ذكرت مصادر مقربة من حزب الدعوة الإسلامية لوكالة أنباء شط العرب بأن الحزب قرر في إجتماعه الأخير إرجاع كوادره الى مرجعية آية الله السيد محمود الشاهرودي عقب وفاة السيد محمد حسين فضل الله مرجع الحزب الفقيد .
وقال المصدر أن حزب الدعوة و من خلال مشاورات كثيفة و سرية قرر إرجاع كوادره الى الشاهرودي ، مرجحا مرجعيته على غيره لعدة أسباب سياسية و داخلية أهمها :
- عدم تمكن الحزب من تنسيق وضعه الديني مع المرجعيات المصنفة حزبيا بالتقليدية لأسباب تاريخية و موضوعية بالنسبة للحزب الذي يعتبر نفسه منسجما مع أفكار مرجعه الفقيد السيد محمد حسين فضل الله .
- عدم تمكن الحزب من تبني مرجعية ولي الفقيه في إيران لأسباب و ظروف عراقية ، و إمكانية تقديم الشاهرودي كشخصية ذات جذور عراقية و إيرانية سياسيا و دينيا و بذلك إرضاء الجانبين الإيراني و العراقي على نسق موحد حيث شغل و يشغل الشاهرودي عدة مناصب تربطه بالمرشد الإيراني علي خامنئي مباشرة منها منصب رئيس مجلس القضاء الإيراني سابقا و هو يمثل ثالث منصب في الهرم السياسي الإيراني من حيث القوة و يتم إختياره من قبل المرشد و أيضا عضو في مجلس الخبراء و تشخيص مصلحة النظام حاليا ، و من جهة أخرى شهرة الشاهرودي من حيث إنتمائه لحزب الدعوة سابقا و ملازمته دروس الشهيد الصدر الاول .
الحظوة بدعم الشاهرودي سياسيا في داخل إيران حيث انه من المعروف بأن الأخير بذل جهود كبيرة لإقناع السلطات الإيرانية في دعم المالكي لرئاسة الوزراء و أيضا جهوده في إقناع مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري و تلميذ الشاهرودي في مدينة قم الإيرانية بقبول دعم ترشيح رئيس حزب الدعوة نوري المالكي لرئاسة الحكومة مرة ثانية في مقابل الحصول على عدة وزارات ساعده الشاهرودي لإنتزاعها من المالكي في صفقة سياسية سرية أفضت الى عملية تشكيل الحكومة عقب 8 أشهر من المفاوضات المعقدة .و ضمان إستمرارية الدعم للحزب في إيران حيث يمثل شريان حيوي لإحتفاظ الحزب بمقاليد السلطة لأطول مدة ممكنة .
-ضمان تمكن الحزب من السيطرة على قرارات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر و سوقها لصالحه ، من جهة نفوذ الشاهرودي الشديد على الأخير و الذي يمثل المنفذ الوحيد لضمان جعل التيار حليفا منسجما و منساق وراء أهداف حزب الدعوة ولو بصورة أكبر و أكثر إفادة ، و التخلص من أي إحتكاك أو مراوغة أو معاداة يحاول الصدر إبدائها أمام تطلعات الحزب .
-جعل وجاهة الشاهرودي من حيث تلمذه على يد الشهيد الصدر الأول محورا لإجماع كوادر الحزب و ضمان التماسك الداخلي و إستخدام هذه المحورية سلما يرفع الطرفين الى الأعلى سياسيا و دينيا من خلال دعم متقابل و مصالح مشتركة.
محاولة التخلص من ضغوطات المرجعية في النجف الأشرف حيث ان الأخيرة بدأت تعلن شيئا فشيء عدم رضاها عن طريقة إدارة الدولة و تبدي تذمرها من ضعف الحكومة في تقديم الخدمات و الإيفاء بإلتزاماتها الملحة و التي وصلت الى ذروتها في عدم إستقبال المرجعية ممثل رئيس الوزراء قبل عدة أيام .و تقديم الشاهرودي كمرجعية بديلة حيث أن معلومات المصدر أكدت ما قرره الحزب في تهيئة الأجواء لإستقبال الشاهرودي كمرجع خامس معترف به في النجف الأشرف و هذا ما أكدته أوساط في الحوزة العلمية بنجف الأشرف ذكرت للوكالة أن الشاهرودي بدأ بتوزيع مبالغ مالية بصورة شهرية لطلبة الحوزة أسوة بباقي المراجع و هناك تحضيرات جدية لرجوعه إليها .يضاف الى ذلك أن جهات رسمية إيرانية باركت المشروع معتبرة إياه بالصفقة المربحة للطرفين ، يصب في خدمة المشروع العام
.