الفصل الثالث
النبي (ص) في الصحيح
الوقفة الاولى:
الاذن النبوي بالقتل:
((وانك لعلى خلق عظيم)).
وقال تعالى ايضا:
((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)). (النحل:125)
((وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)). (الشعراء:215)
في حديث للسيدة عائشة عن النبي (ص) وهي تصفه ، قالت : ان (خلقه القرآن) فهل لمثل هكذا شخصية اخلاقها القرآن ان تفعل ما يسيء لنبوتها وسمعتها وخلقها؟
اذا كان النبي (ص) على خلق عظيم كما وصفه الله تعالى ، ووصاه تعالى ان تكون دعوته سلمية تبنى على الموعظة والحكمة، وجداله مع المخالفين (مشركين واصحاب كتاب او من الديانات الوضعية الاخرى )، يجب ان يكون بالحسنى ، فحتما سيكون تعامله مع الاخرين كما اراد الله له.
الا ان البخاري في صحيحه يجمع روايات تسند بعضها احاديث تخالف قول القرآن الكريم ، لا لشيء الا لان رجال السند موثوقون عنده، دون النظر الى المتن الفاضح ، والمخالف للقرآن الكريم.
ورب قائل يقول ، ان القتل وحي الهي ، وهذا صحيح خاصة ان اية القتل نسخت ما قبلها ، الا ان الاحاديث الاتية كانت عبارة عن مؤمرات ضد اشخاص حاشا النبي (ص) ان يفعلها او يأمر بفعلها.
جاء في صحيح البخاري - ج 5 - ص 25 :
(( حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب ان اقتله قال نعم قال فائذن لي ان أقول شيئا قال قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وانه قد عنانا وانى قد اتيتك استسلفك قال وأيضا والله لتملنه قال انا قد اتبعناه فلا نحب ان ندعه حتى ننظر إلى أي شئ يصير شأنه وقد أردنا ان تسلفنا وسقا أو وسقين وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا أو وسقين فقلت له فيه وسقا أو وسقين فقال أرى فيه وسقا أو وسقين فقال نعم أرهنوني قالوا أي شئ تريد قال أرهنوني نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللامة قال سفيان يعنى السلاح فواعده ان يأتيه فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال إنما هو محمد بن مسلمة واخى أبو نائلة وقال غير عمرو وقالت اسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة ان الكريم لو دعى إلى طعنة بليل لأجاب قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين قيل لسفيان سماهم عمرو وقال سمى بعضهم قال عمرو جاء معه برجلين وقال غير عمر وأبو عبس بن جبر والحرث بن أوس وعباد بن بشر قال عمرو جاء معه برجلين فقال إذا ما جاء فانى قائل بشعره فأشمه فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه وقال مرة ثم أشمكم فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب فقال ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب وقال غير عمرو قال عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب قال عمرو فقال أتأذن لي ان أشم رأسك قال نعم فشمه ثم أشم أصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه )).
وكذلك الحديث الثاني عن مقتل عبد الله بن أبي الحقيق :
((حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار فامر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم فقال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فانى منطلق ومتلطف للبواب لعلى ان ادخل فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضى حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله ان كنت تريد أن تدخل فادخل فانى أريد ان أغلق الباب فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على وتد قال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده وكان في علالي له فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت على من داخل قلت إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلى حتى اقتله فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدرى أين هو من البيت فقلت أبا رافع فقال من هذا فأهويت نحو الصوت فاضربه ضربة بالسيف وانا دهش فما أغنيت شيئا وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال لامك الويل ان رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال فاضربه ضربة أثخنته ولم اقتله ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى اخذ في ظهره فعرفت انى قتلته فجعلت افتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وانا أرى انى قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقى فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا اخرج الليلة حتى اعلم أقتلته فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال لي ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط )).
مناقشة وتعليق:
نعم ، قيل ان الحرب خدعة ، الا اننا لسنا في ساحة حرب ، ونعرف جيدا من المصادر التاريخية (لا نعرف صحتها) ان كعبا و أبى رافع قد آذيا الله ورسوله ، ولما كان الله لا يحتاج الى عباده وانما عباده هم في حاجة اليه ، وكذلك بالنسبة للنبي (ص) الذي تأذى في سبيل الدعوة – في مكة - وصبر ولم يقتل شخصا (لا بيده ولا بوساطة شخص اخر) وعندما ظفر بعد ذلك الصبر الجميل ، لم يفعل شيئا ، الا ان الروايات تذكر ان بعض المسلمين (تآمر) بدفع ورضى منه (ص) لقتل شخص اخر، فهذا امر لا اظن انه قد حدث.
قلت مؤامرة ، وانا ادرى بما قلت ، والا ماذا نسمي ما قام به محمد بن مسلمة تجاه كعب ، و عبد الله بن عتيك تجاه الاخر ومن ثم قتلهما غيلة؟ لا ارى في ذلك اية اخلاق ، خاصة اذا فعلت بموافقة النبي (ص) الذي خلقه القرآن الكريم.
وكان على البخاري ان يضع آيات القرآن الكريم التي تدعو الى الخلق العظيم والمجادلة (الحوار) بالحسنى و الرحمة ، في كفة ميزان، ويضع هذه الاحاديث وغيرها في الكفة الثانية، ليرى ان الكفة الاولى هي الارجح ، وحتما هي الارجح اعتمادا على القرآن الكريم.
***
ليس هذا فقط ، الا ان الادهى من كل ذلك ، ان النبي (ص) اصبح واحدا من الارهابين القتلة حسب ما رواه انس (خادمه الشخصي) ، وليس نبي الرحمة ، جاء ليبشر بدين الله ، وليس بدين القتل.
جاء في صحيح البخاري - ج 1 - ص 64 :
(( حدثنا سليمان بن حرب قال حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح وان يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعى النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جئ بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم والقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون)).
الم يقل الله سبحانه :
(( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون *وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)). (المائدة:44 - 45 )
ام ان هذا الحكم الشرعي خاص باليهود ، ولهذا طبقه على اليهود كما في الحديث الذي سيرد في السطور القادمة؟ الا ان نهاية الاية كانت عمومية : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) ولا اظن ان النبي (ص) لا يعرف ذلك؟
جاء في صحيح البخاري - ج 6 - ص 175:
(( حدثنا إبراهيم بن سعد عن شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك قال عدا يهودي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جارية فأخذ أوضاحا كانت عليها ورضخ رأسها فأتى بها أهلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في آخر رمق وقد أصمتت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتلك فلان لغير الذي قتلها فأشارت برأسها أن لا قال فقال لرجل آخر غير الذي قتلها فأشارت أن لا فقال ففلان لقاتلها فأشارت ان نعم فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضخ رأسه بن حجرين )).
فاين حكم الله ، واين اخلاق النبي العظيمة ، واين انسانية الانسان في تلك الروايات يا بخاري !!! ؟
***
الوقفة الثانية:
اول نبي مسؤول عن قتل الحيوانات:
((وانك لعلى خلق عظيم))
جاء في صحيح البخاري - ج 4 - ص 98 وما بعدها:
((حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للوزغ الفويسق ولم اسمعه امر بقتله وزعم سعد بن أبي وقاص ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بقتله )).
((حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب ان أم شريك أخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم امرها بقتل الأوزاغ )).
((حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوا ذا الطفيتين فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل )).
((حدثنا يحيى عن هشام قال حدثني أبي عن عائشة قالت امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الأبتر وقال إنه يصيب البصر ويذهب الحبل )).
- لا تعليق!!!سوى ان اقول انها خرافات ليس الا .
***
الوقفة الثالثة:
سحر النبي (ص):
(( حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقال الليث كتب إلى هشام انه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل اليه انه يفعل الشئ وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت ان الله أفتاني فيما فيه شفائي اتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي صلى الله عليه و سلم ثم رجع فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنها روس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا اما انا فقد شفاني الله وخشيت ان يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر )). (77)
(( حدثني عبد الله بن محمد قال سمعت ابن عيينة يقول أول من حدثنا به ابن جريج يقول حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال يا عائشة أعلمت ان الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه اتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر ما بال الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا قال وفيم قال في مشط ومشاقة قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان قالت فأتى النبي صلى الله وسلم البئر حتى استخرجه فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رؤس الشياطين قال فاستخرج قالت فقلت أفلا اي تنشرت فقال اما والله فقد شفاني واكره ان أثير على أحد من الناس شرا)). (78)
(( حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه ليخيل إليه انه يفعل الشئ وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا عائشة ان الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق قال فيما ذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذي أروان قال فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤس الشياطين قلت يا رسول الله أفأخرجته قال لا اما انا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت ان أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت )).
مناقشة الاحاديث:
يعيد البخاري الحديث ثلاث مرات ، الا انه في المرة الاولى يذكر ان ناتج فعل السحر هو (كان يخيل اليه انه يفعل الشئ وما يفعله). والمرة الثانية والثالثة يكون : (حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن) وكلها تعود – في الاسناد - الى ابي هشام عن عائشة، علما ان الكتب التي ناقشت هذا الحديث اكدت على عدم الاخذ به، لان احاديث الاحاد لا يؤخذ بها في العقيدة ، وسحر النبي او عدمه من العقيدة لانه – السحر – له تأثير كبير على ايصال ما يوحى به .
فعل النبي بعد السحر:
1 - كان يخيل اليه انه يفعل الشئ وما يفعله.
2 - حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
من 1 اعلاه ، نستنتج ان ما جاء به النبي (ص) من وحي اثناء فترة سحره لا يؤخذ به ، ولما كنا لا نعرف أي قرآن نزل في تلك الفترة ، فيكون كل القرآن في شك ، وهذا محال ، ذلك ان الله سبحانه هو المسؤول عن جمعه وقرآنه ؛ (( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)). (القيامة : 16 - 19)
ومن 2 اعلاه ، نستنتج انه من الممكن ان يأتي النبي (ص) امرأة اخرى من غير نسائه ، وهذا محال.
او ان السيدة عائشة روت هذا الحديث لانها مرت بفترة زمنية وجدت فيها ان زوجها النبي (ص) لم يقترب منها في الفراش فظنت انه مسحور.(79)
إذن اين الدواء النبوي للسحر كما يذكره البخاري عن ابي هريرة، وهو التمرات السبع؟
لماذا لم يستفد منه النبي (ص)؟
(( حدثنا علي حدثنا مروان أخبرنا هاشم أخبرنا عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اصطبح كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل ، وقال غيره سبع تمرات.
حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا أبو أسامة حدثنا هاشم بن هاشم سمعت عامر بن سعد سمعت سعدا رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر )). (80)
تقول المصادر ان حديث السحر هو من احاديث الاحاد ، وهذا النوع لا يفيد اليقين في العقائد، وفكرة سحر النبي هي من العقيدة(81) .
***
الوقفة الثالثة:
نسيان النبي:
(( حدثنا محمد بن عبيد ابن ميمون أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال رحمه الله لقد اذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا وزاد عباد بن عبد الله عن عائشة تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فسمع صوت عباد يصلى في المسجد فقال يا عائشة أصوت عباد هذا قلت نعم قال اللهم ارحم عبادا )).
مناقشة وتعليق:
جاء في : دراسات في الحديث والمحدثين - هاشم معروف الحسني - ص 256 :
((ونسبة السهو والنسيان إلى النبي ( ص ) من المنكرات عند الإمامية ولم يرد في الكافي ما يشير إلى ذلك ومال إلى جواز السهو عليه محمد بن بابويه المعروف بالصدوق أحد محدثي الامامية ولكنه تعرض لأعنف الهجمات من الامامية في جميع العصور وإذا جاز عليه اللهو والنسيان في صلاته جاز في غيرها حتى في حال تبليغ الأحكام والوحي وغيرهما وإذا كان بهذه الحالة فهل يحصل للناس الجزم والوثوق بما يأتي به بعد أن كان معرضا للسهو وللنسيان ولأن يدخل عليه السحر وينفعل به كغيره من سائر الناس )).
اتسائل : كيف اسقطت تلك الايات وما زال عباد يقرأها؟
وهل كل اية تستنسخ ينساها النبي (ص) ؟
وهل الحق للنبي ان يسقط جراء نفسة أية آية ، وانما كان على الراوي ان يقول ان النبي ذكر ما يشير الى ان الله نسخهن وليس اسقطهن.
اما بالنسبة الى قضية نسيان النبي من عدمه ففيه كتب ودراسات وبحوث عقائدية كثيرة ، لا نريد ان نخوض فيها فالاراء متناقضة.