محمد بن علي الجواد. هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. هو تاسع أئمة الشيعة الإثنا عشرية. وهو أحد المعصومين الأربعة عشر، حيث يعتقد الشيعة بعصمته، كما أن فقهه وتعاليمه التي تثبت عنه، لا يجوز تجاوزها أو الاعتراض عليها، فالحديث عند الشيعة الإثني عشرية هو كلامٌ يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره.[1]
وُلِدَ في المدينة المنورة سنة 195 هـ، ويُكنّى بأبي جعفر الثاني تمييزاً له عن أبي جعفر الأول وهو جده محمد الباقر. والده هو علي بن موسى الرضا، وهو الإمام الثامن عند الإثني عشرية، والدته هي السيدة خيزران، وقد وردت في كتب الحديث والتاريخ أسماء متعددة لها، بالإضافة إلى خيزران،[2] ذُكِرت بأسماء دُرّة، وسبيكة،[3] وريحانة،[4] وسكينة النوبية.[5]
عاصر محمد بن علي الجواد إثنين من الخلفاء العباسيين هما المأمون، والمعتصم. كما عاصر الفرقة الواقفية التي تعتقد بتوقف الإمامة عند جدّه موسى الكاظم، ولا تعتقد بإمامة من بعده.
سيرته طالع أيضا :المأمون و المعتصم[أخفِ] جزء من سلسلة الشيعة
شيعة إثنا عشرية
المعصومون
الرسول الأكرم · فاطمة الزهراء
--------------------------------------------------------------------------------
الأئمة الإثنا عشر
علي · الحسن · الحسين · السجاد · الباقر
الصادق · الكاظم · الرضا · الجواد
الهادي · العسكري · المهدي
أصول الدين
التوحيد · المعاد · العدل · النبوة · الإمامة
فروع الدين
الصلاة · الصوم · الحج · الزكاة
الخمس · الجهاد · الامر بالمعروف
النهي عن المنكر · التولي · التبري
مدن مقدسة
مكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس
النجف الأشرف · كربلاء المقدسة
مشهد المقدسة · سامراء المقدسة
الكاظمية المقدسة · قم المقدسة
مزارات مقدسة
الروضة الشريفة · البقيع · الروضة العلوية
الروضة الحسينية · الحضرة الكاظمية
الروضة الرضوية · حضرة العسكريين
الحضرة الفاطمية بقم · مقام السيدة زينب
حضرة السيدة رقية · سرداب الغيبة
مساجد
المسجد الحرام · المسجد النبوي
المسجد الأقصى · مسجد جمكران
مسجد براثا · مسجد الكوفة · مسجد السهلة
المرجعية
قائمة المراجع · التقليد · آية الله
كتب الإثنا عشرية
القرآن الكريم · الصحيفة السجادية
نهج البلاغة · مفاتيح الجنان · الكافي
من لا يحضره الفقيه · الاستبصار
انظر أيضا
السيدة زينب · العباس بن علي
مسلم بن عقيل · معركة كربلاء · صحابة
أيام الشيعة الإثناعشرية · رؤى شيعية
عرض · نقاش · تعديل
ولادته اختلف المؤرخون والمحدثون في تاريخ ولادته، وهذا الاختلاف موجود في تاريخ ولادة أكثر الأئمة عند الشيعة الإثني عشرية. المشهور عند الشيعة ما ذكره العياشي والإربلي أنَّ ولادة الجواد كانت في اليوم العاشر من شهر رجب.[6] وقد ذكر آخرون أنَّ ولادته كانت في شهر رمضان من سنة مائة وخمسة وتسعين، وممن ذكر ذلك محمد بن يعقوب الكليني،[7] والمفيد،[8] والفتَّال،[9] ومحمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني.[10] يقيم الشيعة الاحتفالات الدينية في هذا اليوم من كل سنة، مع شيء من مظاهر الزينة والأفراح.[11]
اتَّخذ علي بن موسى الرضا التدابير اللازمة لولادة ابنه الجواد، فخصَّص حجرة من حجرات داره، وأمر أخته حكيمة بِأَن ترافق خيرزان مع القابلة إلى تلك الحجرة، استعداداً لاستقبال المولود. وجعل في تلك الحجرة شمعة يستضيئون بها، وأغلق عليهنّ الباب لئلا يدخل عليهن غيرهن.[12][13]
فراق والده مقال تفصيلي :علي بن موسى الرضالقد عاش محمد بن علي الجواد مع والده الرضا فترة بسيطة، وقد اختلف المؤرخون على ذلك، حيث يقول بعضهم أنَّ الرضا حينما سافر إلى خراسان كان عمر الجواد خمس سنوات، وآخرون يقولون أنَّ عمره كان سبع سنوات. وقد أجبر المأمون علي بن موسى الرضا على الرحيل من المدينة المنورة إلى خراسان، فخرج من المدينة المنورة نحو مكة، ومنها إلى خراسان.[14]
ويُروى أنَّ الرضا عندما أراد الخروج إلى خراسان، جمع عياله وأمرهم أن يبكوا عليه، وقال: إني لا أرجع لعيالي أبداً.[15] وقد أمر جميع وكلائه بالسمع والطاعة لابنه الجواد وترك مخالفته.[16]
توفي الرضا بعد أربع أو خمس سنوات من رحيله إلى خراسان، حيث دس المأمون السُم إليه، ويعتقد الشيعة بأنَّ معجزة قد حصلت للجواد، حيث حضر إلى خراسان قبل وفاة والده، ولمّا توفي قام بتجهيز جثمانه من التغسيل والتحنيط والتكفين والصلاة عليه.[17] وبعدما فرغ من إجراء المراسيم الدينية على جسد والده، رجع من حينه إلى المدينة المنورة، وأخبر أسرته بوفاة والده، وأمرهم أن يقيموا المأتم عليه.[18][19]
بعد مقتل علي بن بن موسى الرضا، توجَّه المأمون إلى بغداد. وانتشر خبر وفاة الرضا في البلاد الإسلامية، ولم يكن الكثير من الشيعة القاطنين في البلدان النائية يعرفون من الإمام بعد الرضا، كما لم يسمعوا بالنصوص الدالة على إمامة الجواد،1 فتوافدت حوالي ثمانين رجلاً من مشاهير الشيعة وفقهائهم للتحقيق في الموضوع.[20]
هجرته إلى بغدادكتب المأمون كتاباً إلى والي المدينة المنورة يأمره بإرسال محمد الجواد إلى بغداد، وقد وصل الجواد إلى بغداد وهو في العاشرة أو الحادية عشرة من العمر، ويرى بعض مؤرخي الشيعة أن استقدام المأمون للجواد كان سنة 204 هـ أي فور وصول المأمون من خراسان، فيما يذهب آخرون كابن طيفور أن استقدامه كان سنة 215 هـ.[21]
وقد أراد المأمون أن يزوجه إبنته أم الفضل، وحينها أُثيرت ضجة كبيرة على العباسيين، الذين كانوا يومذاك أصحاب السطلة ورجال الدولة، ويُشَكِّلون طائفة كبيرة، فقد قيل: إنَّ الإحصائيات أُجرِيَت في وِلد العباس فكانوا ثلاثاً وثلاثين ألف نسمة. لكن المأمون كان مصراً على تزويج إبنته أم الفضل لمحمد الجواد، وقد حصل ذلك.[22][23]
عهد المعتصم ووفاة محمد الجوادإشترى محمد الجواد جارية مغربية اسمها سمانة، ثم تزوجها. وسمانة هي التي أنجبت له أولاداً وبناتاً، ويقول محمد كاظم القزويني:
«سمانة هي السيدة التي أنجبت للإمام أولاداً وبناتاً، فثارت في أم الفضل رذيلة الحقد والحسد.» – [24]توفي المأمون سنة 218 هـ (833 م)، واستلم الخلافة من بعده أخوه المعتصم، ولذا يعتقد الشيعة أنَّ المعتصم استغل علاقة ابنة أخيه مع زوجها الجواد، ليحرضها على دس السُم إليه.[25]
إن المُؤَرِّخين والمُحَدِّثين إلا النادر منهم قد إتفقت كلمتهم على أن محمد الجواد توفي مسموماً، وقد اختلفت كلماتهم في كيفية دس السُم إليه، لكنهم إجتمعوا على أن المعتصم هو السبب الرئيسي في دس السم إليه.
وقد روى ابن شهرآشوب المازندراني أنّهُ لمّا بويع المعتصم، جعل يتفقد أحوال محمد الجواد، فكتب إلى عبد الملك الزيات أن ينفذ إليه الجواد وأم الفضل، فأنفذ ابن الزيات علي بن يقطين إليه، فاستعد الجواد للسفر، وخرج إلى بغداد، فأكرمه وعظمه، وأنفذ اشناس2 بالتحف إليه وإلى أم الفضل، ثم أنفذ إليه شراب حُماض الأترج تحت ختمه على يدي اشناس، فسقاه هذا الشراب وفيه السم.[26]
ألقابهالجواد.
التقي.[27]
القانع.
الزكي.
باب المراد.
كذلك لُقَّبَ بالمنتجب، والمرتضى، والرضي، والمتوكل.[28]
مدفنه
مقال تفصيلي :الحضرة الكاظمية
رواق الحضرة الكاظمية.حينما كان موسى بن جعفر الكاظم (جد الجواد) في بغداد، إشترى أرضاً في مقابر قريش التي تُعرف اليوم باسم الكاظمية. إشترى تلك الأرض ليُدفَنَ فيه بعد وفاته، وقد دُفِنَ فيها.[29]
دُفِنَ الجواد في نفس تلك الأرض بجانب جده الكاظم، ولم يُبنى على قبرهما بناء إلا بعد انقضاء فترة طويلة، وقد سُمِّيَت البقعة بـ"الكاظمية" أو "الكاظمين"، وكان الشيعة يقصدون ضريحهما للزيارة وقد بُنيت المساكن والبيوت حول قبرهما، حتى صارت قرية من قرى بغداد، حتى تحولت في العصر الحديث إلى مدينة كبيرة.[30]
وفي سنة 336 هـ، أمر معز الدولة أحمد بن بويه بتجديد عمار المرقدين، وتجديد الضريحين، وتزيين المقام، وبنى أمام المقام صحناً واسعاً رفيع الجدران. وعَيَّنَ جُنُوداً وعساكر لخدمة المقام وحراسته، وتأمين سلامة الزوار من الأخطار المحتملة.
دخل إسماعيل الصفوي بغداد سنة 914 هـ وزار الحضرة عام 929 هـ فأمر بقلع عمارة الحضرة من الأساس وإعادة بنائها بعد توسيع الروضة وتبليط القاعات بالرخام ووضع صندوقين خشبيين فوق القبرين كما أمر أن تكون المآذن أربع بدلا من اثنتان وبنى مسجدا كان يسمى المسجد الصفوي ثم أصبح الآن يسمى محليا بمسجد الجوادين وأمر بنقل رباط الحيوانات إلى خارج الجدار وعلق فيه القناديل والثريات.
بعد دخول سليمان القانوني بغداد عام 941 هـ زار الحضرة وجد أن العمران فيها قد بدأ إلا أنه لم يتم فأمر بتكميله وبناء المنبر الموجود اليوم في مسجد الجوادين وإكمال بناء إحدى المآذن. في عام 1207 هـ أمر السلطان محمد بإكمال ما بدأه الصفويون فأضاف ثلاث مآذن أخرى على طراز الأولى التي كان قد بناها السلطان سليمان. من تلك الأعمال أيضاً تأسيس صحن واسع يحف بالحرم من جهاته الثلاث: الشرقية والجنوبية والغربية، ويتصل الجامع الكبير بالحرم من جهته الشمالية، وتم تخطيط الصحن بمساحته الموجودة اليوم.
أبناؤه
ضريح موسى المبرقع في قم.محمد الجواد هو والد علي بن محمد الهادي الذي استلم الإمامة بعد والده حسب معتقد الشيعة الإثني عشرية. اختلف المؤرخون والباحثون في تحديد أبناء محمد الجواد الآخرين. فهذا محمد بن محمد بن النعمان المشهور بالشيخ المفيد يقول:
«إنّ أولاد الإمام الجواد كانوا الإمام الهادي (عليه السلام) وموسى وفاطمة وأمامة» – [31]ينقل ابن شهرآشوب المازندراني عن ابن بابويه القمي، أنِّ بنات الجواد هنَّ حكيمة، وخديجة، وأمّ كلثوم.[32] مؤلف كتاب عمدةُ المطالب يقول:
«أولاده علي (عليه السلام) وموسى والحسن، وحكيمة، وبريهة، وأمامة، وفاطمة» – [33]كما يوجد قبر يُنسَب لأحد أبناء محمد الجواد واسمه فاضل، ويقع داخل مسجد كبير في قرية بيدهند التابعة لمحافظة قم الإيرانية.[34]
موسى المبرقع: أحد أبناء محمد الجواد المُتِّفق عليهم، ولد في المدينة المنورة عام 214 هـ، وقد هاجر من المدينة إلى الكوفة، ثم هاجر منها إلى مدينة قم عام 256 هـ، وتوفي عام 296 هـ، ودُفِنَ في قم، ومزاره هناك مشهور. سُمِّي بالمبرقع لإنه كما نُقِل جميل ويشبّه بالنبي يوسف من حسنه وجماله، وكان الناس يزدحمون في الطرق والأسواق لانشدادهم لجماله، مما كان يضطرّه إلى وضع قماشة على وجهه، ولذلك سُمّي بالمبرقع.[35]
حكيمة: هي إحدى بنات محمد الجواد، وهي ذات مكانة سامية عند الشيعة الإثني عشرية ويثقون بما ترويه، وقد عاصرت أربعة من أئمتهم، وهم:
1.والدها محمد بن علي الجواد.
2.شقيقها علي بن محمد الهادي.
3.ابن شقيقها الحسن بن علي العسكري.
4.المهدي.
توفيت حكيمة في مدينة سامراء بالعراق، ودفنت بجوار علي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري.[36]
محمد بن علي الجواد في المذاهب الأخرىيرى أهل السنة والجماعة أن كل إمام أو عالم يُأخذ منه ويرد، ولا يعتقدون بعصمة أحد ما خلا النبي محمد، ويرى أهل السنة والجماعة أنه من الطبيعي أن يسبق بعض من هم ليسوا من أهل البيت من هم من أهل البيت في العلم والفقه والحفظ، مع الاحتفاظ بالاحترام والتقدير لمن كان من أهل البيت.
حواش1 يعتقد الشيعة الإثني عشرية بأنّ كل إمام قد نُصَّ على إمامته.
2 اشناس هو أحد قواد جيش المعتصم.
مصادر
1.^ جعفر السبحاني: أصول الحديث وأحكامه. ص 19.
2.^ دلائل الإمامة. ص 29.
3.^ الإرشاد. ص 256.
4.^ دلائل الإمامة. ص 209
5.^ الحصول المحقنة. ص 252.
6.^ الإمام الجواد من المهد إلى اللحد. ص 60.
7.^ الكافي، (1/492).
8.^ الإرشاد. ص 316.