فلاسفة عصر التنوير في اوربا جان جاك روسو
عبد الجبار منديل
جان جاك روسو هو اديب وفيلسوف ومفكر سياسي فرنسي كان لافكاره اثر كبيره في عصره ولاسيما في عملية التمهيد للثورة الفرنسية الكبرى (1789) التي غيرت وجه اوربا والعالم .
ولد روسو في عام 1712 في جنيف / سويسرا لعائلة فرنسية فقيرة ـ وقد واجه منذ طفولته قسوة الحياة وظلم المجتمع لذلك فقد نشأ ثائرا ضد النظام الاجتماعي وضد الحضارة الجديدة وضد عدم المساواة التي تميز بين الناس وفقا لمختلف الاسس والاسباب سواء الاسس السياسية او الاسس الاقتصادية او القومية ..الخ .
عاش روسو طفولة بائسة فقد توفيت والدته بعد مولده مباشرة وتكفل ابوه بتعليمه القراءة والكتابة وكان منذ الطفولة يعوده على قراءة الادب والفلسفة والتاريخ الامر الذي ساهم في ثقافته المبكرة . وعلى الرغم من انه التحق بالعمل في كثير من الحرف اليدوية البسيطة الا انه كان مولعا بالمطالعة وقراءة كتب كبار الكتاب والمؤلفين .
وترك جنيف وترك معها البروتستانية مذهب ابائه واجداده وراح سائحا ومتشردا في كل انحاء اوربا وكان يقطع اغلب المسافات ماشيا على قدميه مثل قدماء فلاسفة الاغريق الذين كانوا يدعون بالمشائين . فقد مشى من جنيف متجولا في سافوي عبر جبال الالب الى تورين ومن تورين الى فرنسا . وقد كان يعشق الطبيعة ويشعر بنشوة صوفية وهو في احضانها لذلك فقد كانت مناظر الجبال والغابات والبحيرات الجميلة في تلك الاماكن تصقل افكاره وتجلوها وتتوافق مع طبعه الرومانسي الذي كان يميل الى الاستغراق في الاحلام واطلاق العنان لخياله وافكاره وقد ظهر كل ذلك في اعماله الفلسفية او الروائية .
تتسم مؤلفات روسو بالصفاء والنقاء والصوفية فهو يدعو الى تنوير متوازن يراعي الجسد والروح ويراعي العاطفة والعقل وهدفه النهائي هو الاخاء و والمساواة بين البشر .
في عام 1728 وكان عمره آنذاك ستة عشر عاما كان يهيم على وجهه في الحقول بغير مأوى ولكن بتوصية من الاب (يونيفير) قامت السيدة المحسنة مدام دي وارانس بأيوائه والاحسان اليه وكانت هذه السيدة كاثوليكية تحولت الى المذهب البروتستاني تحت تأثير الحملة التي يقودها ملك سردينيا بدفع الرواتب نظير تحويل الناس من الكاثوليكية الى البروتستانية . التحق روسو بأحدى المدارس الاكليركية ولكن ذلك لم يدم طويلا فقد عاود حياة التجوال والتشرد ومارس مختلف الاعمال والوظائف مثل العمل بفرقة موسيقية ونسخ القطع الموسيقية والعمل كموظف في دائرة للمساحة والعمل كمعلم خصوصي في مدينة ليون والعمل بوظيفة سكرتير لدى سفير فرنسا في البندقية ...الخ وكان من خلال عمله في كل تلك المهن لا ينقطع عن القراءة والمتابعة والتحصيل العلمي بكل قوة واندفاع .
انتقل روسو الى باريس في عام 1741 وبدأ الاتصال بالاوساط الادبية والفكرية حيث اخذ يشارك في الفعاليات والندوات والتجمعات السياسية والفلسفية .
كانت نقطة التحول في حياة روسو عندما اعلنت اكاديمية ديجون الفرنسية عن مسابقة تمنح من خلالها جائزة لافضل مقال عن تنمية النشاط في العلوم والفنون ودور هذه التنمية في تقويم السلوك الاخلاقي وقد ساهم روسو في هذه المسابقة بمقال تحت عنوان بحث علمي في العلوم والفنون في عام 1750 . وقد كان الفوز الذي حصل عليه المقال في المسابقة هو البداية الحقيقة للمجد الادبي والعلمي الذي تكللت به اعمال روسو اللاحقة حيث فتح امامه باب الشهرة العريضة .
لقد كانت هذه المقالة بمثابة البداية لمشروع روسو التربوي . فالغاية من تربية المواطن عند روسو هي الحصول على الحرية والفضيلة معا ومن اجل الحصول على هاتين الثمرتين لابد من البدء ومنذ الطفولة ومتابعة التربية حتى يصبح الطفل رجلا والرجل هو الانسان والمواطن معا والتربية تصنع السياسة والمواطنين لان كل مواطن هو سياسي . ولا يمكن ان تكون هناك وطنية بلا حرية ولا حرية بلا فضيلة .
كان روسو يبدو للاخرين وكانه شخص غريب الاطوار وخارج عن الاطر والتقاليد الاجتماعية لذلك فقد اختلف مع الجميع بمن فيهم الفلاسفة . اما بالنسبة للاصوليين المسيحيين فقد شنوا عليه حمله شعواء وكفروه وادانوا افكاره واعتبروها خطرا كبيرا على الشباب وخروجا على العرف السائد لذلك فأن روسو الذي احدث القطيعة مع الافكار الشائعة في عصره دفع الثمن غاليا بان حاربه المحافظون وعزلوه وحاصروه . ولكن كل ذلك لم يمنعه من ان يصبح ضمير عصره ومنارته الفكرية .
عندما كان روسو يسير في شوارع باريس كان الشارع يحتشد بالفضوليين الذين يرغبون برؤية الرجل الذي شغل الناس والذي كان يمثل ظاهرة غير مسبوقة انبثقت لاول مرة في القرن الثامن عشر بداية عصر التنوير حيث حل المثقف العلماني محل المثقف التقليدي ورجل الكنيسة واصبح بمثابة القائد الجديد لعقول الناس وضمائرهم .
كتب روسو الكثير من الكتب في الادب والفلسفة والفكر السياسي ولكن اهم هذه الكتب هي :ـ
1ـ عدم المساواة بين الناس 1755 م
2ـ هيلويز الجديد 1761 م
3ـ العقد الاجتماعي 1762 م
4ـ اميل 1762م
5ـ الاعترافات 1772 م
لم يفكر روسو اطلاقا في اقامة مجتمع قائم على المساواة المطلقة ولكنه اراد ازالة الجو وتخفيف حدة التناقض بين البشر فهو يسعى الى تقليص الفجوة بين الناس الاكثر فقرا والاكثر غنى لان ذلك سوف يزيد من تماسك الشعب وبالتالي من تماسك الدولة حيث لا يجب ان يكون هناك ثراء فاحش ولا فقر مدقع ويجب ارساء كل ذلك على قوة التشريع .
في كتابه (هيلويز الجديد ) والذي هو مزيج من الرواية الرومانسية والفلسفة التربوية يوجه روسو سهام النقد الى المباديء الاخلاقية الزائفة والتي كانت سائدة في المجتمع حيث يصور العلاقات الانسانية بشفافية وشاعرية ويهاجم قسوة المجتمع وقسوة التقاليد الجامدة التي تقتل المشاعر وتشجع الزيف والمرءاة.
في روايته الطويلة (أميل) وهي رواية في التربية وعلم النفس حيث يقول فيها روسو ان الاطفال ينبغي تعليمهم باناة وتفاهم ويجب على المعلم ان يتجاوب مع رغبات الطفل واهتماماته ولا يجب باي حال اخضاع الطفل للعقاب الصارم كما يجب عدم اجباره على الدروس المملة . ويعتقد روسو ان الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم بل ان من يعيشون منهم على الفطرة يكونون رقيقي القلب وليست لديهم اي بواعث او قوى داخلية تدفعهم الى ايذاء الاخرين ذلك ان المجتمع هو الذي يفسد الافراد من خلال ابراز ما لديهم من ميل الى العدوانية والانانية .
اما كتاب (الاعترافات) فقد كان فتحا جديدا في ادب السيرة الذاتية . فلاول مرة منذ عهد القديس اوغسطين يتحدث كاتب عن نفسه بمثل هذه الجرأة والصراحة ويكشف خفايا نفسه ويتحدث عن مشاعره الداخلية بكل شفافية ويضرب للاخرين مثلا في النزاهة والصدق مع النفس ومع الاخرين من دون اي بهرج زائف او اقنعة . تحدث روسو في كتاب الاعترافات عن حياته الشخصية وعن ماضيه وعن معارفه بضمير مفتوح وكأنه يضرب المثل للاخرين في الشجاعة والاستقامة . وهو يقول في بداية الاعترافات انه يقوم بعمل لم يقم به احد من قبل ولن يقدر على فعله احد فيما بعد (انني ارغب برسم صورتي بكل صدق فأنا فقط اعرف مشاعري واسرار قلبي وانا لم انسى الصالح من افعالي ولم اضف من الخير مالم يكن موجودا بالفعل )
اما كتاب (العقد الاجتماعي)الذي يعد علامة بارزة في تاريخ العلوم السياسية فقد طرح روسو فيه افكاره فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين . فالعقد الاجتماعي هو الرغبة في وحدة الجسم الاجتماعي وتبعية المصالح الخاصة للارادة العامة . فالعقد الاجتماعي هو ليس عقدا بين افراد ولا عقدا بين الافراد والسلطة بل ان كل واحد يتحد مع الكل . فالعقد معقود مع المجموعة . وكل واحد يضع شخصه وكل قدراته تحت سلطة الارادة العامة . وسيادة الشعب هي خير ضمان للحقوق الفردية . والانسان يمتلك حريته بطاعته للقوانين . والشعب الحر يطيع ولكنه لا يطيع البشر بل يطيع القوانين . فالشعب الحر ليس له اسياد.
في العقد الاجتماعي يقترح روسو الدين المدني الذي يقول انه الوسيلة الفعالة في تحقيق الوحدة الاجتماعية . في عام 1778 ساءت حالة روسو الصحية وداهمته الوفاة بسبب مضاعفات مرض التهاب المرارة الذي كان يلازمه طوال حياته .
بعد الثورة الفرنسية قررت حكومة الثورة في عام 1794 نقل رفات روسو الى مقبرة العظماء في البانتيون حيث تم دفنها في احتفال مهيب .
جان جاك روسو
جان جاك روسو (28 يونيو1712-2 يوليو1778) فيلسوف سويسري، كان أهم كاتب في عصر العقل. وهو فترة من التاريخ الأوروبي، امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلاديين. ساعدت فلسفة روسو في تشكيل الأحداث السياسية، التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية. حيث أثرت أعماله في التعليم والأدب والسياسة.
حياته المبكرة
وُلد روسو في مدينة جنيف بسويسرا. وكانت أسرته من أصل بروتستانتي فرنسي، وقد عاش في جنيف لمدة سبعين عاما تقريبا. توفيت أمه عقب ولادته مباشرة، تاركة الطفل لينشأ في كنف والده، الذي عُرف بميله إلى الخصام والمشاجرة. ونتيجة لإحدى المشاجرات عام 1722م، اضطر والد روسو إلى الفرار من جنيف. فتولى عم الصبي مسؤولية تربيته. وفي عام 1728م، هرب روسو من جنيف، وبدأ حياة من الضياع، ومن التجربة والفشل في أعمال كثيرة. كانت الموسيقى تستهويه دوماً، وظل لسنوات مترددًا بين احتراف الكتابة أو الموسيقى.
وبعد وقت قصير من رحيله عن جنيف، وهو في الخامسة عشرة من عمره، التقى روسو بالسيدة لويز دي وارنز، وكانت أرملة موسرة. وتحت تأثيرها، انضم روسو إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ومع أن روسو كان أصغر من السيدة دي وارنز باثني عشر أو ثلاثة عشر عامًا، إلا أنه استقر معها بالقرب من مدينة شامبيري، في دوقية سافوي. وقد وصف سعادته بعلاقتهما في سيرته الذاتية الشهيرة اعترافات التي كتبت في عام 1765 أو 1766م - 1770م، ونُشرت عامي 1782م و 1788م، ولكن العلاقة لم تدم، فقد هجرها روسو أخيرًا عام 1740م
وفي عام 1741م أو 1742م، كان روسو في باريس يجري وراء الشهرة والثروة، وقد سعى إلى احتراف الموسيقى. وكان أمله يكمن في وضع نظام جديد للعلامات والرموز الموسيقية قد كان ابتكره. وقدم المشروع إلى أكاديمية العلوم، ولكنه أثار قدرًا ضئيلاً من الاهتمام. في باريس، اتَّصل روسو بـالفلاسفة وهي جماعة من مشاهير كتاب وفلاسفة العصر. وحصل على التشجيع المادي من مشاهير الرأسماليين. ومن خلال رعايتهم، خدم روسو أمينًا للسفير الفرنسي في البندقية خلال عامي 1743، 1744م.
كانت نقطة التحول في حياة روسو عام 1749م، حين قرأ عن مسابقة، تكفَّلت برعايتها أكاديمية ديجون، التي عرضت جائزة مالية لأحسن مقال عن الموضوع، وهو ما إذا كان إحياء النشاط في العلوم والفنون من شأنه الإسهام في تطهير السلوك الأخلاقي. وما أن قرأ روسو عن المسابقة حتى أدرك المجرى الذي ستتّجه إليه حياته. وهو معارضة النظام الاجتماعي القائم، والمضيّ فيما بقي من حياته في بيان الاتجاهات الجديدة للتنمية الاجتماعية. وقدم روسو مقاله إلى الأكاديمية تحت عنوان: بحث علمي في العلوم والفنون عام 1750 أو 1751م، حمل فيه على العلوم والفنون لإفسادها الإنسانية. ففاز بالجائزة، كما نال الشهرة التي ظل ينشُدها منذ أمد بعيد.
المنزل الذي كان يسكنه مع زوجته في السابق
حياته المتأخرة
عندما تحول روسو إلى الداخلية الكاثوليكي، خسر حقوق المواطنة في جنيف. ولكي يستعيد هذه الحقوق تحول مرة أخرى عام 1754م إلى المذهب البروتستانتي. وفي عام 1757م اختلف مع الفلاسفة؛ لأنه استشعر منهم الاضطهاد.
أعماله
تتسم آخر أعمال روسو بالإحساس بالذنب وبلغة العواطف. وهي تعكس محاولته للتغلب على إحساس عميق بالنقص، ولاكتشاف هويته في عالم كان يبدو رافضًا له. حاول روسو في ثلاث محاورات صدرت أيضًا تحت عنوان قاضي جان جاك روسو كُتبت في المدة بين عامي 1772 - 1776م، ونُشرت عام 1782م، حاول الرد على اتهامات نقاده، ومن يعتقد أنهم كانوا يضطهدونه. أما عملُه الأخير، الذي اتسم بالجمال والهدوء، فكان بعنوان أحلام اليقظة للمتجول الوحيد (كُتبت بين عامي 1776 و1778م، ونُشرت عام 1782م). كذلك، كتب روسو شعرًا ومسرحيات نظمًا ونثرًا. كما أن له أعمالاً موسيقية من بينها مقالات كثيرة في الموسيقى ومسرحية غنائية (أوبرا) ذات شأن تسمى عرّاف القرية، ومعجم الموسيقى (1767م)، ومجموعة من الأغنيات الشعبية بعنوان العزاء لتعاسات حياتي (1781م). وفضلاً عن ذلك، كتب روسو في علم النبات، وهو علم ظل لسنوات كثيرة تتوق نفسه إليه.
أفكاره
قام روسو بانتقاد المجتمع في رسائل عديدة. ففي رسالته تحت عنوان: "بحث في منشأ وأسس عدم المساواة" (1755م)، هاجم المجتمع والملكية الخاصة باعتبارهما من أسباب الظلم وعدم المساواة. وكتابه "هلويز الجديد" (1761م) مزيج من الرواية الرومانسية والعمل الذي ينتقد بشدة زيف المبادئ الأخلاقية التي رآها روسو في مجتمعه. وفي كتابه "العقد الاجتماعي" (1762م)، وهو علامة بارزة في تاريخ العلوم السياسية، قام روسو بطرح آرائه فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين. وفي روايته الطويلة "إميل" (1762م) أعلن روسو أن الأطفال، ينبغي تعليمهم بأناة وتفاهم. وأوصى روسو بأن يتجاوب المعلم مع اهتمامات الطفل. وحذر من العقاب الصارم ومن الدروس المملة، على أنه أحس أيضًا بوجوب الإمساك بزمام الأمور لأفكار وسلوك الأطفال.
كان روسو يعتقد أن الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم، معلنًا أن من يعيشون منهم على الفطرة معزولين عن المجتمع، يكونون رقيقي القلب، خالين من أية بواعث أو قوى تدفعهم إلى إيذاء بعضهم بعضًا. ولكنهم ما إن يعيشوا معًا في مجتمع واحد حتى يصيروا أشرارًا. فالمجتمع يُفسد الأفراد من خلال إبراز ما لديهم من ميل إلى العدوان والأنانية.
لم يكن روسو ينصح الناس بالعودة إلى حالة من الفطرة. بل كان يعتقد أن الناس بوسعهم أن يكونوا أقرب ما يكونون إلى مزايا هذه الحالة، إذا عاشوا في مجتمع زراعي بسيط، حيث يمكن أن تكون الرغبات محدودة، والدوافع الجنسية والأنانية محكومة، والطاقات كلها موجهة نحو الانهماك في الحياة الجماعية. وفي كتاباته السياسية، رسم روسو الخطوط العريضة للنظم التي كان يعتقد، أنها لازمة لإقامة ديمقراطية يشارك فيها كافة المواطنين. يعتقد روسو أن القوانين يتعيّن عليها أن تعبر عن الإرادة العامة للشعب. وأي نوع من الحكم يمكن أن يكتسب الصفة الشرعية مادام النظام الاجتماعي القائم إجماعيًا. واستنادًا إلى ما يراه روسو، فإن أشكال كافة الحكم تتجه في آخر الأمر إلى الضعف والذبول. ولا يمكن كبح التدهور إلا من خلال الإمساك بزمام المعايير الأخلاقية، ومن خلال إسقاط جماعات المصالح الخاصة. وقد تأثر روبسْبيير وغيره من زعماء الثورة الفرنسية بأفكار روسو بشأن الدولة، كما أن هذه الأفكار كانت مبعث إلهام لكثير من الاشتراكيين وبعض الشيوعيين.
نفوذه الأدبي
مهد روسو لقيام الرومانسية، وهي حركة سيطرت على الفنون في الفترة من أواخر القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلاديين؛ فلقد ضرب روسو، سواء في كتاباته أو في حياته الشخصية، المثل على روح الرومانسية، من خلال تغليبه المشاعر والعواطف على العقل والتفكير، والنزوة والعفوية على الانضباط الذاتي. وأدخل روسو في الرواية الفرنسية الحب الحقيقي المضطرم بالوجدان، كما سعى إلى استخدام الصور الوصفية للطبيعة على نطاق واسع، وابتكر أسلوبًا نثريا غنائيًا بليغًا. وكان من شأن اعترافاته أن قدمت نمطًا من السير الذاتية التي تحوي أسرارًا شخصية.
من روائع روسو الشهيرة
الحرية صفة اساسية للإنسان، وحق غير قابل للتفويت، فادا تخلى الإنسان عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته وعن حقاقه كإنسان*
•والحرية تعني تمتع الفرد بجميع حقوقه السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية في اطار قانوني*