عاشت المرجعية في العراق بشكل خاص قرابة 80 عام عدا فترة الصدريين الشهيدين الاول والثاني متقوقعة على نفسها خلف ابواب البرانيات بعيدا عن القواعد الشعبية الفقيرة التي تنظر للمرجعية بانها خليفة الله في الارضوكان وصول المرجعيات الساكتة او الحسبية او الكلاسيكية مشروط دائما بعدم التدخل بالسياسة لانها لاتؤمن اصلا بالولاية العامة او ولاية الفقيه كما حصل مع مرجعية محسن الحكيم ومرجعية الخوئي التي وصلت لقيادة المرجعية بتوافق ورضا الانظمة الحاكمة بالعراق انذاك وبعض دول الجوار متمثلة بشاه ايران واستمرت هذه المرجعيات بمهادنة السلطة في فترة تاريخية صعبة مرت على العراق وشعبه دون ان تنبس ببنت شفة ضد كل المعانات التي مر بها الشعب العراقي المظلوم وتركت المسؤلية الشرعية والدينية في سبيل الدنيا والتسيد في الحوزة وانقضت هذه المرجعية وبمشاركة نضام البعث المقبور على مرجعية الشهيدين الصدرين الاول والثاني الذين مثلا ويمثلان المرجعية الصالحة الهادية الحركيةالفاعلة في اوساط القواعد الشعبيةوكان لها دور سياسي بارز كونها تؤمن بولاية الفقيه وقيادة المجتمع الا ان انقضاض مرجعية الاستخارة والخمس على المشروعين الجهاديين ادى الىانحسار المشروعين وخلو الساحةلمرجعية ساكتة اخرى مترددة ملتحفة بعباءة الاحتلال ومؤيدة لسياسة فرق تسد للسياسيين الجدد الا وهي مرجعية السيستاني التقليدية وجاءت لنا بفكر جديد وهو دخول عالم السياسة ولاضواء من باب الديمقراطية الامريكية في فترة احتلال للارض والماء والسماء واعطت الدعم اللازم للمحتل واعوانه السياسيين المغتربين للسيطرة على مقدرات الامة ودمار الاخضر واليابس بنفس الوقت والمعروف عن السيستاني بالوسط الحوزوي انزواءه عن الاجواء الحوزوية والاجتماعية وسكوته الذي ضاقت به الدنيا فكيف يكون هكذا شخص قائدا ومرجعا للامة والتي عانت طوال 8 سنوات شتى انواع العذاب والحرمان والتزييف والتدليس والسرقة والتزوير وكان هو دائما مع قرار الحكومة ورضى المحتل فتراه يحث على انتخاب السراق ويؤيد الفدرالية ويسكت عن تجاوز الاحتلال على الحرمات ويفتي بعدم التظاهر والمطابة بالحقوق ويسكت عن تاييد الجموع المطالبة بالحريات والخدمات ويجند اتباعه وبمشاركة المحتل لمطاردة المرجعيات العراقية الاصيلة التي نشات وترعرت في فكر المرجعية الحركية المجاهدة الناطقة لناخذ قول لمرجع عراقي معاصر مغيب ومطارد في هذا الشان بعد التوكل على العلي القدير أقول
ما يسمى بالحوزة الساكتة والحوزة الناطقة او ما يسمى بالحوزة الصادقة والحوزة الانتهازية الكاذبة او ما يسمى بالحوزة الكلاسيكية والحوزة الحركية المتفاعلة الفاعلة او ما يسمى بالحوزة الحسبية حوزة الولاية المالية الحسبية وحوزة الولاية العامة ..وغيرها من تسميات تصنف فيها الحوزة الى صنفين ، ومدى تأثيرها على المجتمع النجفي بل في المجتمع الكوفي العراقي وكل المجتمع العراقي وكل المجتمعات الإنسانية ..ومدى تاثر المجتمع بها وانقياده لها واتّباعها . وبالتاكيد سينصرف ذهن القاريء الى النجف والكوفة لانها مورد السؤال ولانها اول واهم مركز ديني وعلمي عبر التاريخ وستبقى مركز الاستقطاب الى اخر الزمان ..، ومن الواضح انه لمركزية النجف العلمية والدينية والاجتماعية فان ما يقال فيها يصح ويصلح للتعميم الى باقي الاماكن والمجتمعات ..، فيرد في بالي العديد من الامور اذكر بعضها في نقاط :
1- أن المصلحين من انبياء وائمة واولياء صالحين على مر التاريخ (إلا النادر جدا جدا) لا يتهيأ لهم التطبيق و المصداق الخارجي على أرض الواقع من سلطة و حكم و أوامر و نواهي نافذة و فاعلة بقوة دولة ومؤسساتها ...و حتى النادر فهو كذلك لم يتحقق له ذلك إلا في بقعة محددة من الأرض و في فترة زمنية ليست كافية إضافة إلى تزامن سلطانهم و دولتهم إلى وجود الكثير من الأعداء و التحديات و الأخطار التي أخذت الكثير من الوقت و الجهد لمواجهتها و لا يخفى عليكم الشاهد فيما تحقق مثلا في عصر الانبياء يوسف وسليمان عليهما السلام ودولة الحق و سلطة الشرع المقدس في عصر النبي المصطفى الخاتم (صلوات الله و سلامه عليه وعلى اله ) و كذلك دولة و سلطة الحق في عصر أمير المؤمنين و الإمام الحسن (عليهما و آلهما الصلاة و السلام).
2- إذن فالمرجع و القائد المصلح عادة ما يكون وحيدا أو مستضعفا قليل الأتباع لا يتهيأ له تأسيس و قيادة دولة وحكومة إلهية حقة و هذا يستلزم او يعني أن المتصدي و الحاكم والسلطان عادة يكون من أهل الضلالة و الباطل و هذا ما يثبته ويؤكده الواقع والتاريخ على طول الزمان ... و هذا الكلام كما أشرنا هو بلحاظ المصداق و التطبيق في الخارج على الأرض ،فالقائد المصلح عادة لا تتهيأ له السلطة و الحكم الفعلي لكي يطبق و ينفذ نظريته الإصلاحية بنفسه و بشخصه.
3- أما بلحاظ النظرية والفكرة فإن النظرية و المنهج النظري الإصلاحي دائما تكون له الغلبة و السطوة و العلو و يمثله ويشمله قانون (ظهر الحق أو الحق يعلو أو القول الثابت) و يكون الطرف المقابل في ذل وخنوع وخسران ويمثله ويشمله قانون (فبهت الذي كفر او زهق الباطل).
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم : 27]... {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء : 81]...{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ : 49))