليدها وأعرافها. وهو الدكتور الماروني اللبناني بولس جوزيف الحلو، الأستاذ والمحاضر في عدد من الجامعات اللبنانية، والمؤلف وعالم اللغة في كثير من المنتديات العلمية والأكاديمية. ومما يزيد من أهمية شهادة الدكتور الحلو، أن رسالة الماجستير التي كان قد أعدها في ما مضى، كانت بعنوان (الحركة السلفية وآثارها على العالم الإسلامي)، وهو اليوم يحضر لدراسة أكاديمية بعنوان (مقاربات بين المسيحية والإمامية.. دراسة تحليلية). علما بأن رسالته في الدكتوراة كانت بعنوان (منطقة جزين في ثمانين عاما.. دراسة اقتصادية ثقافية اجتماعية)، وهي الرسالة التي منح بها هذه الدرجة الأكاديمية من جامعة (الروح القدس) في لبنان فحينما سُئل الدكتور بولس الحلو عن التطبير الذي يمارسه الشيعة يوم العاشر مواساة لإمامهم الحسين عليه الصلاة والسلام.. وما هو تقييمه له كشعيرة أجاب بأن التطبير هو نموذج من نماذج استشعار الألم وإيذاء الجسد للوصول إلى حالة الاستذكار الكامل - كما أوضحت - والتطبير من وجهة نظري هو الشعيرة الأكثر تحريكا للمشاعر والأحاسيس.
وعن سؤال آخر حول واقع دراساته الأكاديمية؛ وهل لهذه الشعائر أمثلة في شعوب أخرى؟ أجاب بنعم. فأنتم لستم وحدكم في هذا المضمار، بل نحن المسيحيين نمارس شعائر تماثل إلى حد كبير الشعائر الحسينية التي تقومون بها، وتصل بعض الطقوس المسيحية إلى حالة الإدماء أيضا، وهو يشابه التطبير. إن هناك بعض المسيحيين يضربون أجسادهم بالسوط في ما نسميه (أسبوع الآلام) أي آلام السيد المسيح، وهناك في بعض المناطق المسيحية في الشرق الأقصى، تُدمى المعاصم وتُدق بالمسامير للإحساس بآلام المسيح عندما صُلِب، كما يحصل هناك بعض الشرخ للجسد في أنحاء متفرقة لإسالة الدم، وهذا هو التطبير بعينه، ولذا فلا تظنوا أنكم وحدكم تطبرون على الحسين، بل نحن أيضا نطبر على المسيح. ولا أستبعد أن يكون هناك بعض المسيحيين عندنا في لبنان يطبرون على الحسين، خاصة أن للحسين موقعا خاصا عند المسيحيين بشكل عام، والمسيحيين اللبنانيين بشكل خاص.