بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين .
لا يشك أحد ممن له أدنى معرفة بالأحداث والأوضاع العالمية أن الإعلام له الدور الأساسي في تغيير الخارطة السياسية سواء على المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو الديني ، وقد تحكم الإعلام والفن الخطابي على مر التاريخ في تغيير المفاهيم العقدية والأخلاقية والمرافعات الحقوقية لدى الأمم فأسقطت بعضها وأقامت أخرى وآمن بعضها وكفرت أخرى وقامت حروب وانتصرت وخسر آخرون وقلبت الحقائق وزيفت حتى جعل الباطل حقاً والحق باطلا كل ذلك بسبب دور الإعلام وهو ينقسم إلى الإعلام السلبي الذي يقوم بقلب الحقائق ومناصرة الطغاة والظلمة وتبرير ظلمهم .
والقسم الثاني : الإعلام الإيجابي الشريف القائم على العدل والإنصاف ومساندة المظلومين ومحاربة الظالمين .
وعُبِّر عن الإعلام في عصرنا الراهن أنه هو السلطة الرابعة في الدول القائمة بل يطلق عليه السلطة الأولى.
إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كما كانت تحتاج إلى الدم والتضحية والفداء والعزة والشهامة والصمود والإخلاص لله سبحانه كذلك تحتاج إلى الإعلام الصادق الذي يحكي الواقع ويوضح أهداف هذه الثورة وأسبابها سواء كان قبل وقوعها أو بعد قيامها ويوصل ما وقع من مآسي وظلم على أهل البيت إلى الأمة التي ضلت أو جهلت ولم تحضر الواقعة .
الإعلام الحسيني
لما عزم الإمام الحسين عليه السلام على الخروج من المدينة المنورة وحدد وجهة نظره وأنه ذاهب إلى معركة مصيرية اعترض عليه عدة أشخاص منهم أخوه محمد المعروف بابن الحنفية على حمله معه بنات الرسالة وعقائل النبوة فقال له : ( فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال . قال : فقال له : قد قال لي – يعني رسول الله – إن الله قد شاء أن يراهن سبايا ) [1] فكان الإمام يفكر أن ثورته لا تكون متكاملة إلا مع الجانب الإعلامي الصادق وهذا يتحمله من يأتي بعد شهادته .
تكون الإعلام بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام وصحبه الكرام من الإمام زين العابدين عليه السلام الذي كان مريضاً ومن النساء والأطفال وعلى رأسهم السيدة زينب الكبرى بنت الإمام أمير المؤمنين عليها السلام وفاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين وبما أن الإمام زين العابدين كان مريضا فمن الطبيعي في مثل هذه الحالة الحرجة أن تتولى إحدى النساء مسؤولية المهمة وكانت المؤهلة لذلك هي زينب الكبرى .
الإعداد المسئول
تربت السيدة زينب سلام الله عليها في بيت الرسالة والنبوة وتحت مظلة الإمامة فقد عاشت في حجر جدها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وأمها الزهراء عليها السلام لأكثر من أربع سنوات كما تربت في بيت الإمامة تحت رعاية أبيها وأخويها لسنوات عديدة وتخلقت بأخلاقهم وحتى بعد زواجها لم تنقطع عن أصحاب الكساء بل هي على اتصال وثيق بهم في أفراحهم وأحزانهم وتحملت ما تحملت من المصائب والمحن فأصبحت هي الوارثة لأمها يقول بعض الأدباء :
بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر أبيها
ناهيك عن عشرتها مع أبيها وأخويها سيدي شباب أهل الجنة وما تلقته منهم عن مستقبلها ، ومع هذا كله فقد وضعها الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء أمام الصورة الواقعية قبل الأحداث وحمّلها المسؤولية الكبرى وأخبرها بكل ما يجري عليها من مصائب ومحن وسبي في طف كربلاء بعد شهادته وأنها سوف تشاهد مصارع إخوتها وأحبتها وأهل بيتها على بوغاء كربلاء مجزرين كالأضاحي وأوصاها بعدة وصايا جاءت ضمن عدة نصوص منها أنه قَالَ لَهَا : ( يَا أُخْتَاهْ لَا يَذْهَبَنَّ حِلْمَكِ الشَّيْطَانُ ) [2]
ولما رأت الإمام الحسين عليه السلام ينعى نفسه وهو يستعد للموت ، اشتد بها الحزن والألم واللوعة فتوجه لها الحسين عليه السلام وَقَالَ لَهَا : (يَا أُخْتَاهْ اتَّقِي اللَّهَ وَ تَعَزَّيْ بِعَزَاءِ اللَّهِ وَ اعْلَمِي أَنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ يَمُوتُونَ وَ أَهْلَ السَّمَاءِ لَا يَبْقَوْنَ وَ أَنَ كُلَّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ وَ يَبْعَثُ الْخَلْقَ وَ يَعُودُونَ وَ هُوَ فَرْدٌ وَحْدَهُ ، وَ أَبِي خَيْرٌ مِنِّي ، وَ أُمِّي خَيْرٌ مِنِّي ، وَ أَخِي خَيْرٌ مِنِّي ، وَ لِي وَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ بِرَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ، فَعَزَّاهَا بِهَذَا وَ نَحْوِهِ) .[3]
ثم شدد عليها أكثر في هذا الجانب وأقسم عليها وأن تبر قسمه وأن لا تشق عليه جيباً ولا تخمش عليه وجهاً حتى لا تشمت به الأعداء ، حيث قَالَ لَهَا : (يَا أُخْتَاهْ إِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ فَأَبِرِّي قَسَمِي لَا تَشُقِّي عَلَيَّ جَيْباً وَ لَا تَخْمِشِي عَلَيَّ وَجْهاً وَ لَا تَدْعَيْ عَلَيَّ بِالْوَيْلِ وَ الثُّبُورِ إِذَا أَنَا هَلَكْتُ ) [4]
وفي رواية أنه عمم هذه الوصايا على بقية النساء فقال ( عليه السلام ) : ( يا أختاه يا أم كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ، ولا تخمشن علي وجها ، ولا تقلن هجرا )[5].
وهكذا قد أخذ ( عليه السلام ) في وصاياه يؤكد عليهن بالصبر على الأحداث الأليمة ، والتجلد في المواقف الرهيبة والكوارث الأليمة ، وأن يتمالكن أنفسهن حين يرينه صريعا مجدلا . وخصوصا أخته زينب ( عليها السلام ) والتي حملها مسؤولية حفظ الحرم والأطفال ، وقد أكد عليها كثيرا بالصبر والتجلد لكي تقوم بالمسؤولية ، ولتؤدي وظيفتها على أحسن حال في حفظ ورعاية العيال والأطفال ، الذين ليس لهم محام ومدافع سواها ، ولكي تشاطره في مهمته ، ولئلا يغلب عليها الأسى في إبلاغ حجته ، وإتمام دعوته ، خصوصا في المواقف الحرجة الأليمة في الكوفة والشام . وكل هذا التأكيد عليها في وصاياه لها ( إعلام لها بتحمل المسؤولية وأن تكون أمام الكوارث المقبلة كالجبل الأشم ، والصخرة الصماء ، تتكسر عليها كل عوامل الذلة والانكسار ، ولا تستولي عليها دوافع الضعف ، وعوامل الانهيار ، وأن تتأسى بجدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وتتعزى بعزاء الله .
إنه عبء ثقيل في تحمل مسؤولية الكفاح المتواصل لربط الثورة بأهدافها المتوقعة وعواملها المنتظرة ، وقد تجسدت لها الحوادث بعد أن أطلعها الحسين على كثير من مهماتها ، وفتح أمامها نوافذ مهمة مهد لها طرق التسلية عما تلاقيه فيها من بلاء وما تصطدم بها من نكبات . ولقد كانت على موعد مع هذا الحدث العظيم ، حدثتها أمها فاطمة الزهراء عليها السلام وسمعت من أبيها علي ( عليه السلام ) ، ما يدل على وقوع ذلك ، وكما لمح لها أخوها الحسن عليه السلام بآثار الفاجعة ، وصرح لها الحسين ( عليه السلام ) بدنو ما كانت تخشاه ، وحلول ما كانت تتوقعه .
ولقد تحملت مسؤولية إتمام الرسالة التي قام بها الحسين ( عليه السلام ) فأوضحت للعالم عوامل الثورة ، فنبهت الغافل ، وفضحت تلك الدعايات المضللة ، لقد مثلت زينب عليها السلام دور البطولة في ميدان الجهاد ، وثبتت أمام المحن والمكاره ، ثبوت الجبل أمام العواصف ، واحتسبت ما أصابها من بلاء في جنب الله ، طلبا لمرضاته وجهادا في سبيله ، وإعلاء لكلمته . لقد أدت واجبها في ساعة المحنة ، فهي تسلي الثاكل وتصبر الطفل ، وتهدئ روع العائلة .
وانظر إلى موقفها كيف وقفت أمام مجتمع الكوفة فحملتهم مسؤولية هذه الجريمة الكبرى ، ووسمتهم بالذل وألبستهم العار ، وكيف قابلت يزيد الماجن المستتر الطائش ، فأوضحت للملا إلحاده وكفره ، وسلبته مواهب التفكير ، فوقف أمام قوة الإيمان موقف ذلة وانكسار ، فكان النصر حليفها ولا زال إلى الأبد .[6]
ويدل على ثباتها وشجاعتها وأنها كما أرادها أخوها الحسين بن علي في تحملها للمسؤولية ففي اليوم 11 عندما أراد العدو أن يرحل بهن من كربلاء إلى الكوفة خرجت إلى ساحة المعركة وجاءت إلى جسد أخيها الحسين ووقفت عليه وأعين الجيش تنظر إليها ماذا تصنع عقيلة بني هاشم وإذا هي قد بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء وقالت : ( إلهي تقبل منا هذا القربان ) [7]
وفي نقل آخر : ( اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان) [8]
فالمرأة التي وصلت إلى هذه المرحلة من الثبات والصبر والإيمان وأن كل ما وقع هو بعين الله وفي رضاه تستحق أن تكون شريكة الحسين في نهضته كما قال بعض الأدباء:
وتشاطرت هي والحسين بدعوة حتـم القضاء عليهما أن يندبـا
هذا بمشتبك النصـول وهـذه في حيث معترك المكاره في السبا [9]
نعم شاركت الحسين في نهضته وشاطرته في حركته ولولاها لذهب الكثير من معالم هذه الثورة أو بقي مجهولاً حتى للمحبين فضلاً عن غيرهم .
الإعلام المضلل
عمل الإعلام المضلل في الناس حيث صور لهم أن الحسين بن علي من الخوارج قد خرج على الأمير يريد تفريق الأمة فقتل بسيف جده .
وحتى في ساحة المعركة كان الإعلام المزيف يعمل مفعوله وأن الحسين بن علي خرج من الدين وصاروا يحرضون الناس على قتله .
قال الزبيدي إنه سمع عمرو بن الحجاج حين دنا من أصحاب الحسين يقول : يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام . فقال له الحسين : ( يا عمرو بن الحجاج أعليّ تحرض الناس أنحن مرقنا وأنتم ثبتم عليه ؟ أما والله لتعلمن لو قد قبضت أرواحكم ومتم على أعمالكم أينا مرق من الدين ومن هو أولى بصلي النار ) ؟ [10]
وبعد شهادة سيد الشهداء كانوا يشيعون أن بنات النبوة سبايا من الترك أو الديلم وليسوا من المسلمين وهكذا أخذ الناس يتفرجون عليهن فرحين مسرورين بالنصر والغلبة عليهم ، وكان الناس في الشام أكثر جهالة والإعلام المزيف أكثر حدة ولأنهم بعيدون عن الحقائق ، ولما علم الناس غير ذلك تأسف الكثير منهم وأصبحوا يبكون وندموا على ما صدر منهم ومن أزواجهم ولكن بعد فوات الأوان ولا يفيد الأسف والندم.
في الكوفة :
بعد أن حرف الإعلام المزيف الحقائق وكثير من الناس لا يدرون أوضحت عقيلة بني هاشم زينب بنت أمير المؤمنين عليها السلام خبث ابن زياد ولؤمه والجريمة التي ارتكبها بقتله سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام فأومأت لهم بالسكوت وكان الجمع غفيرا ولا يمكن لمثله أن يسكت لولا الهيبة الإلهية التي أحاطت بهذه البطلة.
قال الراوي : وَ قَدْ أَوْمَأَتْ إِلَى النَّاسِ أَنِ اسْكُتُوا فَارْتَدَّتِ الْأَنْفَاسُ وَ سَكَنَتِ اْلْأَجْرَاسُ ثُمَّ قَالَتْ :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الصَّلَاةُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الْأَخْيَارِ .
أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ ، يَا أَهْلَ الْخَتْلِ وَ الْغَدْرِ ، أَ تَبْكُونَ فَلَا رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ ، وَ لَا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ ، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً ، تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ ، أَلَا وَ هَلْ فِيكُمْ إِلَّا الصَّلِفُ [11] وَ النَّطِفُ [12] وَ مَلْقُ الْإِمَاءِ [13] ، وَ غَمْزُ الْأَعْدَاءِ [14] ، أَوْ كَمَرْعًى عَلَى دِمْنَةٍ [15] ، أَوْ كَفِضَّةٍ عَلَى مَلْحُودَةٍ [16] أَلَا سَاءَ مَا قَدَّمَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَفِي الْعَذَابِ أَنْتُمْ خَالِدُونَ
أَتَبْكُونَ وَ تَنْتَحِبُونَ ؟ إِي وَ اللَّهِ فَابْكُوا كَثِيراً وَ اضْحَكُوا قَلِيلًا فَلَقَدْ ذَهَبْتُمْ بِعَارِهَا وَ شَنَآنِهَا وَ لَنْ تَرْحَضُوهَا بِغَسْلٍ بَعْدَهَا أَبَداً ، وَ أَنَّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سَلِيلِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَلَاذِ خِيَرَتِكُمْ وَ مَفْزَعِ نَازِلَتِكُمْ وَ مَنَارِ حُجَّتِكُمْ وَ مَدَرَةِ سُنَّتِكُمْ أَلَا سَاءَ مَا تَزِرُونَ وَ بُعْداً لَكُمْ وَ سُحْقاً فَلَقَدْ خَابَ السَّعْيُ وَ تَبَّتِ الْأَيْدِي وَ خَسِرَتِ الصَّفْقَةُ وَ بُؤْتُمْ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْكُمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ .
وَيْلَكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَيَّ كَبِدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ فَرَيْتُمْ ؟ وَ أَيَّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَبْرَزْتُمْ ؟ وَ أَيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكْتُمْ ؟ وَ أَيَّ حُرْمَةٍ لَهُ انْتَهَكْتُمْ ؟ لَقَدْ جِئْتُمْ بِهِمْ صَلْعَاءَ عَنْقَاءَ سَوَّآءَ فَقْمَاءَ وَ فِي بَعْضِهَا خَرْقَاءَ شَوْهَاءَ كَطِلَاعِ الْأَرْضِ وَ مُلَاءِ السَّمَاءِ أَفَعَجِبْتُمْ أَنْ قَطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً وَ لَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَ أَنْتُمْ لَا تُنْصَرُونَ فَلَا يَسْتَخِفَّنَّكُمُ الْمَهَلُ فَإِنَّهُ لَا تَحْفِزُهُ الْبِدَارُ وَ لَا يُخَافُ فَوْتُ الثَّأْرِ وَ إِنَّ رَبَّكُمْ لَبِالْمِرْصَادِ ) .
قَالَ الراوي : فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ حَيَارَى يَبْكُونَ وَ قَدْ وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَ رَأَيْتُ شَيْخاً وَاقِفاً إِلَى جَنْبِي يَبْكِي حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي كُهُولُكُمْ خَيْرُ الْكُهُولِ وَ شَبَابُكُمْ خَيْرُ الشَّبَابِ وَ نِسَاؤُكُمْ خَيْرُ النِّسَاءِ وَ نَسْلُكُمْ خَيْرُ نَسْلٍ لَا يُخْزَى وَ لَا يُبْزَى .[17]
نعم بهذه الخطبة قلبت الرأي العام في الكوفة وكشفت لهم الحقائق وأن المقتول هو فلذة كبد رسول الله صلى الله عليه وآله . فتحول الناس من الفرح والسرور والشماتة إلى الحزن والبكاء والندم على ما حدث .
فاطمة الصغرى :
وخَطَبَتْ فَاطِمَةُ الصُّغْرَى بَعْدَ أَنْ رُدَّتْ مِنْ كَرْبَلَاءَ فَقَالَتْ :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ الرَّمْلِ وَ الْحَصَى وَ زِنَةَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى أَحْمَدُهُ وَ أُؤْمِنُ بِهِ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ وُلْدَهُ ذُبِحُوا بِشَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيْرِ ذَحْلٍ وَ لَا تِرَاتٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَرِيَ عَلَيْكَ الْكَذِبَ وَ أَنْ أَقُولَ عَلَيْكَ خِلَافَ مَا أَنْزَلْتَ )[18]
واستمرت في خطبتها وهي من أروع الخطب مع صغر سنها وهي أسيرة مسبية.
التضليل الإعلامي في الشام
وكان الجهل والتضليل لبني أمية في الشام أقوى منه في الكوفة فقد صور لهم أن هؤلاء من غير المسلمين خرجوا على الخليفة وقد نصره الله عليهم فاتخذ أهل الشام ذلك عيداً ، فقد جَاءَ شَيْخٌ فَدَنَا مِنْ نِسَاءِ الْحُسَيْنِ وَ عِيَالِهِ وَ هُمْ أُقِيمُوا عَلَى دَرَجِ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَكُمْ وَ أَهْلَكَكُمْ وَ أَرَاحَ الْبِلَادَ مِنْ رِجَالِكُمْ وَ أَمْكَنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْكُمْ .
فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : ( يَا شَيْخُ هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) ؟
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : ( فَهَلْ عَرَفْتَ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ﴾ ).
قَالَ الشَّيْخُ : قَدْ قَرَأْتُ ذَلِكَ .
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : ( فَنَحْنُ الْقُرْبَى يَا شَيْخُ ، فَهَلْ قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ﴾ ).
قَالَ: نَعَمْ
قَالَ عَلِيٌّ : ( فَنَحْنُ الْقُرْبَى يَا شَيْخُ ، وَ هَلْ قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ ).
قَالَ الشَّيْخُ قَدْ قَرَأْتُ ذَلِكَ .
قَالَ عَلِيٌّ : ( فَنَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ الَّذِينَ خُصِّصْنَا بِآيَةِ الطَّهَارَةِ يَا شَيْخُ ) .
قَالَ فَبَقِيَ الشَّيْخُ سَاكِتاً نَادِماً عَلَى مَا تَكَلَّمَ بِهِ وَ قَالَ بِاللَّهِ إِنَّكُمْ هُمْ ؟ .
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : ( تَاللَّهِ إِنَّا لَنَحْنُ هُمْ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَ حَقِّ جَدِّنَا رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا لَنَحْنُ هُمْ ) .
فَبَكَى الشَّيْخُ وَ رَمَى عِمَامَتَهُ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ جِنٍّ وَ إِنْسٍ ثُمَّ قَالَ هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ .
فَقَالَ لَهُ : ( نَعَمْ إِنْ تُبْتَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ أَنْتَ مَعَنَا ) .
فَقَالَ : أَنَا تَائِبٌ فَبَلَغَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ حَدِيثُ الشَّيْخِ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ .[19]
خطبة زينب في الشام :
قَالَ السَّيِّدُ وَ غَيْرُهُ فَقَامَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ صَدَقَ اللَّهُ كَذَلِكَ يَقُولُ ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُوا السُّوأى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُونَ أَ ظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حَيْثُ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ وَ آفَاقَ السَّمَاءِ فَأَصْبَحْنَا نُسَاقُ كَمَا تُسَاقُ الْأُسَارَى أَنَّ بِنَا عَلَى اللَّهِ هَوَاناً وَ بِكَ عَلَيْهِ كَرَامَةً وَ أَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِنْدَهُ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَ نَظَرْتَ فِي عِطْفِكَ جَذْلَانَ مَسْرُوراً حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً وَ الْأُمُورَ مُتَّسِقَةً وَ حِينَ صَفَا لَكَ مُلْكُنَا وَ سُلْطَانُنَا مَهْلًا مَهْلًا أَ نَسِيتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى ﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ﴾
أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَ إِمَاءَكَ وَ سَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا ؟
- إلى أن قالت - لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَ لَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيٌّ وَ كَيْفَ يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الْأَزْكِيَاءِ وَ نَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ ؟ وَ كَيْفَ يَسْتَبْطِئُ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ نَظَرَ إِلَيْنَا بِالشَّنَفِ وَ الشَّنَآنِ وَ الْإِحَنِ وَ الْأَضْغَانِ ؟ ثُمَّ تَقُولُ غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ وَ لَا مُسْتَعْظِمٍ :
وَأَهَلُّوا وَاسْتَهَلُّوا فَرَحاً ثُمَّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلُ
مُنْتَحِياً عَلَى ثَنَايَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَنْكُتُهَا بِمِخْصَرَتِكَ ، وَ كَيْفَ لَا تَقُولُ ذَلِكَ وَ قَدْ نَكَأْتَ الْقَرْحَةَ وَ اسْتَأْصَلْتَ الشَّافَةَ بِإِرَاقَتِكَ دِمَاءَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وَ نُجُومِ الْأَرْضِ مِنْ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ تَهْتِفُ بِأَشْيَاخِكَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تُنَادِيهِمْ فَلَتَرِدَنَّ وَشِيكاً مَوْرِدَهُمْ وَ لَتَوَدَّنَّ أَنَّكَ شَلَلْتَ وَ بَكِمْتَ وَ لَمْ يَكُنْ قُلْتَ مَا قُلْتَ وَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ .
اللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا وَ انْتَقِمْ مِنْ ظَالِمِنَا وَ أَحْلِلْ غَضَبَكَ بِمَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا وَ قَتَلَ حُمَاتَنَا ، فَوَ اللَّهِ مَا فَرَيْتَ إِلَّا جِلْدَكَ وَ لَا جَزَزْتَ إِلَّا لَحْمَكَ وَ لَتَرِدَنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ سَفْكِ دِمَاءِ ذُرِّيَّتِهِ وَ انْتَهَكْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَ لُحْمَتِهِ حَيْثُ يَجْمَعُ اللَّهُ شَمْلَهُمْ وَ يَلُمُّ شَعَثَهُمْ وَ يَأْخُذُ بِحَقِّهِمْ ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ حَسْبُكَ بِاللَّهِ حَاكِماً وَ بِمُحَمَّدٍ خَصِيماً وَ بِجَبْرَئِيلَ ظَهِيراً وَ سَيَعْلَمُ مَنْ سَوَّى لَكَ وَ مَكَّنَكَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا وَ أَيُّكُمْ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً .
وَلَئِنْ جَرَّتْ عَلَيَّ الدَّوَاهِي مُخَاطَبَتَكَ إِنِّي لَأَسْتَصْغِرُ قَدْرَكَ وَ أَسْتَعْظِمُ تَقْرِيعَكَ وَ أَسْتَكْبِرُ تَوْبِيخَكَ لَكِنَّ الْعُيُونَ عَبْرَى وَ الصُّدُورَ حَرَّى أَلَا فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اللَّهِ النُّجَبَاءِ بِحِزْبِ الشَّيْطَانِ الطُّلَقَاءِ ؟ فَهَذِهِ الْأَيْدِي تَنْطِفُ مِنْ دِمَائِنَا وَ الْأَفْوَاهُ تَتَحَلَّبُ مِنْ لُحُومِنَا وَ تِلْكَ الْجُثَثُ الطَّوَاهِرُ الزَّوَاكِي تَنْتَابُهَا الْعَوَاسِلُ وَ تَعْفُوهَا أُمَّهَاتُ الْفَرَاعِلِ وَ لَئِنِ اتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لَتَجِدُنَا وَشِيكاً مَغْرَماً حِينَ لَا تَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمْتَ وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ فَإِلَى اللَّهِ الْمُشْتَكَى وَ عَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ ، فَكِدْ كَيْدَكَ وَ اسْعَ سَعْيَكَ وَ نَاصِبْ جُهْدَكَ فَوَ اللَّهِ لَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَ لَا تُمِيتُ وَحْيَنَا وَ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَ لَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا وَ هَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَ أَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَ جَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَتَمَ لِأَوَّلِنَا بِالسَّعَادَةِ وَ لِآخِرِنَا بِالشَّهَادَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَ يُوجِبَ لَهُمُ الْمَزِيدَ وَ يُحْسِنَ عَلَيْنَا الْخِلَافَةَ إِنَّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
فَقَالَ يَزِيدُ :
يَا صَيْحَةً تُحْمَدُ مِنْ صَوَائِحِ مَا أَهْوَنَ الْمَوْتَ عَلَى النَّوَائِحِ
قَالَ ثُمَّ اسْتَشَارَ أَهْلَ الشَّامِ فِيمَا يَصْنَعُ بِهِمْ فَقَالُوا لَا تَتَّخِذْ مِنْ كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً .
فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ انْظُرْ مَا كَانَ الرَّسُولُ يَصْنَعُهُ بِهِمْ فَاصْنَعْهُ بِهِمْ .[20]
هذه الخطبة من أروع الخطب وقد تكلمت بنت علي ببلاغة أبيها وشجاعته وصبره حتى جعلت ذلك الطاغية المتجبر كأنه أحد الجرذان وعرفته قيمته وأصله وفرعه وما قام به من جريمة سودت وجه التاريخ وستبقى وصمة عار عليه وعلى كل من شايعه وتابعه ورضي بفعله وأنه تبع حزب الشيطان .
كما عرفت المقتولين وموقعهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنهم حزب الله النجباء.
نكسة الأمة
بلغت الأمة في نكستها مرحلة لا يمكن أن تتصور لمن له أدنى معرفة بأوليات الدين كيف تقدم هذه الحفنة الشيطانية على قتل ابن بنت نبيها والمسلمون في أرجاء العالم بمسمع ومنظر من هذا الحدث المزلزل قال أحد الأدباء
رَأْسُ ابْنِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَوَصِيِّهِ لِلنَّاظِرِينَ عَلَى قَنَاةٍ يُرْفَعُ
وَالْمُسْلِمُونَ بِمَنْظَرٍ وَبِمَسْمَعٍ لَا مُنْكِرٌ مِنْهُمْ وَلَا مُتَفَجِّع
وقال آخر:
جَاءُوا بِرَأْسِكَ يَا ابْنَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ قَتَلُوا جِهَاراً عَامِدِينَ رَسُولًا
قَتَلُـوكَ عَطْشَانـاً وَ لَمَّا يَرْقُبُوا فِي قَتْلِكَ التَّأْوِيلَ وَ التَّنْزِيلَا
وَيُكَبِّرُونَ بِـأَنْ قُتِلْتَ وَ إِنَّمَـا قَتَلُوا بِكَ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَا [21]
نعم بقتلهم الحسين بن علي عليه السلام قتلوا به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد قال : ( حسين مني وأنا من حسين ) قتلوا الصلاة والصيام والتكبير والتهليل والتسبيح الذي جاء به جده المصطفى .. قتلوا به الدين الذي تجسد فيه بكل معانيه ، هذا من ناحية وبمعنى من المعاني .
ولكن من ناحية أخرى فإن هذا الدم الشريف قد انتصر على السيف والظلم وأحيى الدين وهاهو الحسين على مر التاريخ يحرق عروش الظالمين ويدك معاقل الاستبداد والطغيان والتكبر والتجبر ، ويناصر المظلومين والمحرومين ويبقى شمس تشع على أرجاء الدنيا .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
الشيخ حسين الراضي