نحن كشعب مسالم لم نكن نشكو الخصام ولم نكن نضطرب من الخوف ولا يمشي أحدنا إلى الخلف ان أراد المشي الى الأمام بل كنا ببراءة نجري بانتظام ..
ولكن لم يدم طويلا هذا الانتظام فجيشوا واستعدوا لاقتحامنا وجهزوا كل أساليب الانتقام سواء بإطلاق الرصاص او بسرقة الثروات او بالنصب والاحتيال ..
وها هي الوثائق تلو الوثائق والحجج تلو الحجج ومن أفواههم تصلح للإدانة ومنها قيام وزارة الكهرباء بتوقيع عقود بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية في العراق مع شركات إما وهمية لا وجود لها أو مفلسة !!
بل بلغت بهم الدناءة والاستخفاف بهذا الشعب المغلوب على أمره الى ابعد أساليب الاستحقار والاستهانة لتتواطئ وزارة النفط مع التجار لإدخال الوقود المسرطن إلى العراق ولتحدث العديد من حالات السرطان في صفوف المواطنين الذين يستخدمونه في المولدات والسيارات ! ولم يكتفوا ويقفوا عند هذا الحد بل عمدوا بعد ان وصلوا الى أعلى المناصب الحكومية كوزارة العدل الى تهريب من أوغلوا في دمائنا وأسرفوا في تقتيلنا ليرجع هؤلاء القتلة الى ممارسة دورهم من جديد وكأن شيئا لم يكن ، كما حصل من تهريب للسجناء المجرمين في سجون البصرة سابقا وفي سجن الحلة حاليا !!
ولم نرَ من إجراء سوى إطلاق الكلام تلو الكلام والتصريح بعد التصريح وكأنهم يريدون القول لنا : عليكم بعمل الولائم لشهدائكم وناموا ، وابكوا على مصائبكم واكتفوا !!
وصارت أساليبهم معنا كتزويج صواعق الإصلاح بزلازل الوئام لينوروننا بعدها بسرابيل الظلام ويغسلوا وجوهنا بالسخام ويحموننا بلهيب الحِمام ، يسحبون المسدسات من شرطة المرور ولا يسمحون للسيارات المظللة بالحركة وربما هذا بحد ذاته جيد لكن تتضح هذه المفارقات العجيبة بعد ملاحظة ان رئيس الوزراء في مقابل ذلك يسمح لحزبه وأعضائه بحيازة الأسلحة وتظليل سيارتهم والتحرك بكل حرية !!
وغدونا بعد أن كنا شهودا على صراعاتهم وتكالبهم على المناصب والكراسي وحرقهم للعراق وشعبه بنيران حقدهم وجهلهم وفسادهم ، غدونا موضعا للاتهام ، فهاهم يشنون الهجوم تلو الآخر بعضهم على بعض ليتضح بذلك فسادهم وتتبين حقائقهم لكل واع فطن ، وربما يصح المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد" فها هي صراعاتهم تبين للشعب المسكين حقائقهم المخفية فالمجلس الأعلى يشن هجوما ضد نوري المالكي متهما إياه بمحاولة الانفراد بالسلطة التخبط الأدائي والسياسي وأن حكومته فاشلة بكل المقاييس وأنه على مدى ست سنوات من حكمه في رئاسة الوزراء كانت قراراته عشوائية وارتجالية ومتخبطة وحتى القانون حاول تسخيره لنفسه وحزبه ، بل ان تجاوزه على القانون واضح أيضا وهذا ما بينته كتلة كفاءات حين قال حيدر الياسري أنها ستنسحب في حال أستمر توزيع الدرجات الوظيفية بشكل غير قانوني على الكتل السياسية مثل التيار الصدري والمجلس الأعلى وتيار الإصلاح لترضيتها وكسب بعض المواقف السياسية ..
ومن الجانب الدولي فالمفارقات اغرب وأعجب فالموقف الحكومي العراقي كان كثيرا ما يتهم سورية بدعمها الإرهاب في العراق ولكن هذه النبرة تغيرت اليوم لتتحول إلى الوقوف والمساندة لحكومة سورية سياسيا واقتصاديا فدور إيران في ذلك واضح كما يصرح بعض النواب العراقيين بقولهم أن طهران نصحت بغداد باتخاذ جملة إجراءات من شأنها تسخير الإمكانيات العراقية لدعم الحكم السوري حيث أبلغت قادة التحالف الوطني الذي يقود الحكومة بتوفير الدعم المالي لدمشق بالإفادة من الاتفاقيات الأخيرة المبرمة بين البلدين وطهران لتوفير عشرة بلايين دولار تدفع لسورية لتجاوز أزمتها الحالية !!
وكأن إيران ، بل بالتأكيد لا تهتم بما يعانيه العراقيون جراء سياستها وتصرفات أتباعها فلم يكفيها ان تقوم بعض الرموز الدينية كمرجعية السيستاني بإرسال الأموال كحقوق شرعية إلى إيران وإقامة المؤسسات الخيرية وبناء المراكز الخدمية والمستشفيات كما ينقل ذلك الموقع الرسمي للمرجعية والعراقيون يعانون من نقص مثل هذه الخدمات ليصل الأمر إلى ان تفرض ايران على المتسيسين العراقيين الخاضعين والمدعومين إيرانيا ومرجعيا دفع أموال الشعب العراقي الى سورية ، هؤلاء الذين يظهرون عجزهم عن توفير ابسط الخدمات للشعب العراقي ومنها الكهرباء لكنهم على أهبة الاستعداد لتقديم أصعب واكبر الخدمات لغير العراقيين بماذا يمكن أن تفسر حقيقتهم ؟؟!!
حسام صفاء الذهبي