لكن ان افترضنا صحة هذه الرواية .. كيف لنا أن نتصور بأن السيدة زينب (ع) قد خالفت وصايا أخيها الشهيد الحسين (ع) حيث اوصاها بحفظ توازنها من هول المنظر ؟! حيث ينقل الشيخ المفيد (رض) في كتابه الإرشاد جزء 2 صفحة 94 عن علي بن الحُسين (ع) : أن الحسين قال لأخته زينب (ع) : يا أختاه إني اقسمتُ عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيباً ولا تخمشي لي وجهاً ولا تدعي علي بالويل و الثبور اذا أنا هلكت "
فعل يعقل من العقيلة زينب (ع) في الوقت الذي يوصيها سيد الشهداء (ع) بأن لا تشق عليه جيباً بأن تشق عليه جبيناً ؟!! هل يعقل في الوقت الذي يوصيها أخيها بأن لا تخمش أو تلطم أو تضرب عليه وجهاً أن تقوم بضرب جبينها في مقدم الحمل ؟
هذا تناقض ! وعلي بن الحسين يقول للسيدة زينب ( يا عمة أنتِ بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة )
بغض النظر عن صحة رواية المحمل من عدمها .....
ليس من المعقول أن نتجاوز جميع الروايات التي تدعو الى الجزع على الحسين و الروايات التي تصف حال الهاشميات و لطمهم للخدود وشقهم للجيوب و هي كثيرة من أجل رواية واحدة
على سبيل المثال : وفي التهذيب عن الامام الصادق (عليه السلام): (ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي، وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب).
و الحال انه لا تعارض بين هذه الرواية و باقي الروايات ان فهمناها فهماً صحيحاً .. فكما ينقل ابن طاووس في الملهوف : "يأختاه اني اقسمت عليك فأبري قسمي أذا انا قتلت فلا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور "
الامام ع يقول اذا انا قتلت .. هنا لا يصح ان نقول ان الامام كان يردد بين في حال قتله فيجب ان لا يخمشن الوجوه او لا يشققن الجيوب ...الخ اما اذا لم يقتل فالحال يختلف طبعاً ،
بل التفسير انه اذا انا قتلت ، يعني في وقت مقتلي فلا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها .. و هذا عائد انه اذا فقدت العقيلة ع رباطة جأشها بعد مقتل الحسين ع فما سيكون حال باقي الارامل و الثكالى و اليتامى فانهيار السيدة زينب يعني انهيار باقي النساء فالنتخيل هذا الحال و الأعداء آتية لتحرق الخيام و لسبي النساء و الخيول آتية لتروع الأطفال و النساء ،فالنتخيل ما كان من الممكن ان يحدث مع وحوش بني امية اليس ذلك معناه مزيد من الاعتداءات على النساء و ربما خسائر في الارواح و ربما على عقيلة الطالبيين ذاتها و التي كانت فيما بعد الحسين تحمل معها هم انجاز جزء لا يتجزأ من ثورة الامام الحسين الا وهو الجزء الاعلامي في كل موقف وقفت فيه سلام الله عليها
أنقل التالي عن مركز الابحاث العقائدية :
بالنسبة الى قول الإمام الحسين (عليه السلام) لأخته الحوراء زينب (عليها السلام) ....... في كتبنا العربية كالإرشاد للمفيد ص232، وبحار الأنوار للمجلسي 45: 3. وعلى أية حال فالأمور التي ينبغي عليكم ملاحظتها في هذا الحديث هي:
1- الحديث مرسل ، فهو ليس بحجة من حيث السند.
2- ليس كل نهي يدل على الحرمة ، فإنه كما يوجد النهي التحريمي يوجد النهي التنزيهي، ويمكن ان يكون طلب الإمام الحسين (عليه السلام) لأخته زينب (عليها السلام) عدم شق الجيب من باب الشفقة، أو من باب عدم الوقوع في شماتة الأعداء، ومع عدم وجود الدليل على تعيين أحد المحتملات فلا مجال لإثبات الحرمة التكليفية من الحديث.
3- ولو سلم، لم يتعرض الحديث إلى لطم الخد بل المنهي عنه هو خمش الوجه ومن الجائز أن يكون النهي من مخصّصاً بالأمور الثلاثة دون غيرها، وبالتالي لا ينافي البكاء واللطم والحزن على الحسين (عليه السلام) .
4- ولو سلم، فهو معارض لما ورد عندنا بالسند الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) على ما رواه الشيخ الطوسي في الأمالي (ص162) من جواز الجزع على الإمام الحسين (عليه السلام) بل هذا الخبر الصحيح وغيره من الاخبار الواردة في الحث على البكاء على مصيبة الحسين (عليه السلام) مقدّمة على هذا الحديث المرسل إذ التعارض هو فرع الحجية ، أي ان يكون الخبر حجة من حيث السند، والخبر الذي أوردتموه مرسل لا حجّية له .
أخي انا بالتأكيد لا أقصد افعالاً منطقية يقرها جميع الناس بل هي فطرياً موددة وحببة لدى الكل مسلم وكافر .. ولكن التطبير يختلف اختلافاً كليّاً ! فأنتم تدعّون بأنها شعيره ؟!!
ثم كون ممارسة من شعائر الله أمر توفيقي بمعنى أنه لا بد أن يصدر من الشارع المقدس أن هذا الأمر من الشعائر , فما لم يرد من النبي (ص) او الإمام المعصوم (ع) ذلك فلا يمكن القول بأنه من الشعائر ..+++ أخي أنا لا اقصد حرمة و ايجاز التطبير بالفتوى اللي وضعتها بل بعدم شعاريته كما قال ..ووضعتُ لك المصدر بالصفحة
يقول السيد صادق الشيرازي حفظه الله : " فالحج مثلاً مفردة من مفردات الدين وشعيرة دالّة عليه بجملتها وتفصيلها وكلّ أجزائها، لذلك جعل القرآن الكريم البُدن في الحجّ من الشعائر ولحق بها نفس الحكم لارتباطها الوثيق به، كما في قوله تعالى: «وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم من شَعَائِرِ اللَّهِ»{سورة الحج/36 الآية} كذلك الإمامة فهي جزء من أجزاء الدين بل من أهمّها؛ قال تعالى «إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» والإمامة بمفردها مجرد عنوان تكمن أهميته في وجود من يجمله وهو الإمام المعصوم، وفي فرض السؤال الإمام الحسين سلام الله عليه. فالإمام علامة دالّة على الدين بل هو نظام الدين وأُسّه كما في الروايات الشريفة، وقد ورد عنهم سلام الله عليهم (نحن الشعائر والأصحاب)، والشعائر الحسينية ما هي إلاّ امتداد للحسين سلام الله عليه؛ لأنه مرتبط بسيرته، وما جرى عليه، ومن ثم جعلت البدن ـ وهي جزئية من جزئيات الحج الداخلة في مركّبه ـ شعيرة فكذلك تكون الشعائر الحسينية بنفس الملاك داخلة في قوله تعالى: «وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ»." انتهى النقل
، اذا كانت الابل من شعائر الله لارتباطها بالحج ، فكيف بالممارسات التي تدخل تحت العناوين التالية :
قال الامام الصادق (عليه السلام) : ((رحم الله من أحيا أمرنا))
قال الامام الرضا (عليه السلام) : ((من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب))
ايضاً ما رواه الصدوق من ان دعبل الخزاعي لما انشد الرضا (عليه السلام):
اذن للطمت الخد فاطم عنـده ***** واجريت دمع العين في الوجنات
لطمت النساء وعلا الصراخ من وراء الستار وبكى الرضا (عليه السلام) حتى اغمي عليه مرتين، وفيه من التقرير والرضا ما لا يخفى. اذ لو كان فيه خلاف الشرع لانكره (عليه السلام).
وفي التهذيب عن الامام الصادق (عليه السلام): (ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي، وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب).
وقال في الجواهر: ان ما يحكى من فعل الفاطميات ربما قيل انه متواتر.
وفي اللهوف لابن طاووس انه لما رجع السبايا الى كربلاء وجدوا جابر بن عبدالله الانصاري وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وردوا لزيارة قبر الحسين: (فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم واقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمعت نساء ذلك السواد واقاموا على ذلك اياماً).
ومن المعلوم ان الامام السجاد (عليه السلام) كان معهم
وأما بالنسبة الى مصاديق الشعائر فان للحزن على سيد الشهداء طرق مختلفة وكل قوم يعبر عن حزنه بأسلوبه وطريقته المألوفة عنده, والتعدد في هذه الأساليب لاصلة له بالبدعة ابداً, وانما هذه المصاديق يصح التمسك بها فيما لو كانت مؤيدة من قبل العرف, وحتى لو كانت غير مؤيدة من الناحية العرفية, فانها لاتكون بدعة بل تصبح أمراً شاذاً واسلوباً تعبيرياً غير معروف وغير متعارف بين الناس ويتوجه عليها النقد من هذه الجهة لامن ناحية أخرى..
نلاحظ بعد هذه الأحاديث أن مجرد احياء أمر أهل البيت مندوب و لم يقيد الشارع إحياء المجالس بشكل معين ، فكل ما يفعله الشيعة اليوم من مجالس قراءة او لطم او زنجيل او تطبير هو داخل تحت عنوان إحياء أمرهم عليهم السلام ،
الأئمة كانوا يحثون على اقامة مجالس العزاء وتنظيم شعر الرثاء في مصاب الحسين لإبكاء الناس , ولو كانوا يقرون بأنها شعيرة لمارسوها في الخفاء .. بل لضربوا جبينهم كل يوم عاشر اقتداءً بالسيدة زينب !
لم يرد لا من بعيد ولا من قريب حتّى بــ تلميح لهذه الشعيرة ..
التطبير كحال غيره كالزنجيل كاللطم بشكله الحالي لم يكن في زمن الأئمة (عليهم السلام) ظاهراً حتى نجد نصاً بخصوصه، ومن هنا يستنبط الفقهاء حكمه من قواعد الاستنباط الفقهي ككل أمر جديد أو مسألة مستحدثة، وما أكثرها في هذا الزمن من الكهرباء وركوب السيارات إلى الصعود إلى الفضاء وشركات التأمين، ومن يقول بأن مثل هذه الأشياء حرام لأن السلف لم يفعلها ولا يوجد لها حكم في الإسلام فما هو إلا سخيف فضلاً عن مخالفته هو لذلك بالقطع واليقين، وإنما يشنع على الآخرين لغايات أخرى غير العلم والحق قطعاً.
ولما كان التطبير غير موجود زمن الأئمة (عليهم السلام)، فلا يصح السؤال بـ هل فعله الأئمة (عليهم السلام)؟! ولا يصح القول بعدم وجود حكم شرعي له بالجواز أو المنع؟! وإنما يخضعه الفقهاء تحت قواعد الاستنباط من أصالة الإباحة وكونه من مصاديق احياء الشعائر والجزع الجائز على خصوص الحسين (عليه السلام) وعدم كون كل مضر حرام.
وإذا أخذت الأدلة بأعناق العلماء لا يحق لأحد أن يقول لم هو جائز ومستحب بعدما لم يفعله الأئمة (عليهم السلام)!! ولا يقوله إلا ذو عقل سلفي جامد ينظر إلى الشرع بمنظار محدود ومقولب.
إن غالب مظاهر العزاء ومبرزات الحزن والولاء من اللطم وضرب الزنجيل وضرب الطبول وغيرها فهي قديمة جداً بقدم الواقعة .. ويعسر بيان أو تحديد فترة زمنية خاصة بها ، اذ هي تختلف من مكان لآخر ومن زمن لغيره .. بحسب الظروف الاجتماعيّة والضغوط السياسية التي كانت تسمح لابناء الطائفة الحقة ابراز مظاهر ولاءهم ، ودراسة حياة آل بويه قبل نحو ألف سنة ودخولهم بغداد وفسح المجال لهذه الامور ، ثم اوج ذلك أيام الحكم الصفوي في إيران لوجود فسحه اباحة ابراز بعض مظاهر الولاء والعزاء بدون خوف من الحكام.
النبي محمد شرع استحباب الحجامة كوسيلة للعلاج من الأمراض وليس كوسيلة لإظهار مظلومية ..
و ليست مواكب التطبير للعلاج و لا أحد يقول بذلك انما ، أعود و أقول فإن قيل ان التطبير ادماء و الادماء اضرار بالنفس وهو حرام ، فالأولى ان يقال ان الحجامة هي ادماء و باسلوب اعنف و بجرح اكبر من جرح التطبير ,,و الادوات التي ممكن ان تنقل الامراض من شخص الى آخر بالتطبير ممكن ان تقلها بالحجامة
يقول العلامة آية الله العظمى المرحوم الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه (الآيات البينات): لا ريب إن جرح الإنسان نفسه وإخراج دمه بيده في حد نفسه من المباحات الأصلية، ولكنه قد يجب تارة ويحرم أخرى، وليس وجوبه أو حرمته إلا بالعناوين الثانوية الطارئة عليه، وبالجهات والاعتبارات، فيجب كما لو توقفت الصحة على إخراجه كما في الفصد والحجامة، وقد يحرم كما لو كان موجباً لضرر والخطر من مرض أو موت. وقد تعرض له جهة تحسنه ولا توجبه وناهيك بقصد مواساة أهل الإباء وخامس أصحاب العباء وسبعين باسل من صحبه وذويه، حسبك بقصد مواساتهم وإظهار التفجع والتلهف عليهم، وتمثيل شبح من حالتهم مجسمة أمام عيون محبيهم، ناهيك بهذه الغايات والمقاصد جهات محسّنة وغايات شريفة.