أكدت مصادر موثوقة خبر إدانة (اللواء نعمان داخل) قائد لواء الرد السريع التابع لوزارة الداخلية بجريمة الرشوة، وأنه هارب حالياً، واللواء نعمان مرتبط بمكتب القائد العام (نوري المالكي) ويتلقى الأوامر منه شخصياً وهو ما يعني أنه يتمتع بثقة كبيرة منه، ودعوة المالكي لإلقاء القبض عليه تعد مفارقة مضحكة، وتسبب حرجا للمالكي شخصيا، لأن مهمة نعمان هي بالأساس القبض على المجرمين.
وكان نعمان يشغل منصب نقيب قبل الغزو الأمريكي عام 2003، وسرعان ما صعد لرتبة لواء. وكان عضو هيئة النزاهة في البرلمان النائب صباح الساعدي، قد أكد أمس الخميس، أن آمر لواء الرد السريع التابع لوزارة الداخلية تم ضبطه متلبساً بالرشوة، إلا أن أفراد حمايته قاموا بالاعتداء بالضرب على محققي هيئة النزاهة الذين ضبطوه وسمحوا له بالفرار إلى جهة مجهولة.
وقال الساعدي إن هيئة النزاهة تمكنت مساء الخميس، من ضبط اللواء الركن نعمان داخل متلبساً بالرشوة بعد أن قدم له أحد المقاولين خمسين ألف دولار، وذلك في ساحة عباس بن فرناس القريبة من مطار بغداد الدولي، لقاء قيام داخل بعمل ما لصالحه. وأضاف الساعدي أن ثمانية من محققي هيئة النزاهة ضبطوا اللواء نعمان داخل بالجرم المشهود، وبالدليل القاطع، وهو يتسلم المبلغ من المقاول بعد أن تم تثبيت الواقعة وفق الأدلة القانونية..
ويقال أنه على إثر عملية الضبط قام محققو النزاهة بخلع الرتب العسكرية من اللواء نعمان داخل في نفس المكان، إلا أن المحققين فوجئوا باعتداء حمايته عليهم وضربهم بأعقاب البنادق مما سمح للمتهم بالفرار إلى جهة مجهولة، وقد أصيب ثلاثة من المحققين بجروح وكسور أدخلوا على أثرها إلى المستشفى، في حين أصيب الستة الآخرون بجروح خفيفة بعد مهاجمتهم من قبل ثلاثين مسلحاً من أفراد حماية المتهم..
وطالبت هيئة النزاهة نوري المالكي بتسليم المتهم، كونه يرتبط بمكتبه مباشرة، لكي يحال إلى القضاء من أجل أن ينال أقصى العقوبات، ويذكر أن قوات الرد السريع هي قوة خاصة تابعة لمكتب وزير الداخلية، وتحمل تسمية "سوات" تم تدريبها ضمن دورات خاصة لمكافحة العمليات الإرهابية ومطاردة المسلحين والخارجين عن القانون.
العربية نت