من خلال وحوارنا وحديثنا المطول مع بعض السادة المسؤولين الافاضل ذوي النهج والمشروع الوطني الحقيقي غير المزيف بتبرج المنصب والسلطة والاستحواذ على الغنائم، ومثلما يلهث وراءه الجميع اليوم ولانهم بحق الجنود المجهولين الذين يكشفون لنا ومن خلالنا وبدورنا ننقله للراي العام المغيب عن حقائق واسرار وخفايا ما يحدث في الدهاليز المظلمة السرية لـ (حكومة طغمة نادي التعري الطائفية السياسية) في المنطقة الخضراء والتي افلست سريعا من كل شيء يستر عورتها السياسية الطائفية، ولان هؤلاء السادة المسؤولين يخاطرون بحياتهم دائما لغرض نقل المعلومة الصحفية الحقيقية الموثقة لكشفها على الناس اجمعين .
فقد تكشفت لنا حقائق كانت خافية خلال الايام الماضية، وذلك من خلال حوارنا وحديثنا حول حقيقة وابعاد الزيارة التي قام بها النائب الاول للرئيس الايراني ( محمد رضا رحيمي ) الاسبوع الماضي للعراق المحتل ومعه وفد ضخم جدا غير مسبوق ولاول مرة ضمن شخصيات : اقتصادية وسياسية ومخابراتية واجتماعية ودينية وثقافية تجاوز عددهم المائتان وتسعة اشخاص (209) وتبين لنا بعد ذلك ان حقيقة ضخامة الوفود الايراني ـ غير المرغوب فيه طبعا من قبل المواطنين الشرفاء الوطنيين العراقيين ـ كان امر مقصود ومرتب له من قبل الحكومة الايرانية والحرس الثوري، وذلك لارسال رسالة واضحة الى الامريكان مفادها ان مصالحنا الاستراتيجية في العراق امر مضمون لنا ومفروغ منه، وباستطاعتنا تغير قواعد ومعادلة اللعبة السياسية والاقتصادية والطائفية المذهبية التي في ايدينا في اي وقت نشاء ونريد ؟!.
وهذا ما تكشفه حجم التبادلات التجارية من طرف واحد ـ الايراني ـ وحجم الاموال المليارية التي تدفع من اجل استيراد الغاز والمشتقات النفطية اضافة الى جعل العراق مجرد مكب للنفايات لجميع السلع والبضائع الايرانية الرديئة والمواد الغذائية والادوية الفاسدة منتهية الصلاحية ؟!!.
* الاجتماع السري الايراني الامريكي الاسرائيلي :
تقريبا في منتصف الاسبوع من نهاية شهر حزيران 2011 تم اجتماع ولقاء سري بعيدا عن وسائل الاعلام في احدى المجمعات الخاصة بمنتجع صلاح الدين السياحي بمحافظة اربيل، وقد حضر هذا الاجتماع وفود كان على راسها كل من :
• السفير الامريكي في المنطقة الخضراء ( جيمس جفري ) .
• مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون الشرق الاوسط ( محمد رضا رؤوف شيباني ) .
• ممثل عن وزارة الخارجية الاسرائيلية وجهاز الموساد وهم رؤساء مكاتبها في كل من المنطقة الخضراء ببغداد ومحافظة اربيل والسيلمانية .
وقدم رئيس الوفد الايراني وبصفة رسمية طلباتهم وتعهداتهم الى الجانب الامريكي تتضمن منها الاتي :
التعهدات :
1 : موافقتهم على تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق والعمل مع حلفائهم في حكومة نوري المالكي بوجوب امر قبول تمديد وبقاء قواتهم في العراق وعدم اعتراضهم على الفترة الزمنية التي يتم تحديدها بين حكومة (نوري المالكي) والامريكان .
2 : التعهد بمنع كافة الميليشيات والجماعات والفصائل المسلحة التابعين لنا بعدم التعرض او استهداف جميع الوحدات العسكرية والقواعد والافراد الامريكان في العراق والقوات العسكرية المتحالفة المتبقية معها والعمل على ضمان سلامتهم .
3 : التعهد بالقيام بالتاثير المباشر وغير المباشر على المتبقي من قيادات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعدم التعرض لكم ومحاولة اقناعهم وزجهم في مشروع المصالحة الوطنية بين الحكومة وهذه التنظيمات والعمل على تخليها عن السلاح بصورة نهائية .
4 : سوف تقوم الحكومة الايرانية بالعمل الجاد والتاثير المباشر على حلفائها في حماس وجميع الفصائل المسلحة الفلسطينية الاخرى على العمل بسرعة وبتنسيق مباشر على اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي المحتجز لديها " جلعاد شاليط " وكذلك عدم استهداف المستوطنات الاسرائيلية بالصورايخ .
5 : العمل سوية ومن خلال لجان مشتركة في سبيل تامين وحماية كافة المصالح الاقتصادية والاستراتيجية والاستثمارات بالنسبة لجميع للشركات الامريكية والغربية النفطية والتجارية العاملة في العراق .
الطلبات :
1 : وقف فوري لكافة اشكال الدعم الامريكي والغربي لتغير نظام الحكم في سوريا .
2 : ابعاد التهم عن (حزب الله) اللبناني وبعض عناصره التي وردت اسمائهم من لائحة الاتهام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري .
3 : تخفيف كافة اشكال وانواع الحصار وبالتدرج والغائه نهائيا في الاخير عن ايران .
4: السماح لكافة الشركات النفطية والغاز العالمية بالاستثمار في جميع الاراضي الايرانية .
5 : يجب بقاء الاولية السياسية وخصوصا الاقتصادية في جميع انشطة السوق العراقية كما هو حاصل منذ ثمانية سنوات ولغاية الان، وان تبقى الاولية الاقتصادية لكافة ومختلف للشركات الايرانية دائما في العراق وان لا يتم الاعتراض من قبل الامريكان على حجم وقيمة التبادل التجاري الاستيراد والتصدير او حتى الاعتراض عن التوسع في عمل كافة مختلف الشركات الايرانية في العراق وخصوصا في مجال النفط والغاز .
بعد الانتهاء من هذا الاجتماع السري بين هؤلاء لتقسيم الكعكة العراقية على حساب جماجم ودماء الشعب العراقي فيما بينهم، والذي استغرق عدة ساعات تخللتها وقفات من الاستراحة القصيرة، طلب السفير الامريكي من نظيره الايراني ووعده بارسال طلباته الى الحكومة الامريكية لمناقشتها مع حليفهم الاسرائيلي والرد عليها بعد ذلك .
ولكن معلوماتنا الصحفية المؤكدة تذكر لنا كذلك من جانب اخر في قراءتنا لهذا الواقع بان : " القوات العسكرية الامريكية سوف تبقى قواتها وتجهيزاتها كاملة في القواعد الموجودة في المناطق المتنازع عليها حتى ولو لم يتم تمديد من قبل حكومة (نوري المالكي) وذلك بسبب بسيط لان رئيس اقليم المحافظات الشمالية "السليمانية اربيل ودهوك " (مسعود البرزاني) تعهد بطلب رسمي بوجوب بقاء قواتهم في هذه المناطق ومحافظات ما يسمى بـ ( اقليم كردستنان ) .
المضحك في هذا الموضوع ان السفير الامريكي على تعليقه ومناقشته على بعض الطلبات الايرانية الاقتصادية رد عليه رئيس الوفد الايراني (شيباني) بان : " معظم من في حكومة (نوري المالكي) حاليا هم طوع امرنا ولا يستطيعون رفض اي امر او طلب لنا، وانهم في المستقبل اذا خانتهم الظروف السياسية سوف يتركون العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا جثة هامدة لا حياة فيها، لانهم امنوا مستقبلهم المادي لعقود طويلة قادمة، وان ايران سوف تكون ملاذهم الاخير وبانتظارهم واحتضانهم مجددا مثلما كانوا في السابق واكثر .
ولكن تبين لنا بعد ذلك ان بعض الطلبات الايرانية تم رفضها وبشدة من قبل الحكومة الامريكية وقد جاء الرد على سلسان وزير الدفاع ( ليون بانيتا) بعد زيارته الحالية المفاجئة للعراق بقوله الصريح والواضح امام عدد من وسائل الاعلام الامريكية والغربية وجنوده ومستندا كذلك على حقيقة ما قاله الايرانيين في الاجتماع السري والتي اخذها راس مال واعتراف ضمني من قبلهم بقوله : " بان الجيش الامريكي يخوض مجددا معركة ضد الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران ، وذلك بعد عام من وقف عملياته القتالية في العراق ". وصرح ( بانيتا ) في حديث امام عشرات الجنود في معسكر فيكتوري قرب مطار بغداد الدولي : "علينا ان نتحرك بشكل احادي ضد تهديدات المجموعات الشيعية، واننا نقوم بذلك " . واضاف :" نحن قلقون جدا حيال موضوع ايران والاسلحة التي يقدمها هذا البلد للمتطرفين في العراق، لقد خسرنا جراء ذلك عددا كبيرا من الامريكيين، ولا يمكننا ان نسمح باستمرار ذلك " .
سوف تبقى شعرة معاوية بين الامريكان والايرانيين قائمة، ويحتفظ بها كلا الجانبين، بل يعملون سوية على عدم انقطاعها نهائيا فيما بينهم ؟!.
(نوري المالكي) شخصيا متخوف وقلق جدا من الانسحاب الامريكي الكامل من العراق، لانه يعتبر بمثابة بداية النهاية له ولكرسي الحكم الذي يريد الاحتفاظ به له ولحزبه لعقود قادمة وذلك يعمل عليه منذ مدة، والتيار الصدري متربص به ويريد ان يستغل اي فرصة سانحة له للقفز على كرسي الحكم لانه يعتبر نفسه احق بالحكم من الذين اتوا من الخارج مع الدبابات الامريكية .
واختم اخيرا بحقيقة تبين وضعية هؤلاء (سياسيين الغفلة) الذين يقولون اننا اصحاب سيادة ؟!!+! بان هذا الاجتماع لم يسمح بحضوره حتى من جانب قيادات (البرازنية) او (الطالبانية) وانما كان اجتماع خاص ومغلق لم يسمح للتشاور مع اي شخص حتى من قبل الحكومة في المنطقة الخضراء .
وزير الدفاع الامريكي ومسعود برزاني