موقع نهضة الامام الحسين (ع) بنظرة عصرية للشيخ عبدالامير البديري
نرحب بكم زوارنا الاعزاء في موقع نهضةالامام الحسين(ع) بنظرة عصرية فاهلا ومرحبا بكم
موقع نهضة الامام الحسين (ع) بنظرة عصرية للشيخ عبدالامير البديري
نرحب بكم زوارنا الاعزاء في موقع نهضةالامام الحسين(ع) بنظرة عصرية فاهلا ومرحبا بكم
موقع نهضة الامام الحسين (ع) بنظرة عصرية للشيخ عبدالامير البديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


افكار حوارية نقاشية انتقادية
 
الرئيسيةانت الزائر رقمأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» بين النص القرآنى وتفسير المفسرين
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty11/6/2011, 9:14 pm من طرف المدير العام

» المرجعية الدينية بين الرشيدة وغير الرشيدة فى العراق
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty11/6/2011, 9:12 pm من طرف المدير العام

» التشيع العلوى والتشيع الصفوى/الحلقة الأولى
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty11/6/2011, 9:08 pm من طرف المدير العام

» زيارة عاشورا
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty10/25/2011, 2:29 am من طرف المدير العام

» الأديان من صنع البشر
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty10/25/2011, 2:20 am من طرف المدير العام

» جدلية جزئية البسملة في الفاتحة وعدمها
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty10/25/2011, 1:59 am من طرف المدير العام

» تشويه صورة النماذج العليا
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty10/25/2011, 1:54 am من طرف المدير العام

» تحجيم القضية الحسينية
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty10/25/2011, 1:50 am من طرف المدير العام

» العاطفة في عاشوراء
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty10/25/2011, 1:28 am من طرف المدير العام

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 75 بتاريخ 10/13/2024, 9:12 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Emptyما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Emptyما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 I_vote_lcap 

 

 ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


عدد المساهمات : 681
تاريخ التسجيل : 19/05/2011

ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty
مُساهمةموضوع: ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5   ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5 Empty6/11/2011, 12:21 pm

السؤال الخامس: هل كان لبني عقيل دور في قرار الحرب؟


الجواب:, لم يكن لبني عقيل رضوان الله عليهم أيُّ دور في قرار الحرب، ومنشأ هذا الاستفهام هو ما نقله بعض المؤرِّخين من أن الحسين عليه السلام لما بلغه في "زرود" مقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة قال عبد الله بن سليم والمنذر بن المشمعل الأسديان "ننشدك الله يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلاَّ انصرفت مِن مكانك هذا فإنَّه ليس لك بالكوفة ناصر". فقام آل عقيل وقالوا لا نبرح حتى ندرك ثأرنا أو نذوق ما ذاق أخونا، فنظر إليهم الحسين عليه السلام وقال "لا خير في العيش بعد هؤلاء".


هذا الحدث كما توهم البعض هو منشأ القرار باستمرار السير إلى الكوفة بعد أنْ لم يكن مِن مبرِّرٍ لذلك نظرًا لانكشاف خذلان أهل الكوفة للحسين عليه السلام. إلاَّ أنَّه نقول إن هذا الخبر لو ثبت فإنَّه لا يعبِّر عن أن قرار استمرار المسير إلى الكوفة كان لغرض الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل، وذلك يتضح من ملاحظة ما سبق هذا الحدث مِن أحداث ومواقف وملاحظة ما لحقته من أحداث ومواقف.


فالحسين قد بلغه خذلان أهل الكوفة قبل أنْ يبلغه مقتل ابن عقيل ومع ذلك استمرَّ في عزمه على المسير إلى الكوفة، فقد بلغه في "الصفاح" أنَّ قلوب الناس معه وأنَّ سيوفهم مع بني أميَّة، أخبره بذلك الفرزدق ثمَّ أنَّه لمَّا بلغ "ذات عرق" لقيه بشر بن غالب فسأله الإمام عن أهل الكوفة فقال له: "السيوف مع بني أميَّة والقلوب معك" فعلَّق الإمام عليه السلامعلى ذلك بقوله: "صدقت".


ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن محمَّد بن سعيد قال حدَّثنا موسى بن اسماعيل ثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك قال: حدَّثني مَن شافه الحسين قال: "رأيت أخبية مضروبة بفلاة مِن الأرض فقلت لمَن هذه؟ قالوا: هذه لحسين، قال: فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن والدموع تسيل على خدَّيه ولحيته قال: قلت بأبي وأمِّي يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمما أنزلك هذه الفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال: هذه كتب أهل الكوفة إليَّ ولا أراهم إلا قاتلي.


هذه بعض النصوص المؤكدة على أنَّ الحسين عليه السلامقد بلغه خذلان أهل الكوفة أو عدم قدرتهم على مؤازته ورغم ذلك استمرَّ في مسيره إليهم وهو ما يعبِّر عن أن المسير إليهم لم يكن لغرض الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل لأنّه لم يُقتل بعدُ حينذاك، فلا بدَّ إذن مِن البحث عن المبرِّر الحقيقي لاستمرار الحسين عليه السلامفي السير إلى أهل الكوفة رغم معرفته بخذلانهم أو عجزهم عن مؤازرته ومناصرته.


هذا أوّلاً وثانيًا:


إنّ ملاحظة المواقف والمحاورات والخطابات التي ألقاها الإمام الحسين عليه السلامفي طريقه بعد "زرود" وفي كربلاء تؤكّد أنّ مقتل مسلم بن عقيل لم يكن له أيّ دور في قرار الاستمرار في المسير إلى العراق ومواجهة بني أميّة.


فلم يكن مِنْ أثرٍ أو ذكر لهذا الغرض في جميع المحاورات والخطابات التي نقلها المؤرِّخون والرواة فلو كان الانتقام وأخذ الثأر لمسلم هو الدافع للحسين وأهل بيته على مواصلة السير إلى الكوفة أو كان هذا الغرض هو أحد الدوافع لظهر ذلك على لسان الإمام الحسين عليه السلامولو بنحو مقتضب في حين أنّ المؤرِّخين لم ينقلوا لنا شيئًا مِن ذلك في حين أنّهم نقلوا لنا الكثير مِن كلمات الإمام الحسين المعبِّرة عن أهدافه مِن متابعة المسير إلى الكوفة وليس فيها ما يدلّ ولو بنحو الإشارة على أنّ الانتقام لمسلم هو أحد الدوافع.


ولتوثيق ما ذكرناه ننقل لك بعض النصوص الموضِّحة لأهداف النهضة ومتابعة المسير إلى الكوفة.


النصّ الأوّل: ذكر المؤرِّخون أنّ الحسين عليه السلاملمّا التقى بجيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ استقبلهم بعدما سقاهم فحمد الله وأثنى عليه وقال:


"إنّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ وإليكم وإنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم وقدمت بها عليَّ رسلكم أنْ أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام، ولعلّ الله أن يجعلنا بك على الهدى، فإنْ كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئنّ به مِن عهودكم ومواثيقكم وإنْ كنتم لمقدمي كارهين انصرفتُ عنكم إلى المكان الذي جئتُ مِنه إليكم".


ثمَّ أذّن المؤذِّن لصلاة الظهر فصلّى بهم الحسين عليه السلامصلاة الظهر وبعد أنْ فرغ مِن الصلاة قام فيهم خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلموقال:

"أيّها الناس إنّكم إنْ تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل بيت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم


أولى بولاية هذا الأمر مِن هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرين بالجور والعدوان، وإنْ أبيتم إلاّ الكراهية لنا والجهل بحقّنا وكان رأيكم على غير ما أتتني به كتبكم انصرفتُ عنكم".


فقال الحرّ: "ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها"، فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجَيْن مملوءَيْن كتبًا.


فقال الحرّ إنّي لستُ مِن هؤلاء وإنّي أمرتُ أنَّ لا أفارقك إذا التقيت بك حتّى أقدمك الكوفة على ابن زياد. فقال الحسين: "الموت أدنى لك…".


هذا النصّ يكشف لنا عن دوافع المسير إلى الكوفة وعن دوافع النهضة والخروج على بني أميّة.


أمّا دوافع اختيار المصير إلى الكوفة دون غيرها مِن الأمصار فهي دعوة أهل الكوفة له وتأكيدهم له بواسطة رسلهم ورسائلهم أنّهم على استعداد تامّ لمؤازرته والوقوف معه في وجه النظام الأمويّ وأنّه جاء ليعتذر إلى الله عزّ وجلّ بعد تماميّة الحجّة لوجود الناصر حيث أنَّ الإمام مسئول أمام الله عزّ وجلّ عن مقارعة الظلم والفساد والسعي لاجتثاث أصوله عندما يتهيَّأ مَنْ بهم الكفاية لمؤازرته ومناصرته، فهو إنّما جاء لأداء وظيفته الإلهيّة، وهذا هو معنى قوله "معذرة إلى الله عزّ وجلّ".


على أنَّ ثمّة غرض آخر لمجيء الإمام إلى أهل الكوفة وهو الاعتذار للأمّة والتاريخ، إذ لو لم يستجب لدعوات أهل الكوفة وكتبهم لأدانته الأمّة ولاتّهمه التاريخ بالتقاعس عن مسئوليّته الإلهيّة، فحتّى لو كان الحسين معذورًا عند الله عزّ وجلّ إلاّ أنّ الأمّة لن تقبل له عذرًا بعد أنْ تواترتْ عليه الكتب تلحُّ عليه بالنهوض لمواجهة الانحراف الخطير الذي داهم الأمّة نتيجة ما أحدثه النظام الأموي مِن عظائم الأمور، ولأنّه أراد أن يؤكّد لهم مشروعيّة النهوض وضرورته سعى إليهم رغم ما يُدركه مِن واقع حال أهل الكوفة، فلقد أفاد في موضع عندما نصحه عمرو بن لوذان بالرجوع إلى المدينة لأنَّ أهل الكوفة أهل غدر وخيانة قالعليه السلام: "ليس يخفى عليَّ الرأي وأنَّ الله لا يغلب على أمره".


فالحسين رغم معرفته بواقع حالهم ورغم ما بلغه مِن أخبارهم إلاّ أنّه أصرّ على إتمام الحُجّة لنفسه أمام الأمّة والتاريخ، وهذا هو معنى قوله: "إنّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ وإليكم". وبعد أنْ تمّت له الحجّة عليهم أفاد عليه السلام: "إنْ كنتم لمقدمي كارهين انصرفتُ عنكم". وذلك لا يعني الانصراف عن أصل المواجهة لبني أميّة وإنّما يعني استبدال هذا الخيار وهو الانتصار بأهل الكوفة إلى خيار آخر.


وأمّا دوافع النهضة والخروج على بني أميّة فهي السياسة التي اعتمدتها في الأمّة، حيث كانت تعتمد الجور والعدوان وسيلة للهيمنة على رقاب الأمّة ومقدّراتها، وذلك يفرض على الأمّة مسئوليّة السعي مِن أجل القضاء على هذه الطغمة الفاسدة والعابثة بحقوق العباد ومصائرهم.


ثمّ إنّ الإمام عليه السلام في هذا الخطاب يؤكّد أنَّ حقّ الولاية والإمامة ثابت لأهل بيت محمّد صلى الله عليه وآله وسلموإنَّ ذلك يعرف عندما تلتزم الأمّة طريق الاستقامة والتقوى وتتحرّى مواطن الرضوان الإلهي وأنَّ الأمّة عندما تتنكّب هذا الطريق تكون قد انحرفت عن مسار التقوى وتجاهلت حقًّا كان قد جعله الله عزّ وجلّ لأهل هذا البيت الطاهر، فلو كان للأمّة أنْ تعتذر عن تجاهلها لهذا الحقّ بأنّها لم تكن تدرك خطورة ما سيئول إليه الأمر نظرًا لما كان عليه القادة قبل بني أميّة مِن ظاهر الصلاح فإنَّ العذر بعد أنِ استبدّ بنو أميّة بالحكم قد انقطع، والرشد قد أصبح بيِّنًا فلم يبقَ عذر يُعتذر به عن السعي لإعادة الأمور إلى نصابها.


وبهذا الخطاب يكون الحسين عليه السلامقد أوضح دوافع نهضته وأنّها تستهدف التصحيح لمسار الأمّة بالنحو الذي أراده الإسلام وأنَّ على الأمّة أنْ تقف معه في هذا السبيل.


النصّ الثاني: ذكر المؤرّخون أنَّ الإمام الحسين عليه السلامخطب في أصحاب الحرّ في منطقة البيضة فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: "أيّها الناس إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمقال: مَنْ رأى سلطانًا جائرًا مستحلاًّ لحرام الله ناكثًا عهده مخالفًا لسنّة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيِّر عليه بعمل ولا قول كان حقًّا على اله أن يدخله مدخله، ألا وإنَّ هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقّ مَنْ غيّر، وقد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم إنّكم لا تسلموني ولا تخذلوني فإنْ أتممتم عليّ بيعتكم تصيبوا رشدكم فأنا الحسين بن عليّ وابن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم ولكم فيّ أسوة، وإنْ لم تفعلوا ونقضتم عهودكم وخلعتم بيعتي مِن أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم، فالمغرور مَن اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم، ومَن نكث فإنّما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


في هذا الخطاب أوضح الحسين عليه السلامما كان أجمله في خطابه الأوّل وأنَّ خروجه على بني أميّة لم يكن استجابة لدعوات الكوفة وإنّما هو امتثال لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك استشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمثمَّ طبّق الفرضيّة التي جاءت في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمعلى واقع الأمّة، وأفاد بأنّه أجدر الناس بامتثال ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلممِن الأمر بالتصدّي للتغيير.


فإذن هذا هو ما استهدفه الإمام الحسين عليه السلامحين عقد العزم على مواجهة بني أميّة فلم يكن خروجه على بني أميّة استجابة لدعوات أهل الكوفة نعم خيار المصير إلى أهل الكوفة دون غيرهم كان نتيجةً لدعوتهم إيّاه وزعمهم له أنّهم على استعداد لمؤازرته ومناصرته ولهذا قصدهم وألحّ في المسير إليهم لِيُتمَّ لنفسه الحجّة عليهم وليعتذر لنفسه أمام الله عزّ وجلّ وأمام الأمّة والتاريخ، وبعدئذٍ يختطّ لنفسه طريقًا لم يكن سواه سبيلاً لتصحيح مسار الأمّة ألا وهو الاستشهاد.


وبهذا النصّ والذي قبله ونصوص أخرى كثيرة صدرت بعده تُبيِّن دوافع النهضة ودوافع المصير إلى أهل الكوفة، وتلاحظون أنّه ليس فيما بيَّنه الإمام مِن دوافع أيّ أثر أو ذكر كما توهّمه البعض مِن أنَّ منشأ إصراره على المصير إلى أهل الكوفة هو الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل. وحتّى تتوثّق مِن صحّة ما ذكرناه يمكن مراجعة جميع الخطب التي ألقاها الإمام الحسين عليه السلامقبيل يوم العاشر وفي اليوم العاشر ولولا خشية الإطالة لاستعرضناها بكاملها. هذا ثانيًا.


وأمّا ثالثًا: فمِن السفاهة بمكان توهّم هذا الأمر، حيث هو يعبِّر عن الجهل بسموّ نفسيّة الحسين وحصافة عقله والذي هو مورد وفاق بين الأمّة، وإذا كان الأمر كذلك فهل يتعقّل أن يسفك الحسين دمه ودم أولاده وإخوته وبني عمومته ويعرِّض نساءه وبناته لكلّ هذه الصعوبات ثمّ يكون غرضه مِن كلّ ذلك الانتقام لمقتل مسلم بن عقيل، فهل فقد الحسين صوابه أم لم يكن متشرِّعًا وعارفًا بحرمة إلقاء النفس في التهلكة ألم تكن الإخبارات الكثيرة التي بلغته بخذلان أهل الكوفة له أو بعجزهم عن مناصرته كافية ليصدّه عن المصير إليهم لو لم يكن ثمّة هدف سامٍ دفع بالحسين نحو تعريض نفسه وعيالاته للموت، وقد صرّح الحسين أنَّ الأمر لم يكن ليخفى عليه إلاّ أنّه "لم يعتد مَن كان الحقّ نيّته والتقوى سريرته".


ثمّ إنّه وبعد أنْ تبيّن فساد ما توهّمه البعض مِن أنَّ منشأ الإصرار على المسير إلى الكوفة هوالانتقام لمقتل مسلم بن عقيل نرى مِن المناسب الوقوف قليلاً مع النصّ التاريخي الذي كان هو منشأ التوهّم المذكور فنقول:


إنّ الشيء الذي لا ريب فيه هو أنَّ بني عقيل حينما خرجوا مع الحسين عليه السلامإلى الكوفة كانت غايتهم واقعة في صراط الغايات التي مِن أجلها خرج الحسين عليه السلاموإلاّ لما كانوا قد خرجوا معه، فبنو هاشم كانوا كثيرين إلاّ أنّهم لم يخرجوا مع الحسين عليه السلاموتخلّفوا عنه في مكّة والمدينة بعذر وبغير عذر فالذين رحلوا مع الحسين عليه السلاممِن بني هاشم كانوا على يقين بسلامة موقف الحسين فلم يجعلوا لأنفسهم خيارًا في مقابل الخيار الذي اختاره لهم الحسين عليه السلامفهم طوعُ أمره ورهن إشارته.


هكذا كان بنو هاشم وهكذا كان بنو عقيل، وأمّا قيامهم عند سماعهم بمقتل أخيهم وقولهم أنّهم لا يبرحون حتّى يأخذوا بثأره أو يذوقون الموت دون ذلك فهو قد نشأ عن شدّة تأثّرهم بالخبر، فقد كان مفاجئًا بالنسبة لهم ومفجعًا ومهولاً حيث بلغهم أنّ جسده قد رُمي به مِن أعلى القصر ثمّ طافوا به في الأسواق وبعد ذلك احتزَّ بنو أميّة رأسه وبعثوا به إلى الشام.


ولهذا كان وقع الخبر على قلوبهم شديدًا فقد ارتجّت له مشاعرهم وتحرّكت به حميّتهم، وذلك هو الذي أنتج ردّة الفعل الجامحة التي عبّر عنها بنو عقيل بهذه الكلمات، ولم يكن مِن المناسب في مثل هذه اللحظة القاسية سوى تسليتهم والتعبير عن مواساتهم بالنحو الذي يتناسب وحجم الغيظ الذي انتابهم، مِن هنا جاءت كلمات الحسين متناغمة ومستوى الشعور الذي تملّكهم وأفاد "أنّه لا خير في العيش بعد هؤلاء".


فما أفاده الحسين عليه السلامكان لغرض التعبير عن موقع بني عقيل مِن قلبه وأنّهم لحمته وخاصّته، وأنّ دمهم مِن دمه فهو لا يشحّ به عليهم، وبذلك سكنتْ خواطرهم، إذ هم أحوج ما يكون في تلك اللحظة إلى هذه المؤازرة والمشاطرة مِن شيخهم ومصدر عزِّهم.


هذا كلّ ما في الأمر وظلَّ الهدف مِن الخروج على بني أميّة وإلى أهل الكوفة بعد الخبر –بعد خبر مسلم- هو عينه الهدف الذي مِن أجله خرج الحسين عليه السلامإلى العراق ولهذا لا تجد اختلافًا في خطابات الحسين المتصدِّية لبيان أهداف النهضة والمتصدِّية لبيان أهداف المصير إلى العراق، فهي على نسق واحد منذ أنْ خرج مِن مكّة وإلى أنْ وصل كربلاء وهي بمرأى ومسمع مِن بني عقيل فلم يستدرك عليه أحد ليذكِّره بأنَّ واحدًا مِن دوافع المصير إلى الكوفة هو الانتقام لمسلم ممّا يعبِّر عن أنَّ ذلك لم يكن غرضهم فضلاً عن كونه غرضًا للحسين عليه السلامفلم يكن موقفهم حينذاك إلاّ انسياقًا مع مقتضيات العاطفة والشعور بالألم.


ويمكن تأكيد ذلك بنصّ ذكره المؤرِّخون وهو أنَّ الحسين في ليلة العاشر أذن لبني عقيل بالانصراف وقال لهم حسبكم مِن القتل بمسلم، فلم يكن جوابهم أنّنا لا نبرح حتّى ندرك ثارنا أو نذوق الموت دون ذلك بل كان جوابهم معبِّرًا عن انقيادهم لشيخهم وسيِّدهم ولم يكن لقضيّة مسلم أيّ ذكر في كلامهم، وكلّ ما أفادوه هو أنّهم على استعدادٍ للتضحية بأرواحهم وأموالهم وأهليهم وأنّهم يطمحون في أنْ يردوا مورده ثمّ قالوا قبّح الله العيش بعدك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nore.rigala.net
 
ما هو دور بني عقيل في قرار الثورة 5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منطلقات إحياء الثورة الحسينية
» الحركة الحسينية والتأصيل الفقهي لشرعية الثورة.. قراءات ومتابعات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع نهضة الامام الحسين (ع) بنظرة عصرية للشيخ عبدالامير البديري :: المنتدى الاول :: قسم الخطابة المنبرية الحسينية-
انتقل الى: