يقال أن المرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني قال في بعض فتواه:
إن إستعمال السيوف و السلاسل و الطبول و الأبواق و ما يجري أمثاله في مواكب العزاء بيوم عاشوراء إنما هو محرم و هو غير شرعي.
الجواب:
هذا الإدعاء غير صحيح، و السبب:
أولا: مصدر هذا القول هو فقط أقوال بعض معارضي العزاء- کالسيد محسن الأمين و هو من نعرف معاداته الواضحة مع الشعائر الحسينية و التي لا تخفى على أحد- و لم يذكروا أي وثيقة معتبرة لهذا القول
و ثانيا: من المستحيل أن يصدر هكذا فتوى من مرجع عظيم كالمرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني حيث يحرّم فيه معظم الشعائر الحسينية، فإذا كان من المقرر تحريم التطبير و ضرب السلاسل و الطبول و الأبواق و ما يجري أمثاله في مواكب العزاء (أي سائر الوسائل و الشعائر الأخرى!)، فماذا يبقى من موكب العزاء؟؟ لذلك فإن هذا الإدعاء باطل.
و ثالثا: إن هذا الإدعاء لهو في تعارض مع أقوال العظماء و شهادات العلماء و أصحاب و تلامذة ذاك المرحوم، و هنا نستعرض بعض الأقوال عن المراجع بهذا الشأن:
الف)المرحوم الشیخ حسن آل مظفر صاحب کتاب نصره المظلوم خلال اقواله فی هذا الکتاب حول آراء العلماء الاعلام فی التطبیر یستند ایضا الی رای سماحه السید ابوالحسن الاصفهانی،و یقول:
"ولا شك أن الصحف السائرة والمنشورات الدائرة أقرأتك فتوى سيدنا وملاذنا حجة الإسلام ومرجع الخاص والعام العالم العامل الرباني (السيد أبو الحسن الأصفهاني) دام علاه المتضمنة لإمضاء جميع التذكارات الحسينية على الإجمال…"
كما يُلاحظ أن المرحوم المظفر الذي كان في الحوزات في عهد المرحوم السيد أبوالحسن يُصرِّح أن آية الله العظمى السيد أبوالحسن الإصفهاني كان يجوّز جميع التذكرات الحسينية، فكيف به أن يصدر ذاك الفتوى المزعوم الذي يحرّم معظم التذكرات؟
ب)سماحة آية الله العظمى الطبسي الذي كان من الملازمين للمرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني كان يقول:
الترجمة العربية:
"في يوم عاشوراء كنت في كشوانية حرم مولانا أبوالفضل العباس عليه السلام في خدمة المرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني، و جرى هنالك سؤال و جواب خلاصته ان شخص جاء عند السيد و سئله هل التطبير جائز؟ فقال: بلى جائز".
حول رأي المرحوم آية الله العظمى الطبسي لابد من ذكر بعض الملاحظات:
المفترين على الساحة المقدسة لمرجعية المرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني يعتقدون أنه في عام 1926 م، أي فی عام 1344 للهجرة، قد أفتى بالحرمة. و المرحوم آية الله العظمى الطبسي حسب قول نجله قد دخل النجف الأشرف عام 1345
اضغطوا هنا:
http://www.hawzah.net/per/person/198.htmو لذلك فإن ما ذكره حول رأي المرحوم السيد أبوالحسن في التطبير كان بالتأكيد قد صدر بعد أعوام من دخوله إلى النجف الأشرف، لذلك مع النظر إلى الفتوى المزعومة و تاريخ تواجد المرحوم الطبسي في النجف و رأي السيد أبوالحسن الإصفهاني في التطبير الذي سمعه بنفسه، يتبين أن قصة حرمة التطبير من قبل السيد أبوالحسن مختلقة و كاذبة تماما.
و لأجل أن يتضح للقراء مدى قرب المرحوم الطبسي إلى المرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني و إطلاعه الدقيق عن آراء أستاذه، نشير إلى ما أورده موقع الحوزة بهذا الخصوص:
كان من الأصحاب الموثقين و المعتمدين و من أعضاء مكتب إستفتاءات آية الله العظمى السيد أبوالحسن الإصفهاني –المرجع المقتدر و المعتنى بعناية خاصة من قبل إمام العصر أرواحنا فداه، و قد استفاض من محضر درسه حوالي خمسة عشر عاما.
اضغطوا هنا:
http://www.hawzah.net/Hawzah/Scienti...s.aspx?id=3719من الواضح أنه لا يمكن لشخص موثق و لعضو من مكتب الإستفتاءات أن لا يكون مطلع على رأي مرجعه أو أن ينقله بالخطأ!.
و بما أن المقام العالي و وثاقة المرحوم الطبسي باين لدى جميع أصحاب مدرسة النجف، ننقل هنا أقوال بعض المراجع الكبير و منهم السيد أبوالحسن الإصفهاني حوله:
حينما أعطى المرحوم آية الله العظمى ضياء الدين العراقي إجازة الإجتهاد إلى المرحوم الطبسي وصفه بهذه الأوصاف:
العالم العامل و الفاضل الكامل، و المعتمد و الداعم للفقهاء الراشدين و عماد الفضلاء و المجتهدين، الشيخ الكبير ذو الطينة الطيبة، و الركن الموثق، و الغواص في بحر العلم و محور التقوى و الحلم، و فخر الأعلام، و الشخصية الموثوقة و المرفوع رأسا و الممدوح من قبل الجميع ...
و قال المرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني فيه:
جناب العالم و العامل و الفاضل الكامل، صاحب الفكر القوي و الذوق المستقيم، الصفي و الزكي، و محل الثقة، ثقة الإسلام الشيخ محمد رضا الطبسي – دامت تأييداته ...
http://www.hawzah.net/Hawzah/Scienti...s.aspx?id=3719رغم أن هذا الدليل بمفرده يكفي لإثبات بطلان أكذوبة حرمة التطبير بواسطة السيد أبوالحسن، لكننا سنشير إلى أدلة أخرى و ذلك لإتمام الحجة على الجميع:
ج)المرجع القدير آية الله العظمى السيدصادق الروحاني الذي يعتبر بنفسه من تلامذة المرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني يقول:
د)خطيب العلماء و المجتهدين، العلامة آية الله الشيخ عبدالحسين واعظ الخراساني حفظه الله الذي كان طيلة الأعوام المتمادية و في زمن مرجعية الكثير من الأعاظم كان ساكنا في النجف الأشرف، يقول حول رأي آية الله العظمى السيد أبوالحسن الإصفهاني و آية الله العظمى الخوئي في التطبير:
أما التطبير فإننا لم نرى خلال أكثر من سبعين عام أن مرجعا من مراجع التقليد قد أفتى بحرمته، و دليل الحلية في محله، و المرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني الذي كان فقيه أهل البيت و كان كبير جدا، و العظماء و المراجع الذين كان لديهم أساتذة يقولون لم يأتي فقيه آخر مثل السيد أبوالحسن.
و بقدر كان هذا الرجل مطلع على الأحكام و الفتاوى و الجواهر و غير ذلك، فإنه أعطى فتوى في جوازه، و وقّع على ذلك، و لقد رأيناهم في النجف و كربلاء، كما أن المرحوم الميرزا النائيني قد أفتى بالجواز، و كذلك المرحوم الحاج آغا حسين القمي أفتى بالجواز و وقّع، و كذلك سائر العظماء ينقلون، و حتى السيد الخوئي و سائر العظماء أيضا أفتوا بجواز التطبير..
المصدر: كتاب الحماس الحسيني،(شور حسینی) السيد محمد سجادي، ص 75
الجدير بالذكر أن صورة ملف أقوال هذا الخطيب القدير أيضا موجود.
مع شهادات اهل العلم و الدليل، كيف يتجرأ معارضوا الشعائر الحسينية أن يوجّهوا هذه الإفتراءات الباطلة على مرجع الشيعة الكبير؟
رابعا:
حسب ما یدعی المعارضین ان هذه الفتوی المزعومه قد صدرت فی اواسط عام 1344 للهجره-أي قبل أشهر من تاريخ صدور فتوى المرحوم النائيني في جواز الشعائر الحسينية و منها التطبير- و هذا في حين أن حسب شهادات الكثير من العلماء المعاصرين للمرحوم السيد أبوالحسن الإصفهاني و كذلك المراجع من بعده أن العلماء المعاصرين للمرحوم النائيني بأجمعهم قد أيّدوا فتواه، من هنا يتبين بطلان تهمة التحريم المنسوبة كذبا و زورا إلى السيد أبوالحسن الإصفهاني و بناءا على هذا تفتضح أكذوبة المعارضين المتناقضة مع شهادات هؤلاء العظماء. هنا ننقل بعض أقوالهم:
آیة الله العظمی السید عبدالله الشیرازی قدس سره:
نعم، حينما تشرّفنا بالحضور في النجف الأشرف، نشرت رسالة عملية من قبل سماحته رداَ على أسئلة أهالي البصرة، و جميع العلماء الأعلام قاموا بتصديقه و تأييده...
آیة الله العظمی الشیخ مرتضی الحائری قدس سره:
إن الطاعة من مكتوبة العالم الجليل أستاذ الفقهاء و المجتهدين المرحوم النائيني قدس الله سره و تأييد العلماء المعاصرين له و الطبقة التالية من بعده لهي محل تأييدي و تأكيدي.
آیة الله العظمی الشیخ بهاء الدین المحلاتی قدس سره:
خلال الأيام التي كنت في النجف الأشرف عُرضت هذه الأسئلة على المرحوم آية الله العظمى النائيني فكتب الجواب الوافي – و الأجوبة كانت محل تأييد العلماء الأعلام المعاصرين له
آیة الله العظمی السید مصطفی المهدوی الاصفهانی:
فإن ما أفاده حضرات العلماء الأعلام و الفقهاء ذوي المقام العالي و مراجع القليد و أساتذتي في النجف الأشرف بالأخص شيخ مشايخنا العلامة المحقق المرحوم المغفور الميرزا محمد حسين النائيني أعلى الله مقامه حول هذا الأمر و الذي هو محل تأييد علماء عصره و من بعده، كله صحيح و مطابق للحقيقة....
كما يُلاحظ أن هولاء المراجع قالوا في فتاويهم أن العلماء المعاصرين للمرحوم النائيني قد أييدوا فتواه و مع النظر إلى أن السيد أبوالحسن الإصفهاني كان من معاصري المرحوم النائيني، و البعض من هؤلاء الشهود كالمرحوم السيد عبدالله الشيرازي كانوا من خواص تلامذته لذلك لا يوجد سوى إحتمالين:
الأول: ان هولاء المراجع لم يعتبروا السيد أبوالحسن الإصفهاني من ضمن العلماء!!
و الثاني: أن هذا الإدعاء الذي يقول أن السيد أبوالحسن الإصفهاني قد حرّم التطبير هو إدعاء كاذب و باطل.
لمشاهدة فتوى آیات الله العظام يرجى مراجعة باب تأييدات العلماء على فتوى المرحوم النائيني.