تاريخيا ً .. ما هي َ البداية العمليّة لمراسم التطبيــر .؟؟ هل هي َ من السّـاعة التي ضربت السيّدة زينب (ع)
برأسها قائمــة المحمل - كما في الرّوايــة التي يضعّفها المُخالفــون - أم من الزوّار القفقازنيين الذين جاؤوا إلى كربــلاء قبل َ قــرن من َ الزّمان ..
و نقــلوا هذه العادة إلى إخوانِــهم الشّيــعة - كما يؤكّــد عليه المخالفون إثباتـا ً لعدم شرعيّــته - ماذا تقولـون .؟!!
قال المجلسي (رض) في بحار الأنوار , الجزء 45 , صفحة 115 في بداية نقله للرواية التي تذكر بأن السيدة زينب (ع نطحت جبينها بمقدم المحمل لما رأت رأس أخيها الحسين (ع)
" رأيتُ في بعض الكتب المعتبرة روي مرسلاً عن مسلم الجصاص "
أختي أحزان
كل سند رواية تناقش قبل أن يأخذونها .. فنقول لو حتى كان الكتاب معتبراً , إلا أن الرواية مُرسلة كما تحدث المجلسي ..!
والرواية المرسلة هي الرواية التي يرويها من أدرك المعصوم (ع) أو من لم يدركه .
ولكن سند الرواية مقطوع لا يصل إلى الإمام المعصوم (ع) كما في بقية الأدلة والأحاديث عزيزتي ..
وبالتالي إن تسلسل الرواة بالنسبة للمحقق و الفقيه ناقصة ..
ولو افترضنا جدلاً صحة هذه الرواية .. ليس هناك بدليل بأن السيدة زينب فعلت عن قصد , فإن هناك احتمالاً كبيراً بأن السيدة
تأثرت من هول المنظر وعظم المصاب وفقدت الوعي وضرب رأسها بالمحمل دون قصد ..
وأي محمل تقصدين ؟!
الروايات تقول " و حُمل نساؤه على أحلاس أقتاب بغير وطاء مكشفات الوجوه بين الأعداء "
راجعي كتاب الآمالي للشيخ المفيد صفحة 321
كتاب مدينة المعاجز الجزء 4 صفحة 109 وصفحة 112
أي محمل تتحدثون عنه ؟ .. السيدة زينب لم تكون داخل محمل عندما كانت مع الأعداء .. كانت على جمال هزيلة فقط
ملاحظة : الروايات قوية السند ومتفق عليها .
فكيف لنا أن نجمع بين الروايات القوية السند مع المرسلة بوجود التناقض في المضمون ؟!
ونحنُ نقرأ بأن السيدة زينب (ع) ترجع إلى زين العابدين تسأله عن تكليفها الشرعي : , كحال حرق الخيام , فأجابه الإمام ( عليكن بالفرار )
زعيم الحوزة العلمية السيد أبو القاسم الخوئي عندما سئل عن التطبيرفي كتاب المسائل الشرعية جزء 2 صفحة 329 ..
حيث قال " لم يرد أي نص بشعاريته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه "
الأئمة دعوا بتنظيم مجالس العزاء والرثاء ..
كالرضا (ع) عندما دعا الشاعر خزعل ..
والسؤال الشاغل الذي يشغلني .. لماذا لا نجد إماماً معصوماً يفعل هذه الشعيرة أو يدعو قومه بفعل هذه الشعيرة العظيمة !!؟!
مسألة رواية "محمل السيدة زينب "ع" و هي رواية طويلة جدا ، التي يروي جميع الخطباء يروون بداية هذه الرواية و التي تتحدث عن أهل الكوفة يوزعون الخبز و الجوز على السبايا فترفض ذلك العقيلة "ع" لان
الصدقة محرمة على أهل البيت ، الى هنا لا يوجد ادنى اشكال عندهم في الرواية ... و لكن لنكمل الرواية.... بينما هم كذلك إذ أتوا برأس الحسين عليه السلام ، ووجهه كفلقة القمر ، ولحيته كسواد السبج تلعب بها الريح ، ولما نظرت زينب رأس أخيها على الرمح نطحت جبينها بمقدم المحمل ، حتى شوهدت الدماء تسيل من تحت قناعها ، من تحت قناعها يعني لم تهتك سترها ...
ثم نادت سلام الله عليها :
يا هلالا لما استتم كمالا ... غاله خسفه فأبدى غروبا
ما توهمت يا شقيق فؤادي ... كان هذا مقدرا مكتوبا
يا أخي فاطمة الصغيرة كلمها ... فقد كاد قلبها أن يذوبا
... هنا تجد الاشكالات تطرح من قبيل ان الرواية مرسلة... جميع الروايات التاريخية مرسلة فأين الاشكال ؟؟ أغلب الروايات التي تتحدث عن أحداث الطف و ما تلاها مروية مرسلة عن مسلم الجصاص ..
و على كلّ فليست شعيرة التطبير و لا غيرها من الشعائر تستند الى روايات في شكل أداءها فهي ليست عبادات توقيفية كالصلاة و الصيام و التي تأتي واردة عن المعصوم بكل تفاصيلها .. فلو فرضنا مثلاً ان شخصاً قد أقام مأدبة سنوية في تاريخ معين سنويا في ساعة معينة لعائلته قربةً الى الله .. فهل نستطيع ان نقول انه مبتدع فلا يوجد في الروايات الواردة خصوصية لهذا التاريخ المعين و لهذا الفعل " المأدبة " من الأساس .. كلا طبعاً فذلك الفعل يدخل تحت عنوان صلة الرحم - نعم لو ادعى خصوصية لهذا اليوم و نسبها الى الشارع المقدس - ، و هنا ينقل ان السيد بحر العلوم "قده" كانت كل افعاله مستحبات فهو ينام للاستقواء على العبادة و يأكل لذات السبب ....الخ
و كذلك.. التطبير و اللطم و الزنجيل هي جميعها تدخل تحت عنوان الجزع على الحسين "ع" و ان لم ترد فيها روايات تحدد الشكل الذي هي عليه اليوم و ان كنا نستطيع ان نستفيد من رواية المحمل كقرينة مؤيدة للتطبير مثلاً ...
فتوى السيد الخوئي التي اوردتيها ... يعارضها فتاوى اخرى منسوبة اليه "قده" يقول فيها لا اشكال في ذلك و أعتقد انكم أهل فهم و تدركون ما معنى ان يقول السيد الخوئي لا اشكال في ذلك و أظنه "قده" كان ممن دعم فتوى الشيخ النائيني بهذا الخصوص ... والله العالم
أما عن قولك ان الأئمة في أيامهم دعوا الى كذا و ما دعوا الى كذا .... فلا يمكن مقارنة عصر الأئمة التي كان في بعض منها مجرد السلام على الامام في الطريق حرام و خلاف التقية الواجبة ، فكيف بإقامة المجالس و العزاء بشكلها الحالي ، المجالس التي كانت تعقد كانت في الخفاء و مع ذلك رغب فيها الأئمة و حثو اليها ...
أما مسألة الحجامة .. فالجميع يعلم ان المطبرون لا يريدون الحجامة في يوم العاشر من المحرم ، انما مقارنة الحجامة التي هي من المستحبات المؤكدة بالتطبير من حيث كيفية ادائها لا سبب ادائها .. فإن قيل ان التطبير ادماء و الادماء اضرار بالنفس وهو حرام ، فالأولى ان يقال ان الحجامة هي ادماء و باسلوب اعنف و بجرح اكبر من جرح التطبير ,,و الادوات التي ممكن ان تنقل الامراض من شخص الى آخر بالتطبير ممكن ان تقلها بالحجامة ...
نعم ان قيل ان مواكب التطبير تحتاج الى مزيد من الاشراف الصحي و مزيد من الاجراءات الصحية الاحترازية و هي متاحة و انا مسئول عن كلامي هذا ، و لكن لا داعي الى الغاءها ، و لا داعي الى تسفيهها و وصفها بما يتداوله و يروج له بعض الجهات الحزبية عندنا في البحرين .... اختي الكريمة هذه نصيحة مني أنا العبد الفقير ان لم تكوني داعمة لاي شعيرة او شعار او فعالية تقام على حب الحسين "ع" فلا تكوني بالضد منها وان اتى ما اتى من الفتاوى و من آراء مفكرين او كتاب او ايا كان
العلامة الدربندي قدس سره صاحب كتاب أسرار الشهادة فقيه ومرجع عندما يتعرض لقصة أن أحدهم بعد أن رأى مشهد تشبيه لسبايا الحسين عليه السلام قتل نفسه وانتحر لأنه لم يطق هذا المنظر ... فقيه وعالم يقول بأن الرجل حسب قواعد الفقه انتحر وجزاؤه جزاء المنتحر ... لكن يقول بأنه يخشى أن يقول ذلك خجلا وخوفا من الزهراء ! هذا الرجل قتل نفسه غيرة على بنات الزهراء وأنا أخاف أن أتعرض عليه مع وضوح جرمه ...