تتقاتل وتتصارع الدول والشعوب فيما بينها لأسباب عديدة ..يـُـمكن أحتوائها بأربعة أسباب رئيسية : كرامة الوطن ، كرامة الشعب ، حقوق مهضومة ، مطامع ومصالح .. والقتال هنا يمكن ايضاً تصنيفه الى أربعة أنواع : القتال بالسلاح ، القتال بالأقتصاد ، القتال بالسياسة ، القتال بالأعلام ..! ولنأخذ بعض الأمثلة من التاريخ القريب :
v الحرب العالمية الأولى قامت في أوروبا ثم امتدت لباقي دول العالم خلال أعوام ما بين 1914 و1918. بسبب حادثة أغتيال ولي عهد النمسا وزوجته في سراييفو من قبل طالب صربي .. وعلى أثرها قامت النمسا تساندها المجر بغزو مملكة صربيا ..(( السبب كرامة النمسا شعباً وبلداً مـُمثـّلة بولي العهد )).
v الحرب العالمية الثانية بدأت في أوربا ثم أمتدت لتشمل معظم دول العالم .. ما بين 1939 – 1945 .. بسبب ما تركه مؤتمر باريس للسلام عام 1919 بعد أنتهاء الحرب العالمية الأولى من أثر ســيئ وأهانة لألمانيا وكبح لجماح طموحات أيطاليا بالتوسع الأستعماري .. (( كرامة ألمانيا و مصالح ومطامع هتلر وموسوليني )).
v الحرب الكورية بدأت كحرب أهلية بين عامي 1950 – 1953 .. بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بعد تقسيم شبه الجزيرة الكورية كأحد نتائج الحرب العالمية الثانية .. كوريا الشمالية تابعة للمعسكر السوفييتي .. والجنوبية تابعة للمعسكر الأمريكي .. بدأت الحرب بعد الهجوم الذي شنته الشمالية على شقيقتها الجنوبية لآغراض مد النطاق الشيوعي بأتجاه الجنوب (( مطامع ومصالح )).
v الحرب الباردة بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي .. التي أستعرت بعد حرب الكورييتين وكان سلاحها السياسة والأقتصاد والأعلام والجاسوسية .. والتي أنتهت بأنهيار الأتحاد السوفييتي مطلع التسعينات من القرن الماضي (( مصالح ومطامع )).
v الحرب العراقية – الأيرانية قامت بين العراق وأيران من 1980 – 1988 .. تداخلت الأسباب في هذه الحرب بين طموحات الخميني لتصدير ثورته الفتيـّـة الى الخارج ، وبين رعونة وحماقة صدام في عدم قدرته على التصرف بحكمة لآحتواء الموقف (( مطامع
ومصالح وكرامة وطن )).
v الحرب الأقتصادية بين الولايات المتحدة من جهة والصين والأتحاد الأوربي من جهة أخرى (( مصالح ومطامع )).
v حرب أمريكا لاحتلال العراق عام 2003 .. الهدف المــُعلن أسلحة الدمار الشامل ..ولكن الهدف الغير معلن هو المصالح الأستراتيجية والأقتصادية والسياسية للولايات المتحدة (( مصالح ومطامع )).
ويمكننا ان نسوق عشرات الأمثلة .. ما نريد قوله أن حكومات الدول المختلفة لا تتهاون أو تسكت على أي دولة تحاول المساس بكرامة الوطن وكرامة الشعب والحقوق المسلوبة أو المهضومة .. وألا تفقد شرعيتها القانونية والدستورية من حيث كونها مسؤولة عن صيانة هذه المقدسات الثلاث .. على الأقل وفق القـَـسـَم الدستوري الذي يتلوه كل من يتبوأ منصباً رسمياً.
في بلدنا المُستباح شرقاً وغرباً .. يجري أنتهاك هذه المقدسات أو المُحرّمات الوطنية .. وحكومتنا وبرلماننا منشغلين بصراعاتهم وصراعات كـُتلهم على المواقع والمناصب والمغانم وأسقاط هذا الطرف لذاك .. والكل يـُحارب الكل .. ومصالح الوطن والمواطنين مركونة على جنب .!! ألا من بعض الأصوات الخافتة هنا وهناك ..!!
- ايران قطعت شرايين الماء المغذية لأراضينا ومزارعنا في الجنوب والوسط .
- تركيا تعطينا حصتنا المائية بالقطارة لتعطيش أنساننا وحيواننا وأرضنا.
- الكويت تحاول خنق العراق بحرياً بمينائها الغير مبارك .
- سوريا والسعودية تـُصدّر لنا الأرهابيين والقتلة جنباً الى جنب مع الموطا.
- أيران تقصف سهول بشدر وتركيا تقصف جبال قنديل بحجة مطاردة ( المتمردين ) الأكراد .
- الأردن تــُعامل مواطنينا معاملة مـُهينة ومــُذلـّة في الحدود والمطارات وداخل الأردن.
- أيران تــُصدر لنا مياه البزل المالحة في الجنوب لقتل مزارعنا ودوابـّنا.
- جميع هذه الدول مضاف اليها مصر .. بأستثناء تركيا .. تـُحارب أنشاء ميناء الفاو الكبير..!
كل ذلك جرى ويجري .. ولم نشهد موقفاً جدياً أو حازماً يحفظ كرامة الوطن وكرامة الشعب وحقوقهما من قبل حكومتنا وبرلماننا ( المــُـنتخـَبـَين ) .. والغريب العجيب في الأمر أننا نكافئ هذه الدول بأفضل مستويات التبادل التجاري والعلاقات الأقتصادية ..!!
أنا لا أدعوا لأن يستخدم العراق السلاح العسكري لمواجهة هذه الأنتهاكات .. فالحرب العسكرية ليست هي الحل ، أضافة الى أن العراق الآن أوهن من أن يقاتل ذبابة .. وقد قالها رئيسنا المــُفدى ( حفظه الله ) في مؤتمر طهران الأخير حول الأرهاب .. قالها صراحة نحن دولة ضعيفة ولا نستطيع الدفاع عن أنفسنا ..! لم أسمع في حياتي عن رئيس دولة يحترم نفسه وبلده وشعبه يــُصرّح علناً بذلك حتى لو كان حقيقة ..!! أقول لدينا أسلحة لاتقل فتكاً عن السلاح العسكري تلك هي أسلحة الأقتصاد والتجارة والأستثمار .. يمكننا أن نحارب بها كل من يمــّسُ كرامتنا وحقوقنا . ولا يخشى أحد من فقدان زبائن أقتصاديين أو تجاريين هنا أو هناك .. فالعراق اليوم أشبه بحسناء فاتـنة يقف الخـُطـّاب بالطوابير على بابها .. فهل نــُخفـّض من مهرها أم نـُـعليه ..!!
السيد حسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان ..يــُصرّح من الحدود العراقية الأيرانية في منطقة كردستان : أن أيران لم تتوغل في الحدود العراقية ..ولكنها تقصف الأراضي العراقية فقط ..!! وكأنه يطمئننا أن المسألة هي مجرد قصف لا أكثر .. وكأن الذي يـُقصف هو بنغلاديش وليس العراق .. هل يريد السيد السنيد وأشباه الرجال في البرلمان والحكومة .. أن تقصف أيران المنطقة الخضراء لكي تنتفض عندها الحـَـميّة الوطنية ..! وهل يحتاج الموضوع الى تقرير زيارة (سوف ) يقدمه السنيد لكي تتخذ الحكومة والبرلمان الموقف المناسب .
كيف يمكن لحكومــة وبرلمان أن يرضوا بكل هذه الأنتهاكات للكرامة والحقوق .. ويزعقون ليل نهار بأنهم منتخبين من الشعب .. أي شعب يمكن أن يرضى بكل ذلك ..؟؟ وهل الشعب العراقي من النوع الذي يسكت على الضَيم .. هل هؤلاء يمثلون الشعب فعلاً ...!!
أذا جعلت من نفسك صُرصاراً ... فلا تلوم الذي يَسحقكَ بقدميه ..!!
سلمتم ياشعبنا المظلوم
أبو ليث العراقي
الديوانية الجريحة