كريم الخفاجي
يبدو ان العراقيين لن يتخلصوا من سوءات صدام وألاعيبه وأساليبه الملتوية في الحكم ويبدو ان حكامنا الجُدد عرفوا اللعبة واكتشفوا أسـرار نجاح الطاغية المقبور في اطالة حكمه الاسود وقرروا مع انفسهم ان ذلك الديكتاتور المهوس بالسلطة سيظل قدوتهم السيئة وستظل ممارساته الشيطانية سارية المفعول عندهم لانهم امنوا بفاعليتها ونجاحها في كسب الانصار والمؤيدين . وقد سمعنا الكثير عن مكرمات المالكي في سعيه لتثبيت سلطته وحكمه وكان اخرها محاولته الفاضحة لاستمالة قادة الجيش وكسب تأييدهم تحسباً لليوم الاسود وهو يعلم جيداً ان هؤلاء القادة هم البعثيون المرتزقة حاملي انواط الشجاعة وشارات الحزب الذين تعودوا على مكرمات وهبات قائدهم ( الضرورة ) الى حين سقوطه المخزي وعادوا من جديد ليسرقوا حُلم العراقيين في التغيير ويأكلوا ثمرة التضحيات الجسام التي قدمها الاحرار والشرفاء على مذبح الحرية والديمقراطية ، ففي الوقت الذي يشتد فيه صراع الفرقاء على السلطة استغل المالكي منصبه كقائد عام للقوات المسلحة وأمر بمنح مخصصات شهرية أسماها( مخصصات استثنائية ) قدرها مليوني دينار الى الضباط برتبة لواء واربعة ملايين دينار الى من هم برتبة فريق في مؤشر اخر على تمسك المالكي المستميت بالسلطة ومحاولته الاعتماد على الامريكان والضباط البعثيين في حالة فشل مساعيه المحمومة لاعادة توليه المنصب ، فهل تقمص ثوار ومعارضوا الامس شخصية الطاغية المقبور اعجاباً به وبمكارمه المسمومة ؟ وهل حققنا بذلك صورة العراق الجديد الذي حلمنا به ؟ وهل ضحى اصحاب العظام والجماجم في المقابر الجماعية الا ليخلصوا البلاد والعباد من هذه الممارسات الصدامية المكشوفة ؟