عدي فاضل شفيق
انقضت المئة يوم التي حددها دولة الرئيس وبدأت معها توجسات البعض مما سيحصل بعدها وهل ستنقلب الطاولة على دولة الرئيس ومن معه أم إن الحال سيبقى على ماهو عليه قبل المئة يوم؟؟؟
ورغم يأس الكثيرين وأنا منهم بان المهلة 100 يوم لاتقدم ولا تؤخر بشيء وقناعة الكثيرين وأنا منهم أيضا لو منحت 1000 يوم بدل ال 100 يوم فلن يكون هنالك تقدم على ارض الواقع إلا أن دولة الرئيس ومن معه مصرّين على السير قدما في تحقيق أجنداتهم الخاصة منها والعامة ولا نعرف أين يسير العراق والى أين سيصل وسط هكذا حكومات لا تخطط لما هو ابعد من خطوات أقدامها.
واستهل دولة الرئيس قرب انتهاء المهلة التي حددها لنفسه بإصدار أوامره بان تكون جلسات مجلس الوزراء علنية وتنقل بشكل مباشر إلى عامة الناس من خلال قناته العراقية وياليته لم يفعل ذلك وأبقى الحال على ماكان عليه في السابق لان خطوته هذه ذكرتنا بالحكمة التي تقول ((لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا)) فبدأنا نرى بان السادة الوزراء قبل أن يشرعوا باستعراض بطولاتهم خلال المئة يوم وما حققوه على الورق نراهم يفتتحون كلماتهم بعبارات التمجيد لحكمة القائد الملهم وصواب رأيه بتحديد هذه المهلة وحنكته في اتخاذ مثل هكذا قرارات والى آخر الديباجة المعروفة والتي كان صدام يتعامل بها في كل اجتماع من اجتماعاته عندما كان على راس النظام آنذاك، ولا نعرف هل إن سحر كرسي السلطة يجعل من شخصية قائده أن يتقبل هكذا نفاق ورياء ممن يضمرون بدواخلهم غير ما يظهرون؟؟، ولا نعرف أيضا لماذا لم يوجههم دولة الرئيس بالابتعاد عن هكذا أساليب لا تجدي نفعا أمام أطنان من ملفات المشاكل التي تحتاج إلى استثمار كل ثانية لأجل دراستها ووضع الحلول المناسبة لها من قبل هؤلاء المدّاحين.
وهنا سؤال يفرض نفسه .. ماذا جنينا من صدام ومن كان يتملق له وينافق القول في مجالسه حتى نقتنع بأننا سنجني من هؤلاء غير ما جنيناه ممن سبقهم؟؟؟؟ لقد تيقنّا بان هؤلاء لا يختلفون عن سابقيهم بشيء لان النموذجين يبحثان عن منافعهم الشخصية وهي البقاء في مناصبهم أطول فترة ممكنة ولاهم لهم سوى ذلك وليذهب العراق وشعبه إلى الحجيم ماداموا باقين في السلطة كل حسب موقعه وعلى رأسهم دولة الرئيس.
لقد كنا نتابع اجتماعات صدام ونحن مقتنعين بدواخلنا بان 90% مما يتحدثون به ليس له علاقة بأرض الواقع لان هذه الاجتماعات كانت عبارة عن منابر لامتداح راس النظام وتقديم البهلوانيات أمامه لنيل رضاه وبالتالي البقاء ضمن دائرته المفضلة، واليوم نرى اجتماعات دولة الرئيس لا تختلف عن تلك الاجتماعات بشيء لان ما قدمه المجتمعون لا يعكس واقع الحال أبدا والأرقام الفلكية التي تلاها المجتمعون عن إنجازاتهم خلال ال 100 يوم كل حسب دوره لاتعدوا أرقاما مطبوعة ومتحققة على الورق فقط.
يالبئس هكذا حكومات وهكذا قادة ويالبئس هكذا شعب يرتضي لنفسه بان تحكمه شله من اللصوص والجهلة والسراق.
ومااشبه اليوم بالبارحه !!!!