قال تعالى:﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾. صدق الله العظيم
لا شك أن ما جاء به المدعوان ياسر الحبيب ومجتبى الشيرازي من استدلالات تاريخية ظالمة بحق بعض الرموز التاريخية والدينية للأمة الإسلامية ، لا يمثل بأي شكل ووجه ما تقول به الطائفة الشيعية الكريمة منذ القدم، فبرغم من أن فقهاء وعلماء ومؤرخي الشيعة لديهم مواقف واضحة وصريحة من الشخصيات الإسلامية التي عاشت في عصر النبوة ، لا ينكرونها ولا يخجلون من ذكرها والتصريح بها ، لأنها مبني على أسس علمية رصينة ، متوافقة مع النصوص الشرعية المحكمة والأحداث التاريخية المجمع على صحتها والمثبتة في كافة أسفار التاريخ العربي والإسلامي ، إلا إنها لا يتجاوز في كل الأحوال والأوضاع حدود النقد الموضوعي لهذه الشخصيات ، دون أدنى تهميش لأهميتها التاريخية والدينية ، أو إنكار انتمائها لملة الإسلام وأمة المسلمين ، وهذا ما ينطبق دون شك أو ريب على أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر ووالدها الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه، والخليفة الثاني عمر بن الخطاب .
قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
إننا نناشد علماء ومرجعيات الطائفة الشيعية وخطباء الجمعة والجماعة والمشايخ الكرام أن يبينوا لأبناء الشيعة حقيقة إجماع الطائفة على أن كافة زوجات النبي عفيفات طاهرات وان أصحابه مسلمون صادقون في إسلامهم .
قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾.
ونتمنى من إخواننا فقهاء وعلماء وعامة أهل السنة والجماعة أن يتأكدوا أن ما جاء به هذين المدعوين ليس سوى أراء ميتة وأقوال مقبورة لم يقل بها احد من الشيعة ، وإنهما لا يشكلان في الشيعة لا رسما ولا معنى ، ولا وزن لهما ولا ثقل، فلا يحملوا بهما إخوانهم الشيعة على محمل جد أو هزل ، وأنهما لو كانا من الراشدين لما تركا بلادهما وفرا إلى تلك البلاد البعيدة ، ليمارسا فيها انحرافاتهما واسائاتهما بحق المسلمين ورموزهم الكريمة ، ومن المعروف أن المدعو مجتبى الشيرازي قد كفر من قبل العديد من علماء وفقهاء الشيعة أمثال الإمام الخميني والسيد محمد حسين فضل الله، والسيد حسن نصر الله ( أمين عام حزب الله ) ووصف الحبيب بعض المشايخ الأجلاء بالسامرية ، فليس بمستغرب منهما وهما في مأمنهما البعيد أن يفتريا على أم المؤمنين وغيرها من مفاخر الإسلام وعصر النبوة .
إن ما يقوم به هذين الشخصين ليس سوى إشاعة للفتن المذهبية والحقد الأعمى ما بين المسلمين ، وإننا ندعو علماء الأمة الكرام ، من الشيعة والسنة ، بعدم الاكتراث لمثلهما ومواصلة الجهود الحثيثة لتوحيد صفوف أبناء الإسلام ليكونوا أعزة وأقوياء كما كانوا أيام نبيهم الخاتم محمد .
هذا وبالله الهداية وبه نستعين وهو خير معين والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته.
11/6/2011, 9:14 pm من طرف 
