يتبادر الى ذهني بين الحين والآخر اسئلة كثيرة متعلقة بقدسية رجال الدين الذين يطلق عليهم بـ(الملالي) ان هؤلاء يهربون من الاسئلة العديدة التي توجه لهم دون ان نجد الجواب الشافي لديهم، ويظهرون الزهد بهذه الامور، مدعين ان واجبهم الشرعي هو توجيه الناس فقط، ولكن اذا كان كذلك لماذا يستحوذون على ايرادات المراقد المقدسة ويدعمون سياسيين فاسدين في حكومة المالكي، اذن ماالفرق بين المبادئ والمصالح؟. وهل من الممكن أن تبقى المصالح تستعين بالمقدس لتثبيت استمراريتها وديموميتها. حتى لو كان هذا على حساب المقدس وتحريفه وإخراجه عن مساره؟. وهل تبقى المبادئ رياحها ساكنة ومن يسير على هداها منبوذ ويوصم بالتطرف والبعثية وأحيانا بالوهابية بينما المصالح تبني بناءها على حساب إنسانية الإنسان وعلى حساب الوطن والدين ولا توصم بالتطرف. وهل أن القائم على سدانة المقدس مقدس أيضاً؟. وهل أن المتحدث بشعارات تشير الى المقدس يكتسب قدسية ما؟. وهل أن الساكن قرب المكان المقدس مقدس أيضاً؟. والمجال مفتوح للمزيد من الأسئلة. مع العلم أن الظروف التي مرّ بها الوعي العراقي قد سمحت له بطرح الأسئلة وتقييم من كان يهتم بشؤونه ويضحي من أجله وما عاد يمنح القدسية لكل من هب ودب. ما يهمني أن أشير إليه في هذه المقدمة هم وكلاء السيستاني الذين اتخذوا من مراقد الأئمة عليهم السلام والمساجد والحسينيات قلاعا حصينة ومحميات أمينة وانطلقوا منها لإنشاء المؤسسات والإمبراطوريات حتى أصبحت مؤسساتهم دولا داخل الدولة فلا يهددهم خوف أو وجل لأنهم باختصار قد آووا إلى كهف المقدس فلا ينهاهم ناه او يستنكرهم مستنكر ..
حتى لو جاؤوا بكل الآثام والموبقات وقدموا مصالحهم على مصالح العباد ومن هنا كانت رياحهم متحركة والناس تنفخ فيها فتبرر لهم وهم صامتون وتذب عنهم وهم قاعدون وترفعهم بآلة الخنوع والذل إلى العلى وهم جاثمون .. فقد استغلت تلك الجهات هذه العوامل لتدفع بالناس إلى المجهول في سبيل مصالحها وتؤسس للخراب والدمار وثقافة الذل والرضا بالحياة الفاسدة ..
فوكلاء المرجعية وعلى رأسهم عبد المهدي الكربلائي دفعوا الناس إلى انتخاب المفسدين والسراق والقتلة والعملاء ونتيجة لتصريحاته ودعواته عبر منبر الجمعة وبذرائع واهية منها على سبيل المثال لا الحصر نصرة المذهب والخوف من عودة البعثيين لأنهم سيمنعون الزيارة والمشي إلى كربلاء وبذلك استطاع هذا المنحرف أن يؤجج في الناس جرعات الطائفية ويدفعها إلى انتخاب تلك الشراذم الفاسدة مستغلا وجوده في المكان المقدس الذي اشرنا إليه ولم يرعى حرمة لهذا المكان وهو يدفع بالناس إلى أمر دبر بليل كما يقال ..
واليوم يحاول الكربلائي التنصل مما حدث والالتفاف بكل جرأة وصلف على ما صنعه هو ومرجعه عندما أوصلوا اللصوص والفاسدين إلى سدة الحكم وذلك عبر تصريحات خاوية ومخادعة تنتقد الحكومة وعملها في محاولة بائسة منهم لغسل العار الذي لحق بهم والفضيحة التي أطبقت نتانتها الافاق وكأنهم ليسوا هم بالأمس من كانوا أبواقا تنفخ في بالونات الفاسدين والطائفيين .. اليوم يحاول وكلاء السيستاني استدراك الموقف والالتفاف على الناس السذج وخداعهم .. نعم انتم من أوصل الفاسدين والطامعين والخونة وانتم كنتم السبب في دمار العراق وانهيار منظوماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتبريراتكم وانتقاداتكم للحكومة التي تلقونها الآن من على منابر الجمعة لا تعفيكم عن دوركم المشبوه فانتم أصحاب مصالح لا مبادئ .. ليس لديكم أي مبدأ فمن يستغل المقدسات لتحقيق مآربه الدنيئة هو حقا لا يؤتمن ولا يحترم ولا يؤمن شره ومكره وخيانته ..
*صحفي عراقي