وقـــــــفات
(الوقفة الاولى)
قراءة في التناقضات
تناقضات -1
تبضيع القرآن
قال تعالى :
* ((ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لاتمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين * وقل إني أنا النذير المبين * كما أنزلنا على المقتسمين* الذين جعلوا القرآن عضين * فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون* فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون * ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)).
[الحجر:87 - 99 ]
* ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)).
[يونس:15]
يذكر الكافي تحت باب النوادر:
- (( عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعا عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي يحيى ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن و أمثال ، وثلث فرائض وأحكام )).([18]).
فيما يقول بعد ذلك مباشرة :
(( عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن علي بن عقبة ، عن داود بن فرقد ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال وربع حرام وربع سنن وأحكام وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم )).
ويذكر بعد الحديث السابق مباشرة الحديث :
(( أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام)) .
***
المناقشة:
اول ما يتبادر لذهن القاريء العادي التناقض الموجود في تلك الاحاديث المذكورة ، من حيث:
1- تقسيم القرآن:
- لم يكن التقسيم في هذه الاحاديث ، تقسيما رقميا، وانما هو تقسيم نسبة من الكل ، اي ثلث (اثلاثا) وربع (ارباع)، وهذا يعني ان هذا التقسيم جاء على التسوية الحقيقية وعلى التفريق ،لا كما يقول الهامش(4 - ص 627) ، وقد ورد هذا الهامش بعد ان رأى المحقق هذا التناقض الصارخ في التقسيم.
2- مضامين التقسيم:
* حمل تقسيم الحديث الاول المضمون التالي : ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن و أمثال ، وثلث فرائض وأحكام.
*فيما كان مضمون تقسيم الحديث الثاني: ربع حلال وربع حرام وربع سنن وأحكام وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم.(هذا التقسيم لا علاقة له باهل البيت).
* وكان المضمون الذي يحمله تقسيم الحديث الثالث: ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام.
3 – المسند اليهم الحديث :
هم : أمير المؤمنين، أبو عبد الله ، أبو جعفر(ع)، وبما انهم ائمة معصومين، فكان من اللازم ان يكون تقسيمهم واحدا ، مع العلم ان في الكافي- ج2 باب تحت عنوان ( ان الائمة عليهم السلام ورثة العلم ، يرث بعضهم بعضا العلم) ، فلماذا هذا التناقض؟
4 – نتساءل :
اذا كان مضمون الحديثين الاول والثالث يشمل اهل البيت ، فيما الحديث الثاني لا يشملهم ، فاي حديث نأخذ به؟ على الرغم من عدم صحة اسناده كما ذكرت ذلك سابقا.
***
فضلا عن هذا النوع من تقسيم القرآن الكريم ، هناك نوع اخر مما تنطبق عليه اية (الذين جعلوا القرآن عضين) هو بتر الاية و الاستفادة من ثلثها او نصفها ، او أي جزء منها :
جاء في الكافي - ج 1 - ص 420:
(( - الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ([19])، عن الوشاء ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : " قل إنما أعظكم بواحدة " فقال : إنما أعظكم بولاية علي عليه السلام هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى " إنما أعظكم بواحدة " .)).
اسأل: هل الامام الصادق غير عارف بالقرآن بحيث يقطع جزء من اية ويفسره حسب رأيه – حاشاه - دون ان يفسره بما جاء في بقية الاية؟
الاية تقول : ((قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد)).(سبإ: 46)
أي ان العظة الواحدة التي يعظ بها النبي (ص) الناس هي: القيام لله مثنى وفرادا.
هذه هي العظة، وليست الولاية.
***
جاء في الكافي - ج 1 - ص 425:
(( - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله : " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " قال : هم الأوصياء )).
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا * وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا * وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا * وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا * وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا * وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا * وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا * وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا *وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا * وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا *لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا * وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا * وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا * قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا *إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا * حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا * قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا * عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا)). (الجن: 1 - 26 )
***
سورة الجن، هذه ، ابتداء من الاية/ 1 وحتى الاية /26، تتحدث عن موضوع اخر ، اذ حتى نهاية الاية / 17تتحدث عن الجن وتذكر ان منهم مسلم ومنهم غير ذلك ، ثم تقول الاية ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ، وتكمل الايات الباقيات دعوة النبي ...الخ.، فاين هي الولاية؟
وكيف يغيب عن فكرالامام - حاشاه - ذلك؟
-------------------------
تناقضات - 2
علم الائمة ومعرفة الغيب
ان الغيب هو من علم الله ، وهناك نصوص قرآنية تنفي عن الرسول علمه به:
- (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الاعمى والبصير أفلا تتفكرون)) . [ الانعام: 50 ]
- (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولاضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)).[ الاعراف: 188 ]
- (( ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين)). [ يونس: 20 ]
كذلك الانبياء الاخرين :
فهذا النبي نوح يقول لمشركي قومه :
(( ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون * وقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين * قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين)) . [ هود: 30 - 32 ]
وانماالغيب يأتي الى الرسل والانبياء وحيا من الله ،ليذكر لهم:
1- ان الله وحده هو الذي يعلم الغيب:
* (( لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)).(البقرة:32- 33)
* (( ولله غيب السماوات والارض وإليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون)).( هود: 123)
* (( ولله غيب السماوات والارض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير)).( النحل: 77)
* (( ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا * قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والارض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا)) .[ الكهف: 25 - 26]
* (( إن الله عالم غيب السماوات والارض إنه عليم بذات الصدور)). [ فاطر: 38 ]
*(( إن الله يعلم غيب السماوات والارض والله بصير بما تعملون)).[ الحجرات: 18 ]
* (( قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين * وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)). [ الانعام: 58- 59 ]
* (( وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير)). [ الانعام: 73 ]
* (( ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد * الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار * عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)). [ الرعد: 7- 9 ]
* (( عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون * قل رب إما تريني ما يوعدون)). [ المؤمنون: 92- 93 ]
*(( قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)).[النمل:65 ]
* ((بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون)). [ النمل:66 ]
* (( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم)). [ السجدة: 6 ]
* (( قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون)). [ زمر: 46 ]
* (( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم)). [ الحشر: 22 ]
* (( عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم )) .[ التغابن: 18 ]
* (( قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا * عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا)). [ الجن: 25 - 28 ]
2- نفي معرفة الغيب عن الملائكة والجن والبشر :
- (( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم)). [ آل عمران: 179 ]
-(( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)). [ سبإ: 14 ]
-(( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون * أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإني معكم من المتربصين* أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون * أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين * أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون* أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون * أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين * أم له البنات ولكم البنون * أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون * أم عندهم الغيب فهم يكتبون * أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون * أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون * وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم * فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون * يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون * وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون)). [ الطور:29 - 47 ]
-(( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لاوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا)). [ مريم: 77 -80 ]
-(( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم ان كيدي متين * أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون * أم عندهم الغيب فهم يكتبون * فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم)). [ القلم:44- 48 ]
3- الغيب هو ذكر قصص الانبياء والاقوام الذين سبقوا ، والحوادث السابقة:
- (( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون)). [ آل عمران: 44 ]
-(( قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم * تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين)). [ هود: 48 - 49 ]
-(( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون * وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)). [ يوسف: 102 - 103 ]
-(( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)). [ التوبة: 94 ]
-((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)). [ التوبة: 105 ]
-((وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين)). سبإ:3 ]
-(( قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين * قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)). [ الجمعة:6 - 8 ]
-(( وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه بالافق المبين * وما هو على الغيب بضنين * وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعالمين)). [ التكوير:22 - 27 ]
***
اورد الكافي احاديثا كثيرة عن الائمة تؤكد التناقض بينها ، ففيها:
1 - انهم يعرفون الغيب.
2 - لايعرفون الغيب.
- اتساءل : باي الاحاديث نصدق ؟
***
جاء في الكافي - ج 1 - ص 256 باب نادر فيه ذكر الغيب ) :
1 – (( عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال : سأل أبا الحسن عليه السلام رجل من أهل فارس فقال له : أتعلمون الغيب ؟ فقال : قال أبو جعفر عليه السلام : يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم ، وقال : سر الله عز وجل أسره إلى جبرئيل عليه السلام وأسره جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله ، وأسره محمد إلى من شاء الله )).
وكذلك:
2 – (( محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن سدير الصيرفي قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام : عن قول الله عز وجل : " بديع السماوات والأرض " قال أبو جعفر عليه السلام : إن الله عز وجل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى : " وكان عرشه على الماء " . فقال له حمران : " أرأيت قوله جل ذكره : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا " فقال أبو جعفر عليه السلام : " إلا من ارتضى من رسول " وكان والله محمد ممن ارتضاه ، وأما قوله " عالم الغيب " فإن الله عز وجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ ، ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه ، وقبل أن يفضيه إلى الملائكة ، فذلك يا حمران ، علم موقوف عنده ، إليه فيه المشيئة ، فيقضيه إذا أراد ، ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأما العلم الذي يقدره الله عز وجل فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إلينا)) .
وكذلك ص257 :
3 – (( أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان عن أبيه ، عن سدير قال : كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله عليه السلام إذ خرج إلينا وهو مغضب ، فلما أخذ مجلسه قال : يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ، ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة ، فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي قال سدير : فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له : جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب قال : فقال : يا سدير : ألم تقرء القرآن ؟ قلت : بلى ، قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل : " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " قال : قلت : جعلت فداك قد قرأته ، قال : فهل عرفت الرجل ؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال : قلت : أخبرني به ؟ قال : قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟ ! قال : قلت جعلت : فداك ما أقل هذا فقال : يا سدير : ما أكثر هذا ، أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير ، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا : " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال : قلت : قد قرأته جعلت فداك قال : أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه ؟ قلت : لا ، بل من عنده علم الكتاب كله ، قال : فأومأ بيده إلى صدره وقال : علم الكتاب والله كله عندنا ، علم الكتاب والله كله عندنا)) .
وكذلك الحديث رقم 4 في الكافي - ج 1 - ص 468:
4- (( الحسين بن محمد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمارة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين عليهما السلام قال لمحمد عليه السلام : يا بني ابغني وضوء ا قال : فقمت فجئته بوضوء ، قال : لا أبغي هذا فإن فيه شيئا ميتا قال : فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فارة ميتة فجئته بوضوء غيره)).
اقول : على الرغم من وجود ( رجل) غير معروف في طريق الاسناد ، نتساءل: كيف لا يعرف الامام محمد الباقر بنجاسة الماء جراء الفأرة الميتة ،والائمة كما يقول الكليني: (ورثة العلم ، يرث بعضهم بعضا العلم) ؟
اورد الكافي (ج1 – ص257 -258) مجموعة من الاحاديث التي تنص على : (إن الامام إذا شاء أن يعلم علم) ، (إذا أراد أن يعلم الشئ أعلمه الله ذلك)، (إن الامام إذا شاء أن يعلم اعلم)، (الامام أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك)
بعد كل هذه الاحاديث التي نقلناها من الكافي والتي تؤكد اغلبها على علم الائمة بالغيب، اتساءل: اين اضع الحديث التالي المذكور في باب ( أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وانه لا يخفى عليهم الشئ صلوات الله عليهم ):
5 -(( أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد ، عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال : علينا عين ؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا : ليس علينا عين فقال : ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما ، لان موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة)) .
هذا الحديث يتناقض مع الحديث الوارد ص388 - 389 والذي نصه :
-(( علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن أبي عمير ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : للامام عشر علامات : يولد مطهرا ، مختونا ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ولا يتمطى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك والأرض موكلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقا وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا ، وهو محدث إلى أن تنقضي أيامه )).
اقول :أي تناقض هذا ، اذا كان الامام لا يعرف ان كان عليه عينا ام لا ؟ وهي من ابسط الامور ،اذ يمكنه - فقط - النظر الى الخلف للتأكد ، الا انه يسأل صحابته ،لانه لا يعلم اصلا، وهو الذي (يرى من خلفه كما يرى من أمامه) كما يقول الحديث .
فضلا عن ذلك ، اتساءل : بأي وضع يولد الامام ؟ هل كما جاء في الحديث اعلاه إذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين) او كما في الحديث الخامس على ص378 – 388 : (فإذا ولدته ولدته قاعدا وتفتحت له حتى يخرج متربعا يستدير بعد وقوعه إلى الأرض).ام كما يولد خلق الله؟
اخيرا ، يمكن لنا القول ان جميع تلك الاحاديث يمكن ضربها بعرض الحائط لانها احاديث كاذبة موضوعة عن الائمة او على لسانهم وحاشاهم عن قول هذا الهراء ، خاصة الذي يأتي على لسان (عدة من أصحابنا).
وكذلك ما يقوله الحديث المروي في باب ( أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون ، وانهم لا يموتون الا باختيار منهم )، يقول الحديث:
6- (( محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد ، عن عبد الله بن القاسم البطل ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : أي إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير ، فليس ذلك بحجة لله على خلقه)) .
بقول الامام ابو عبد الله هذا تنتفي الحاجة الى ما اورده الكافي من احاديث تروى عن معرفة الائمة بوقت موتهم – لان ساعة الوفاة من الغيب – ([20]) كالامام الرضا (ص260) والامام موسى بن جعفر( ص258 ) والامام علي بن الحسين ( ص259) والامام علي بن ابي طالب (ص259)،.
ان الجواب الصحيح في عدم علم الائمة بالغيب هو الحديث الوارد في (ج 1 - ص 261) يقول :
7- (( عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ([21])، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ، وعدة من أصحابنا منهم عبد الاعلى وأبو عبيدة وعبد الله ابن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله عليه السلام يقول : إني لاعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ، قال : ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله عز وجل ، إن الله عز وجل يقول فيه تبيان كل شئ)).
اقول: ان معرفة الائمة لا تخرج عما في القرآن الكريم من معارف ،كمعرفتي انا ومعرفة غيري من المسلمين.
***
المناقشة:
قال ابن زيد في تفسيره للاية كما جاء في تفسير الطبري : (قوله تعالى : فلا يظهر على غيبه أحدا* إلا من ارتضى من رسول، قال : ينزل من غيبه ما شاء على الانبياء أنزل على رسول الله ( ص) الغيب القرآن ، قال : وحدثنا فيه بالغيب بما يكون يوم القيامة.)( 29 :151)أي ما ذكر في القرآن من غيب فقط.
في الحديث الثالث تناقضا بين قسمه الاول وقسمه الثاني ، واذا كان علماء الشيعة – ربما - يجيبون إن القسم الاول من هذا الحديث يعود الى التقية ، فالسؤال الذي يبرز هنا هو : كيف اذن نصدق بكل احاديث الائمة التي يبرز فيها مثل هذا التناقض صارخا ؟ هل معنى هذا ان ما يقوله الائمة – حاشاهم – ويتعارض مع القرآن الكريم هو الصحيح، فيما الذي لا يتعارض مع القرآن الكريم جاء تقية؟
***
جاء في الكافي - ج 1 - ص 409 – 412:
-(( محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عبد الله بن أحمد ، عن علي ابن النعمان ، عن صالح بن حمزة ، عن أبان بن مصعب ، عن يونس بن ظبيان أو المعلى ابن خنيس ([22]) قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : مالكم من هذه الأرض ؟ فتبسم ثم قال : إن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل عليه السلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض ، منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش ومهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجلة والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا وما كان لنا فهو لشيعتنا وليس لعدونا منه شئ إلا ما غصب عليه وإن ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه - يعني بين السماء والأرض - ثم تلا هذه الآية : " قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ( المغصوبين عليها ) خالصة ( لهم ) يوم القيامة " بلا غصب)) .
-(( محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد رفعه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة ، فما كان لآدم عليه السلام فلرسول الله صلى الله عليه وآله وما كان لرسول الله فهو للأئمة من آل محمد عليهم السلام)) .
من الحديثين اعلاه نستنتج الاتي :
1- ان الامام لا علم له سوى ما كان يعلمه بوساطة حواسه، او بالتعليم.والحديث التالي يؤكد ذلك:
جاء في الكافي - ج 1 - ص 469 – 470:
- عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو معتجر بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم ، يا باقر العلم ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول الله صلى اله عليه وآله يقول : إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال : يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له : أدبر فأدبر ثم قال : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نفسي بيده ، يا غلام ما اسمك ؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين ، فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول : بأبي أنت وأمي أبوك رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول ذلك ، قال : فرجع محمد بن علي بن الحسين إلى أبيه وهو ذعر فأخبره الخبر ، فقال له : يا بني وقد فعلها جابر ، قال نعم قال : الزم بيتك يا بني فكان جابر يأتيه طرفي النهار و كان أهل المدينة يقولون : وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين عليهما السلام فكان محمد بن علي يأتيه على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله قال : فجلس عليه السلام يحدثهم عن الله تبارك وتعالى ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا أجرأ من هذا ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله ، قال فصدقوه وكان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلم منه)) .
اقول: يجب ملاحظة الهوامش المسطرة اسفل الصفحات 469 ،470 وهي كالاتي :
((- مات جابر بالمدينة سنة أربع وسبعين وقيل : ثمان وسبعين وفي هامش ص 470:هذا ينافي ما مر من تاريخي وفاتهما إذ وفاة علي بن الحسين عليه السلام كانت في عام خمس أو أربع وتسعين ووفاة جابر على كل الأقوال كانت قبل الثمانين)) .
- ماذا نستنتج من ذلك؟ الذي نستنتجه هو كذب رواة الحديث، انه حديث موضوع ، واذا قال شخص ما ان الكافي لا يضم حديثا موضوعا ، نرد عليه قائلين : ان كان حديث دراسة الامام في الكتّاب صحيحا ، فتنتفي عند ذلك كل الاحاديث التي تؤكد ان علم الائمة موروث عن الرسول عن الله سبحانه .
2- ان الانهار المذكورة في الحديث هي سبعة وليست ثمانية كما يذكر الحديث، فهي:
- سيحان
- جيحان وهو نهر بلخ.
- الخشوع وهو نهر الشاش.
.- مهران وهو نهر الهند.
- نيل مصر.
- دجلة.
- الفرات .
3- ان واضع هذا الحديث لم يكن هو الامام ذاته ، ولو كان هو الامام وبعلمه الذي لا يغيب عنه شيئا لما ذكر الانهار هذه فقط .
اقول: اذا كانت امريكا وانهارها (الامازون على سبيل المثال) غير مكتشفة ذلك الوقت الا انها موجودة في الطبيعة، فاين الانهار المعروفة في قارات اوربا واسيا وافريقيا ، كانهار الصين (النهر الاصفر مثلا) وانهار الهند ، وانهار روسيا (الفولغا) وانهار اوربا ( السين والراين وغيرهما ) ؟
4 – ان كان هذا الحديث غير موضوع فهذا معناه ان الامام لا يعرف سوى هذه الانهار والارض المحيطة بها وليس الدنيا كلها كما يزعم واضعوا الحديث ،( خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة ، فما كان لآدم عليه السلام فلرسول الله صلى الله عليه وآله وما كان لرسول الله فهو للأئمة من آل محمد عليهم السلام .).
اذن ، فأرض الامريكيتين وارض وسط وغرب وجنوب افريقيا ، والارض التي في شرق وشمال اسيا، وارض اوربا كلها، وارض استراليا، لم يقطعها الله لادم، لهذا فهو لم يورثها للرسول ، ومنه للائمة.
***
ينقل الشيخ الصدوق في الاعتقادات في دين الإمامية - ص 99 ، دعاء الامام الرضا:
(( اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة ، فلا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم إني أبرأ إليك من الذين ادعوا لنا ما ليس لنا بحق .
اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا .
اللهم لك الخلق ومنك الأمر ، وإياك نعبد وإياك نستعين .
اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين .
اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ، ولا تصلح الإلهية إلا لك ، فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك ، والعن المضاهين لقولهم من بريتك .
اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ، لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إليك منه براء ، ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى - عليه السلام - من النصارى .
اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون ، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون.
انه قول الفصل امام تخرصات من ادعى غير ذلك.
***
ويكفي ما نقله الكافي - ج 8 - ص 356 – 357، من قول الامام علي في خطبة له ، قال :
(( فإني لست في نفسي بفوق ما أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني ، فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب لا رب غيره ، يملك منا ما لا نملك من أنفسنا وأخرجنا مما كنا فيه إلى ما صلحنا عليه فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى)) .
الا ان المعلق على الكتاب اخرجها من مضمونها الحقيقي الى مضمون له علاقة بمعتقده ، فقال في هامش الصفحة : ( هذا من قبيل هضم النفس ، ليس بنفي العصمة مع أن الاستثناء يكفينا مؤونة ذلك . وقال المجلسي - رحمه الله - هذا من الانقطاع إلى الله والتواضع الباعث لهم على الانبساط معه بقول الحق وعد نفسه من المقصرين في مقام العبودية والاقرار بأن عصمته من نعمه تعالى عليه ).