المرأة في الصحيح
الوقفة الاولى:
افضل النساء:
الحديث الاول:
جاء في صحيح البخاري - ج 4 - ص 137 :
(( حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال أخبرني أبي قال سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة )).
الحديث الثاني:
جاء كذلك في الصحيح - ج 4 - ص 131 :
(( حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة (86)على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
***
مناقشة وتعليق:
ليس بين لفظي خير و كمال فرق دقيق في المعنى ،الم تكن المرأة خيرة بسبب كمالها (ليس هناك شخصا كاملا بالمعنى الحرفي)، والمرأة الكاملة خيرة بحكم هذا الكمال ؟ الا ان القرآن الكريم كان دقيقا في التشخيص و الدلالة ، اذ قال عن مريم : (( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)). (ال عمران :42)
فإذا كانت مريم كاملة وخيرة في الان نفسه ، هذا يعني ان آسية ايضا خيرة ، الا انها لم تذكر في الحديث الاول ، وبنفس الوقت كانت خديجة خيرة ، فهي كاملة ، الا انها لم تذكر في الحديث الثاني .
فيكون عند ذاك، ان النساء الثلاث خيرات كاملات اذا صدق الحديثين ، اما دخول عائشة في الحديث الثاني فأراه زيادة من الرواة او منها ، خاصة تفضيلها كما يفضل الثريد .
وذكرت اغلب المعاجم ان الثريد هو الخبز منقوعا .
قال الشاعر :
بأن الخبز تأدمه بزيت فذاك - أمانة الله - الثريد (87)
قال ابن منظور في لسان العرب - ج 2 - ص 160:
(( قال اللحياني : قال القناني : لا خير في الثريد إذا كان شرثا فرثا ، كأنه فلاقة آجر ، ولم يفسر الشرث ، قال ابن سيده : وعندي أنه الخشن الذي لم يرفق خبزه ، ولا أذيب سمنه ، قال : ولم يفسر الفرث أيضا ، قال : وعندي أنه اتباع ، وقد يكون من قولهم جبل فرث أي ليس ضخم الصخور . والشرث : تفتق النعل المطبقة )).
اما قول ابن الاثير في النهاية في غريب الحديث - ج 1 - ص 209 ، فهو كمن يلوي عنق الزجاجة ، قال:
(( ...( ثرد ) فيه " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " قيل لم يرد عين الثريد ، وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معا ، لأن الثريد لا يكون إلا من لحم غالبا ، والعرب قلما تجد طبيخا ولا سيما بلحم . ويقال الثريد أحد اللحمين ، بل اللذة والقوة إذا كان اللحم نضيجا في المرق أكثر مما يكون في نفس اللحم )).
***
الحديث الثالث:
الا اننا نرى عائشة ترى نفسها اخيّر من اؤلائك النساء ، خاصة خديجة ، كما ينقل البخاري في الحديث المروي عنها ( ج 4 - ص 231):
(( وقال إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال اللهم هالة قالت فغرت فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها )).
فالسيدة عائشة تجد نفسها خيرا (افضل) من خديجة ، ولما كانت خديجة والسيدة مريم بنت عمران سواء في الافضلية ، هذا يعني ان السيدة عائشة تجد نفسها افضل (اخير) من السيدة مريم ، وهذا تناقض وما جاء في القرآن الكريم حول السيدة مريم ، وكان على الشيخ البخاري ان ينتبه لذلك ، اذ ان اغلب الاحاديث عن السيدة عائشة والمروية عنها هي احاديث موضوعة ، وجاءت لاسباب سياسية .(88)
***
الوقفة الثانية:
اهدار كرامة المرأة
على الرغم من ان المسلمين – الان وفي زمن الوحي وما بين التاريخين – لا تعنيهم هذه الافضلية في امور حياتهم العبادية والمعيشية ،ولا في تحديد الحلال والحرام، الا ان مناقشة هذه الموضوعة هنا تأتي بسبب وجود الاحاديث والروايات المتناقضة التي نقلها البخاري في صحيحه(89) ، والتي تبين كم هو التناقض قد اخذ مداه في هذا الذي يقولون عنه صحيحا، فهدرت كرامة المرأة المسلمة ، وضاعت حقوقها بين كلمات ومعاني تلك الاحاديث .
***
الوقفة الثالثة:
النساء حطب جهنم:
* (( حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد هو ابن أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فانى أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان دينا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها )).(90)
* (( حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )).(91)
* (( حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المرأة كالضلع ان أقمتها كسرتها وان استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج )).(92)
(( حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذى جاره واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وان اعوج شئ في الضلع أعلاه فان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء خيرا )).
(( حدثني مالك عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشؤم في المرأة والدار والفرس )).(93)
((حدثنا آدم حدثنا شعبة عن سليمان التيمي قال سمعت أبا عثمان النهدي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ))
(( حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن أبي رجاء عن عمران بن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء )).(94)
تساؤلات:
احاديث كثيرة يذكرها البخاري تهين المرأة وكرامتها ، المرأة هي : الام ، الاخت ، الابنة ، الزوجة ، الحبيبة .
اتساءل : هل في تلك الاحاديث مساواة لها بالرجل (انها ضلع اعوج ، من اكثر اهل النار ، فتنة ، شؤم ، ملعونة من الملائكة ).
وسأترك الاجابة لسماحة المرجع الديني الامام الشيخ حسين المؤيد وهو يجيب عن سؤال لاحد المؤمنين عن المرأة والاحاديث التي احاطتها من كل جانب من قبل الفكر الاسلامي. (95)
***