(آية الله ) كمال الحيدري , مدرس في الحوزة العلمية في قم ، ولد في كربلاء عام 1956 , وأكمل دراسته الأبتدائية والمتوسطة والثانوية فيها , ثم انتقل الى النجف للدراسة في كلية الفقه فتخرج فيها عام 1978 حاصلاً على البكالوريوس .
ألتحق بالدراسة الحوزوية بكربلاء , فأتم المقدمات والسطوح ليعود الى النجف يدرس فيها السطوح العالية , وحضر لخمس سنوات دروس ( ابو القاسم الخوئي ) و ( محمد باقر الصدر ) و ( علي الغروي ) وغيرهم .
لبس العمامة بناءاً على طلب من محمد باقر الصدر عندما كان يدّرسه بحث الخارج .
ترك العراق وأستقر في قم ليستفاد فيها من دروس الفقه والأصول على يد ( آية الله العظمى ) الميزرا جواد التبريزي .
قاد عام 1982 انشقاقاً عن منظمة العمل الأسلامي التي أسسها محمد الشيرازي عام 1968 , لما عرف عن الحيدري من حب الرياسة , وكانت المنظمة في صراع مع حزب الدعوة اذ بينما كان يتهما بانها صنيعة المخابرات الأمريكية , وعميلة للنظام الليبي , فقد كانت المنظمة تتهم الدعوة بالعمالة للبريطانيين ! .
للحيدري مؤلفات كثيرة تجاوز عددها الثلاثين كتاباً في الفقه وأصول الفقه , والمنطق , وعلم الكلام , والعرفان , والتفسير .
له اهتمام خاص بالفلسفة والعرفان , وهو يقول : " اننا نتخذ الفلسفة جسراً للوصول الى معارف أهل البيت " ومثل هذا المنهج كان يعتبره شيخ الأسلام ابن تيمية من مناهج اهل البدع ( الذين لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث واثار السلف .. أنما يأخذون ما في كتب الفلسفة وكتب الادب واللغة ) , ويقول الحيدري أيضاً أن " العقل والمنطق يدلان معرفة علم البيت " .
من أرائه , أن الأمام له أدوار وفوائد ومسؤوليات وأدواره لا تنحصر في الأدوار الظاهرية , بل توجد أدوار باطنية ملكوتية , ومن أهم فوائد وجود الأمام , أنه لو لم يكن موجوداً لما بقى هذا العالم على صلاح " , وهو يستخدم أسلوباً ظاهر الألتواء في أثبات ما يعتقده الشيعة , فقد سُئل عن سبب عدم ذكر اهل البيت في القرأن الكريم , فكان من جملة جوابه :
" الاول : انه لو ذكر لما أثر، الأمر الثاني أنه لو ذكر لكان تطبيقه مشكل جداً , الثالث : في أعتقادي بان هناك خطورة شديدة تتولد على القران الكريم , وذلك بأعتبار أن أولئك الذين كانوا يريدون ان يغصبوا الخلافة بعد رسول الله لم يكن لهم طريق الا ان يرفعوا الأيات المرتبطة بعلي واهل البيت , ويكتبون كتاباً خالياً من أسماء اهل البيت عليهم السلام , ونتيجة هذا الذكر , أن يوجد قرأن ثانٍ , قرأن مرتبط باتباع أل البيت , وقرأن مرتبط بعموم المسلمين , فيقع الأختلاف في هذا الكتاب السماوي , وحفظ وحدة القرآن الكريم اهم من ذكر الأسماء " ! .
وهو يزعم ان فاطمة افضل من الأنبياء , مع قوله انها ليسة امامة , وقد سأله الشيخ عبد الرحمن دمشقية عن رايه هذا في أتصال معه من خلال قناة المستقلة , فقال الحيدري " نعم هذا كلامي وصوتي لكن هؤلاء يدلسون علينا ويكذبون " اعادها ثلاث مرات , فقال له دمشقية , انت الأن موجود فأخبرنا هل تعتقد بذلك ؟ فتهرب من الأجابة مما أضطر مدير الحوار الدكتور محمد الهاشمي الى قطع الأتصال .
ومن مبالغاته وغلوّه , قوله في امتداح كتاب ( موسوعة الأمام المهدي عج ) الذي آالفه محمد صادق الصدر , " لا يوجد في تاريخ الشيعة كتاب حول الأمام المهدي بهذه الأمكانية والتفصيل , وان كتابة السيد لهذا الكتاب على الرغم من صغر سنه , لا يخرج عن امرين , الأول " ان السيد بعرفانه ومكاشفاته قد أخذ الكتاب عن اللوح المحفوظ , الثاني : أن الأمام المهدي ( عج ) قد وقف على رأسه , وقال له : أكتب يا محمد " !.
والحيدري يتجنب المناظرات المباشرة , لكنه يبث ما عنده من خلال محاضرات مسموعة ومرئية من اذاعة طهران , وقناة الكوثر الفضائية في المقام الأول , وتهرب من دعوة الشيخ عدنان عرعور للمشاركة في مناظرة في قناة صفا الفضائية , سواء بالحضور المباشر , او الأتصال , وقال ( اتركوا لي المجال أتحدث بما معي لحلقة او حلقتين ثم قولوا رأيكم وهكذا ) .
له خصومة قوية مع اليعقوبي , ولما سُئل عنه قال " أذا كان عندك دين فتوقف , واذا كان عندك علم فانتظر " .
وبالعكس , فقد سُئل الشيخ ياسر الحبيب الكويتي المقيم في لندن , بعد هروبه من الكويت , سُئل عن الحيدري , فرد مكتبه على السائل بقوله : " هو محل تحفظ من الشيخ .. "
كمال الحيدري قليل التدخل في السياسة , ويعتبر نفسه مثلما يعتبره مؤيدوه فيلسوفاً , وحكيماً , ومن العارفين , لذا يتجنب الدخول في الصراعات , مع ما لديه من حدة طبع ومن تكبر .