تناقضات – 6
متى سلمت كتب وسلاح النبي(ص)
ذكر الكليني في ج1 من الكافي ص 298:
– (( علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه لما حضره الذي حضره قال لابنه الحسن : ادن مني حتى أسر إليك ما أسر رسول اله صلى الله عليه وآله إلي ، وأئتمنك على ما ائتمنني عليه ، ففعل)) .
3 – (( عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : حدثني الأجلح وسلمة بن كهيل وداود بن أبي يزيد وزيد اليمامي قالوا : حدثنا شهر بن حوشب : أن عليا عليه السلام حين سار إلى الكوفة استودع أم سلمة كتبه والوصية ، فلما رجع الحسن عليه السلام دفعتها إليه )).
اتساءل:اضافة لما في الحديث الثاني من تناقضات ، متى سلمت الكتب والسلاح الى الحسن؟ هل استلمها الحسن من ابيه عند وفاته في الكوفة، ام من السيدة ام سلمة في المدينة غب تنازله لمعاوية بعد ستة اشهر (فترة ولايته)؟ مع العلم لا الكتب ولا السلاح موجودان الان ،وقد وصلت الينا اثار مادية من السومرين والبابليين والاشوريين و... و ... و ... حتى اليهود والمسيحين وغيرهم من الامم و الديانات الاخرى.
اعرف ان الاجابة عند علماء الشيعة لمثل هذا التساؤل جاهزة ، خاصة اذا اقررنا بأن للامام علي مصحفا كتبه بخط يده ، وقال رجال الدين الشيعة انه محفوظ عند الامام المهدي، وانه قرآن يختلف عن القرآن الذي نتعبد به على مر العصور الاسلامية ، اتساءل ايضا : وما الذي ينفع المسلمين او المؤمنين او حتى الشيعة من قرآن لا يتعبدون الله به طيلة حياتهم ؟
------------------------------
تناقضات -7
هل فاطمة الزهراء تطمث؟([24])
من طبيعة الجنس الانثوي عند البشر ان المرأة لها دورة شهرية منتظمة – مع بعض الشواذ عن هذه القاعدة البايلوجية الفسيولوجية – لاسباب يعرفها رجال الاختصاص ، ربما من اهمها تهيأة الرحم لنزول البويضة للاخصاب ، ومن ثم عليها الطهر بعد ايام معدودة.
***
((- عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الرحمن العرزمي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان بين الحسن والحسين عليهما السلام طهر وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشرا)) .([25])
(( - محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر أخيه ، أبي الحسن عليه السلام قال : إن فاطمة عليها السلام صديقة شهيدة وإن بنات الأنبياء لا يطمثن)). .([26])
اتساءل: اليس الطمث هو الحيض ؟ فيما الطهر هو : النظافة ونقاء المرأة من الحيض ([27])، أي ان السيدة فاطمة الزهراء حالها حال النساء من خلق الله ، انها تطمث كما يطمثن ، وتطهر كما يطهرن ،لا كما جاء في الحديث الثاني اعلاه .
وهذه سنة الله في خلقه :
- (( سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)). [الاحزاب: 62 ]
----------------------------
(الوقفة الثانية)
قراءة في ولادة المهدي
لا اعرف ماذا اقول في هذه السطور التي اكتبها على الاوراق البيض وانا اطالع هذه الاحاديث / الروايات من الجزء الاول من كتاب الكافي الذي قيل عنه انه عرض على المهدي وقال عنهكاف لشيعتنا) .
اصابتني الدهشة والحيرة بين ان اصدق قول من قال ان الكافي لا يضم حديثا موضوعا واحدا او ان اصدق ما جاء في هذه الرواية ،فتنقلب في ذاكرتي كل الموازين، وتتشوش جميع الافكار ، وبين ان اكذب هذه الروايات / الاحاديث واعود الى عقلي واحكمه فيها ، واجعله حيا نابضا لا لبس فيه .
في الدراسات السابقة، اوردت مجموعة من التناقضات التي تخرج أي حديث / رواية من ان يكون صحيح الاسناد او المتن ، وهذه المجموعة لم تكن هي الوحيدة ، وانما هي امثلة سقتها لبيان ذلك، ردا على الذين يقولون بصحة كتاب الكافي بأجزائه الثمانية ، ومصداقا لمن قال بانه كتاب روايات يضم الغث والسمين من الاخبار / الاحاديث ، والكثير من رجاله قد ضعفوا في كتب الرجال الشيعية.
وبهذه المناسبة ، ادعو– دعوة خالصة لله - الحوزات العلمية في النجف وقم ان يشكلوا لجنة علمية لفحص هذا الكتاب وغيره من كتب الحديث خدمة للاسلام والمذهب الشيعي الامامي، وابعاد ما هو يتناقض مع القرآن ، وكذلك الاحاديث المتناقضة مع بعضها ، و المروية من قبل اشخاص غير ثقة حسب علم الرجال .
ان الاحتكام الى القرآن الكريم – الايات المحكمة خاصة – يجب ان يكون دليلنا في هذا الفحص ، فضلا عن فهم صحيح ودقيق لقدرة الله التي لا جدال فيها ، والتي ليست في مجال فعل ما يقيض النواميس التي وضعها واحكمها الله في الطبيعة وفي كل شيء حي، تحت حجة المعجزة والكرامة وما شاكل ذلك .
قلت مرة : (لا انظر الى كل الظواهر الدنيوية ، الدولة ، التطور العلمي ، افعال البشر ، الظواهر الطبيعية ... على انها مسيّرة من الله ، بل هي من فعل نواميس الطبيعة وكذلك البشر كل حسب العائدية ، اما ان يكون الله قد احكم القوانين العامة لخلقه ، الكون وما فيه ، فهذا ما اعتقد به ، بعد ذلك فهي تسير ضمن قوانينها العامة تلك ، فالكون غير قادر على تجاوز تلك القوانين (النواميس)، والا فانه سيختل ومن ثم سينتهي ، و البشر غير قادرين على تجاوز ما جبلوا عليه من قوانين عامة (الا الحالات المرضية وهي امور ذات علة خارجية)، كل ينتج قوانينه الخاصة ضمن القوانين العامة التي جبل عليها منذ النشأة الاولى .
اما الذي يدعي ان الله قادر على كل شيء ، فأقول له انت مصيب ضمن حدود، وهي حدود النشأة الاولى ، اما بعد ذلك ، فالله سبحانه لا ينقض ناموسا اقامه ، والا كان ذلك عبثا، والله حاشاه من ذلك.)([28])
***
اولا:
جاء في الكافي - ج 1 - ص 514 – 518 باب مولد الصاحب عليه السلام ) :
((ولد عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين .)).
ثم يورد الكليني واحدا وثلاثين حديثا / رواية في هذا الباب ، كلها غير معنية لا من قريب ولا من بعيد بميلاد الامام المهدي، والذي وجدته في هذه الاحاديث /الروايات:
* انها روايات تتحدث عما بعد الغيبة من امور رواها بعض الشيعة.
*فيها ايضا قبول او منع عمل يريد احد الشيعة القيام به، كالسفر، والحج، او مجامعة او عدم مجامعة الزوجة لاستيلادها،او ايصال مال.
الحديث: 3 في البحث عن الامام ومنع الحج، الحديث: 4 منع الحج، الحديث: 5 دفع مال، الحديث: 6 كذلك، الحديث: 7 تفرق الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري، الحديث: 8 عن المال، الحديث: 9 حول طلب دعاء حفظ الابناء ، الحديث: 10 طلب اذن الخروج، الحديث: 11 طلب الشفاء، الحديث: 12 طلب اذن السفر،الاحاديث: 13 – 14امور اخرى، الحديث: 15الاذن بطلب الدين، الحديث: 16 عن مال، الحديث: 17 طلب من شيعي امر يخص الابناء، الاحاديث: 18- 19 عن المال، الحديث: 20 عن شيء يوصله، الحديث: 21 عن خادم، الحديث: 22 عن مال، الحديث: 24 عن وفاة شخص، الحديث: 25 طلب استيلاد جارية، الحديث: 26 عن مال ، الحديث: 27 معرفة موت شخص، الحديث: 28 عن المال، الحديث: 29 شراء جارية، الحديث: 30 عن جباية المال، الحديث: 31 عن زيارة القبور، دون ان نقع على حديث واحد فيه امر يخص العقائد او التشريع.
اما الحديثين التاليين - الاول والثاني - فهما المعنيان بأمر الولادة .
((1 - الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد قال : خرج عن أبي محمد عليه السلام حين قتل الزبيري : هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله . وولد له ولد سماه " م ح م د " سنة ست وخمسين ومائتين)) .
(( 2 - علي بن محمد قال : حدثني محمد ([29]) والحسن ابنا علي بن إبراهيم في سنة تسع وسبعين ومائتين قالا : حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي - من عبد قيس - عن ضوء بن علي العجلي ، عن رجل من أهل فارس سماه ، قال : أتيت سر من رأى و لزمت باب أبي محمد عليه السلام فدعاني من غير أن أستأذن ، فلما دخلت وسلمت قال لي : يا أبا فلان كيف حالك ؟ ثم قال لي : اقعد يا فلان ، ثم سألني عن جماعة من رجال ونساء من أهلي ، ثم قال لي : ما الذي أقدمك ؟ قلت : رغبة في خدمتك قال : فقال : فالزم الدار قال : فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في دار الرجال ، فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال ، فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح ، فلم أجسر أن أخرج ولا أدخل ، فخرجت علي جارية معها شئ مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت ونادى الجارية فرجعت فقال لها : اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشفت عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود ، فقال : هذا صاحبكم ، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد عليه السلام فقال ضوء بن علي : فقلت للفارسي : كم كنت تقدر له من السنين ؟ قال : سنتين قال العبدي : فقلت لضوء : كم تقدر له أنت ؟ قال : أربع عشرة سنة ، قال أبو علي وأبو عبد الله ونحن نقدر له إحدى وعشرين سنة)) .
***
مناقشة الاحاديث:
فالحديث الاول يخبر عن ان الامام العسكري انه قال عن رجل (الزبيري): (زعم أنه يقتلني وليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله) وولد له ولد ، هكذا فقط.
فيما الحديث الثاني جاء عن رجل يؤكد انه شاهد في بيت الامام العسكري جارية تحمل طفلا اخبره الامام العسكري ان هذا الطفل هو ابنه ،والحديث فيه اضطراب ، من حيث:
1- ان راوي قصة المشاهدة هو رجل غير معروف (عن رجل من أهل فارس سماه) وهذا خلل في الاسناد حسب اصول الحديث.
2 – في نهاية الحديث ، اضطراب في تحديد العمر، واضطراب في الفترة المذكور بها العمر، وهو خلل في المتن حسب اصول الحديث :
- تمت الولادة عام 255 ( الكافي ج1 ص 514 ).([30])
- شاهده الفارسي الصبي بعمر سنتين .
- ولما كان تاريخ الرواية 279 .
- يعني ان عمره عند الرواية 26 سنة .
الا ان الرواة الثلاثة يختلفون في تحديد عمره، (مرة 14سنة ، ومرة 21 سنة) ولا نعرف هذا التقدير لاي وقت ، هل هو وقت اجتماعهم بالفارسي، أي عندما اصبح عمره 26 سنة، ام كان لوقت رؤية الفارسي للامام؟
الا ان مفهوم سؤال: (كم كنت تقدر له من السنين؟) يفيد ان العمر المستفهم عنه كان اثناء المشاهدة .
وهذا يعني ان هذا الحديث موضوع وغير صحيح من ناحية السند و المتن.
***
ثانيا:
جاء في الكافي - ج 1 - ص 536 – 537: ( باب ان الأئمة عليهم السلام كلهم قائمون بأمر ) :
((1 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن زيد أبي الحسن ، عن الحكم بن أبي نعيم قال : أتيت أبا جعفر عليه السلام وهو بالمدينة ، فقلت له : علي نذر بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا ، فلم يجبني بشئ ، فأقمت ثلاثين يوما ، ثم استقبلني في طريق فقال : يا حكم وإنك لههنا بعد ، فقلت : نعم إني أخبرتك بما جعلت لله علي ، فلم تأمرني ولم تنهني عن شئ ولم تجبني بشئ ؟ فقال : بكر علي غدوة المنزل ، فغدوت عليه فقال عليه السلام : سل عن حاجتك ، فقلت : إني جعلت لله علي نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا ، فإن كنت أنت رابطتك وإن لم تكن أنت ، سرت في الأرض فطلبت المعاش ، فقال : يا حكم كلنا قائم بأمر الله ، قلت : فأنت المهدي ؟ قال : كلنا نهدي إلى الله ، قلت : فأنت صاحب السيف ؟ قال : كلنا صاحب السيف ووارث السيف ، قلت : فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعز بك أولياء الله ويظهر بك دين الله ؟ فقال : يا حكم كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين [ سنة ] ؟ وإن صاحب هذا الامر أقرب عهدا باللبن مني وأخف على ظهر الدابة )).
((2 - الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن القائم فقال : كلنا قائم بأمر الله ، واحد بعد واحد حتى يجيئ صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان)) .
(( 3 - علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله ابن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم البطل ، عن عبد الله بن سنان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " قال : إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه)).
وذكر كذلك - ج 1 - ص 341 الحديث:
((4 - أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن جعفر بن القاسم ، عن محمد بن الوليد الخزاز ، عن الوليد بن عقبة ، عن الحارث بن زياد ، عن شعيب ، عن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : أنت صاحب هذا الامر ؟ فقال : لا ، فقلت : فولدك ؟ فقال : لا ، فقلت : فولد ولدك هو ؟ قال : لا ، فقلت : فولد ولد ولدك ؟ فقال : لا ، قلت : من هو ؟ قال : الذي يملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا ، على فترة من الأئمة ، كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث على فترة من الرسل)) .
مناقشة الاحاديث:
- لم تبين الاحاديث ان المهدي قد ولد، فقول الامام ابو جعفر لسائله : (وإن صاحب هذا الامر أقرب عهدا باللبن مني وأخف على ظهر الدابة .) لا يدل على ميلاده. او قول الامام ابو عبد الله : (كلنا قائم بأمر الله ، واحد بعد واحد حتى يجيئ صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان .) او قوله: (إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه).
- ان قوله: (إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه).يفيد ان الامام الذي ذكره الله سبحانه في القرآن الكريم هو الامام الظاهر العامل .ومعنى قائم اهل زمانه نأخذه من الحديثين الاول والثاني بمعنى: موجود بين اظهر الناس وليس غائبا.
- اما الحيث الرابع فلا يؤكد ولادة المهدي ايضا ،وانما جاء ليصف فعله : (الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا).
***
ثالثا:
بعد ذلك يورد الكليني في الكافي - ج 1 - ص 502 وما بعدها في ( باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ) الحديث التالي:
(( - الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى وغيرهما قالوا : ) ... )([31]) فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين : يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر ؟ فقال : ومن جعفر فتسأل عن خبره ؟([32]) أو يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل في نفسه ، ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفات الحسن بن علي ما تعجبت منه وما ظننت أنه يكون وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فيهم نحرير فأمرهم بلزم دار الحسن وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحا ومساء ، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة اخر أنه قد ضعف ، فأمر المتطببين بلزوم داره وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه ، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلا ونهار فلم يزالوا هناك حتى توفي عليه السلام فصارت سر من رأى ضجة واحدة وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش حجرها وختم على جميع ما فيها وطلبوا أثر ولده وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل ، فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته وعطلت الأسواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سر من رأى يومئذ شبيها بالقيامة فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان ومن المتطببين فلان وفلان ، ثم غطى وجهه وأمر بحمله فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا عن قسمة ميراثه ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي ، والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال : اجعل لي مرتبه أخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار ، فزبره أبي وأسمعه وقال له : يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك ، فلم يتهيأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك أو أخيك إماما فلا حاجة بك إلى السلطان [ أن ] يرتبك مراتبهما ولا غير السلطان وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا ، واستقله أبي عند ذلك واستضعفه وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي وخرجنا وهو على تلك الحال والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي)) .
مناقشة الحديث:
اقول :من خلال هذا الحديث نعرف ان السلطان (الخليفة) كان يائسا من وجود خلف للامام العسكري فوزع (ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي).
ربما يعتبر الشيعة هذا من باب القدرة الالهية لحفظ الامام من بطش الخليفة،فيما الحديث يروي عكس ذلك ، من علاقة جيدة بين الخليفة والحسن العسكري، وكذلك رده على جعفر بعدم تسمية الاخير اماما بدل عن ابيه، فضلا عن عصمة الامام .
اما ما جاء في اخر الرواية من ان الخليفة (يطلب أثر ولد الحسن بن علي) فلا تعني قتله، لان كل ما يرويه الحديث من احداث لا يفيد ذلك.
***
رابعا:
اورد الكليني الحديث الاتي في باب ( باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم ، عليهم السلام ) على الصفحات 525 - 526:
(( - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ومعه الحسن بن علي عليه السلام وهو متكئ على يد سليمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين ، فرد عليه السلام فجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم وأن ليسوا بمأمونين في دنياهم وآخرتهم وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام سلني عما بدالك ، قال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن فقال : يا أبا محمد أجبه ، قال : فأجابه الحسن ([33])عليه السلام فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله ولم أزل أشهد بها وأشهد أن محمدا رسول الله ولم أزل أشهد بذلك وأشهد أنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله والقائم بحجته - وأشار إلى أمير المؤمنين - ولم أزل أشهد بها وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى الحسن عليه السلام - وأشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه والقائم بحجته بعده وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين وأشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد وأشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي ابن موسى وأشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي وأشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد وأشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملاها عدلا كما ملئت جورا والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى ، فقال أمير المؤمنين : يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي عليهما السلام فقال : ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته ، فقال : يا أبا محمد أتعرفه ؟ قلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم ، قال : هو الخضر عليه السلام)). ([34])
مناقشة الحديث:
يتوضح من الحديث السابق ان الائمة كافة قد وردت اسماءهم حرفيا سوى اسم ابن الحسن العسكري ، إذ جاء : (وأشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملاها عدلا كما ملئت جورا)([35]).
ان الرواية تذكر ان رجلا من ولد الحسن (العسكري) ؟؟؟ (لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره) ولم تذكر متى يتم الظهور، او هل هو من الذرية البعيدة للحسن العسكري. مع العلم انه في الموروث الاسلامي وجوب تسمية المولود قبل ان يمضي له من العمر اسبوعا واحدا، ويعق له، أي ان المهدي لا يكنى او يسمى حتى يظهر ، وليس مثل الائمة الاخرين الذين اطلقت عليهم الاسماء لوجودهم حقيقة ، وكما ذكرهم الخضر حسب الرواية .
***
خامسا:
اما الحديث الاتي (ج1 ص527 )، فهو حديث موضوع لوجود جابر بن عبد الله الانصاري وهو يخبر الامام السجاد عن لوح فاطمة ، لان الاثنين لم يلتقيا في حياتهما ، وهذا ما دعى علي اكبر الغفاري المعلق على الكافي ان يكتب في هامش ص 470 : ( هذا ينافي ما مر من تاريخي وفاتهما إذ وفاة علي بن الحسين عليه السلام كانت في عام خمس أو أربع وتسعين ووفاة جابر على كل الأقوال كانت قبل الثمانين).
(( - محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن ظريف وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ، فقال له جابر : أي الأوقات أحببته فخلا به في بعض الأيام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب ؟ فقال جابر : أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فهنيتها بولادة الحسين ورأيت في يديها لوحا أخضر ، ظننت أنه من زمرد ورأيت فيه كتابا أبيض ، شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وأمي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك ، قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة عليها السلام فقرأته واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك يا جابر : أن تعرضه علي قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق ، فقال : يا جابر انظر في كتابك لأقرأ [ أنا ] عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر : فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا . بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله إله إلا أنا قاصم الجبارين ومديل المظلومين وديان الدين ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيا وإني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي ، بعد انقضاء مدة أبيه وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه و حجتي البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، أتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى ، من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي في علي وليي وناصري و من أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه ، فهو معدن علمي وموضع سري وحجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني علي وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن وأكمل ذلك بابنه " م ح م د " رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب فيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم([36]) فيقتلون ويحرقون و يكونون خائفين ، مرعوبين ، وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ويفشو الويل والرنا في نسائهم أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والاغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون . قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك ، إلا هذا الحديث لكفاك )).
مع العلم، يورد الكليني الحديثين الاتيين اللذين يناقضان الحديث السابق في ان الامام لا يموت حتى يعلم من يكون من بعده فيوصي إليه .
((- محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يموت الامام حتى يعلم من يكون من بعده فيوصي [ إليه ] .
- أحمد ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن فضالة بن أيوب عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما مات عالم حتى يعلمه الله عز وجل إلى من يوصي)).(الكافي - ج 1 - ص 277).
أي ان احاديث (قائمة الائمة المتسلسلة) المعدة سلفا موضوعة عندما تكون الاحاديث اعلاه صحيحة.
***
سادسا:
جاء في الكافي - ج 1 - ص 338:
(( - محمد بن يحيى ، عن جعفر بن محمد ، عن الحسن بن معاوية ، عن عبد الله بن جبلة ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن للقائم عليه السلام غيبة قبل أن يقوم ، قلت : ولم ؟ قال : إنه يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه - يعني القتل)).
مناقشة الحديث:
امر محير في هذا الحديث وفي غيره ، فبينما الائمة كافة يعلمون يوم موتهم كما عند الكليني في باب (ان الائمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون ، وانهم لا يموتون) ج1 ،وانهم ( يعلمون علم ما كان وما يكون وانه لا يخفى عليهم الشيء) وهم مسددون من الله ( باب : الروح التي يسدد الله بها الائمة )، يأتي هذا الحديث عن امام غائب بسبب خوفه من القتل.
***
سابعا:
جاء في الكافي - ج 1 - ص 328 – 333:
( باب النص إلى صاحب الدار عليه السلام )
((- محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي محمد عليه السلام : جلالتك تمنعني من مسألتك ، فتأذن لي أن أسألك ؟ فقال : سل ، قلت : يا سيدي هل لك ولد ؟ فقال : نعم ، فقلت : فإن بك حدث فأين أسأل عنه ؟ فقال : بالمدينة)) .
اقول:كل كتب الشيعة تؤكد على ان ولادة وغيبة المهدي تمتا في سامراء.
وربما يجيب البعض فيقول انه يسافر الى أي مكان وفي كل زمان ، وربماتجده في مثلث برمودا ، كما يقول البعض عن هذا المثلث على انه القاعدة العسكرية للامام المهدي.
الا ان اجابة الامام الحسن العسكري تفيد القطع ، في المدينة.
لهذا يحق لنا التساؤل : هل وجوده في المدينة في زمن السائل فقط ، ام انه وجود دائمي؟
***
الخلاصة :
مما سبق من الاحاديث – على صدق صحتها- التي نقلناها عن الكافي (ج1) تتوضح الامور التالية :
1 – ان جميع من روى احاديث التعامل مع المهدي لم يذكر صراحة لقائه به مواجهة.
2- ان الامام المهدي لم يولد ، وانما سيولد ، سيظهر، ان كانت عقيدة المهدوية عقيدة اسلامية قرآنية صحيحة.
[1] - ليس فقط هذا الكتاب هو الذي هالتني المادة التي يحتويها ، وانما الصحاحات الاخرى لكل المذاهب تقريبا ، فقد وجدت الكثير الذي هالني وادهشني وحيرني ، مما دفعني الى كتابة دراسة مطولة عنونتها (القول الصريح – قراءة في احاديث السيدة عائشة) عام 2005 ، تناولت فيها الكثير من الاحاديث المروية عن الرسول (ص) عن طريق السيدة عائشة ، وقد توصلت الى ان اكثرها قد وضع على لسانها لاسباب كثيرة ربما اهمها الاسباب السياسية.
نشر الكتاب / الدراسة على اغلب المواقع الالكترونية.
[2] - على سبيل المثال : قيل هذا من قبل السيد محمد الموسوي مسؤول مؤسسة آل البيت في لندن ،في البرنامج التلفزيوني (الحوار الصريح بعد التراويح) الذي قدمته قناة المستقلة قبل سنوات .
وجاء في ( الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية - ص 271:
(( وعند الشيعة الإمامية كتب أربعة للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق ، ومحمد الطوسي ، وهي : الاستبصار ، ومن لا يحصره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب ، وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة ، ومع ذلك يقول الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه " كشف الغطاء " صفحة 40 " المحمدون الثلاثة رضوان الله عليهم كيف يعول في تحصيل العلم عليهم ، وبعضهم يكذب رواية بعض بتكذيب بعض الرواة . . وما استندوا إليه مما ذكروا في أوائل الكتب الأربعة من أنهم لا يروون إلا ما هو حجة بينهم وبين الله ، أو ما يكون من القسم المعلوم دون المظنون ، فبناء على ظاهره لا يقتضي حصول العلم بالنسبة إلينا ، لأن علمهم لا يؤثر في علمنا . . . . " وإذا كانت هذه الكتب الأربعة لا يعول عليها إلا بعد نقدها حديثا حديثا وفحصها دلالة وسندا ، فكيف ينسب إلى الشيعة ما لم يؤمن به الكل أو الجل ؟ !)).
[3] - عرض هذا القول - صوت وصورة - على قناة صفا في برنامج (كلمة سواء) –اعادة – نقلا عن قناة الانوار ، بعد الساعة الواحدة من ظهر يوم الاحد 16/ 5 /2010.
[4] - السورة مكية ، وهي اول ما انزل من القرآن على ما اجمع عليه المفسرون.
[5] - انظر الملحق (1).
[6] - أي انه حديث المعصوم ، ايضا.
[7] - تناولت دراسات الكتاب هذا النص بالمناقشة في مواضع عدة.
[8] - (( علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة والفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن العلم الذي نزل مع آدم عليه السلام لم يرفع ، والعلم يتوارث ، وكان علي عليه السلام عالم هذه الأمة ، وإنه لم يهلك منا عالم قط إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء الله)) .( الكافي - ج 1 - ص 222)
[9] - في علم اصول الحديث لا يعتد بهذا الاسناد، و في دراستي هذه، انا غير معني بتتبع احوال رجال السند في مضانها الا ما تيسر لي. على الرغم من ان محقق الكتاب ذكر في - ج 1 - المقدمة ص 48، من هم هؤلاء الاصحاب.
- جاء في هامش ص302 من (عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج 1 - ص 302):
( ولا يلزم من عدم ذكر اسم المنقول عنه في هذا المسلك أن يكون من المرسل . لما تقرر في الأصول أن الراوي إذا علم من حاله أنه لا يروي إلا عن الثقات كان إرساله اسنادا...).
اقول :كيف يكون ذلك ؟ ومن قرر ذلك في الاصول ؟ وهل معنى (عدة من أصحابنا) ان هؤلاء الاصحاب مشخصين من قبل الكليني ؟ وما هو موقف السيد الخوئي او الكشي – على الرغم من انهم الان في ذمة الله – من هؤلاء في كتابهم عن الرجال؟
[10] - يقول المرجع الديني الشيخ آية الله حسين المؤيد على موقعه الالكتروني عن الاحاديث المرسلة:
((القاعدة العامة في المرسلات هي أنها ساقطة عن الحجية , الاَّ أنّ المرسِل في هذه الرواية هو محمد بن أبي عمير و قد إختلف علماء الدراية و الرجال من الإمامية في مرسلات ابن أبي عمير فمن لا يرى اعتبارها و يرى أنها لا تخرج عن القاعدة العامة في المرسلات فان هذه الرواية ستكون عنده ضعيفة سنداً و ساقطة عن الحجية)).
[11] - في سند الاحاديث: عدة من أصحابنا ، وعن ابن أبي عمير.
[12] - نتساءل: هذه الرواية شاذة عن ماذا؟ وهل الامام المعصوم يقول كلاما شاذا؟
[13] - ربما يقول البعض انك تنتقد رواة الحديث غير الثقة في مكان، وتحتج باحاديثهم في مكان اخر ، لتنتقد مسألة معينة.
اقول : انا اذكر الاحاديث الموجودة في الكافي ، واذا كانت هذه الاحاديث ضعيفة بسبب الرجال (السند) فهي حجة على الكليني لا حجة لي او علي ّ.
[14] - العجب العجاب في ان يترك استشهاد الامام علي بلا مناسبة حزن اوبكاء ، وما يرافقهما من امور اخرى.
[15] - انظر حكاية تعذيبه في السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 210.
[16] - ربما البعض يقول ، ان حديث العام له ضروفه الخاصة، اما حديث العام القابل فله ايضا ضروفه الخاصة ، وهذا صحيح الى حد ما فيما لو كانت الفتوى او المسألة المسؤول عنها يؤثر في شرعنتها الضرف ، او المكان ، او الزمان ، أي يمكن ان نطلق عليها بفتوى فقه الواقع ، الا ان الشيعة لا يأخذون بذلك ، وايضا هناك فتاوى لا تنطبق عليها مثل هذا الوصف ، لانه لا تتبع الضروف المحيطة بالمسألة المسؤل عنها ، اضافة لذلك فالامام في هذا الحديث وغيره المشابه له لم يفصل ذلك.
- ان السبب الذي يذكره الامام هو الخوف من الاخرين؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
[17] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص المقدمة 13 – 39.
[18] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 627 .
- وجاء في هامش 4 من ص 627 : ليس بناء هذا التقسيم على التسوية الحقيقية ولا على التفريق من جميع الوجوه فلا ينافي زيادة بعض الأقسام على الثلاث أو نقصه عنه ولا دخول بعضها في بعض ولا ينافي أيضا مضمونه مضمون ما يأتي بعده.
[19] - جاء في رجال ابن الغضائري - أحمد بن الحسين الغضائري الواسطي البغدادي - ص 96: (المعلى بن محمد ، البصري ، أبو محمد . يعرف حديثه ، وينكر .).
[20] - ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) .[لقمان:34 ]
[21] - راجع الملحق – 5 .
[22] - وعنه : ( جاء في نقد الرجال - التفرشي - ج 4 - ص 395 – 396- معلى بن خنيس: أبو عبد الله ، مولى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ومن قبله كان مولى بني أسد ، كوفي ، بزاز ، ضعيف جدا لا يعول عليه. كان أول أمره مغيريا ثم دعى إلى محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية ، وفي هذه الظنة أخذه داود بن علي فقتله ، والغلاة يضيفون إليه كثيرا ، ولا أرى الاعتماد على شئ من حديثه ).
[23] - راجع الملحق – 4 .
[24] - راجع الملحق – 6 .
[25] - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 463 – 464.
[26] - المصدر السابق - ج 1 - ص 458.
[27] - انظر : معجم الفاظ الفقه الجعفري – د. احمد فتح الله – ص 171 ، وص 272 - راجع القرص المدمج (مكتبة اهل البيت).
[28] - من مقال لي بعنوان (العلمانية المؤمنة) منشور على موقع العلمانيين العرب ومواقع اخرى على شبكة الانترنيت.
[29] - قال عنه النجاشي: (ضعيف جدا ، فاسد الاعتقاد ، لا يعتمد في شئ) - ص 332.
[30] - فيما يقول الحديث الاول اعلاه ان ولادته تمت عام 256 هـ .
[31] - شطبت الاحداث غير المعنية بالولادة.
[32] - عن شخصية جعفر، اتمنى في يوم ما ان تقدم دراسة موضوعية علمية امينة عنه.
[33] - لم يذكر الكليني او سلسلة رواة الحديث الاجابة ، علما ان الاسئلة ليست ذات شأن في الاسلام والدعوة له او تثبيته، على الرغم من ان اجابة السؤال الاول تكفل رب العزة بالاجابة عنه : (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )[النحل:85 ] ، اما السؤال الثاني فقد اجيب عنه اسلاميا من خلال احاديث النبي (ص) ، والسؤال الثالث توصل علم الوراثة الى الاجابة عنه (الجينات)،وكذلك اكثر من حديث نبوي يشير الى الاجابة ، فضلا عن وجود واقعة تأريخية عن اللون الداكن لبشرة احد الائمة والتشكيك بنسبه، لهذا تنتفي الحاجة لمثل هكذا احاديثُ.
جاء في موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج 13 - ص 30 عن هيئة وملامح بعض الائمة : (كان ( عليه السلام ) (يقصد الامام الجواد) شديد الأدمة ، قصيرا ، نحيف الجسم . حتى إن بعض النواصب والحاقدين على آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان ينعته بالأسود ؛ لشدة سمرته . أما ما في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، كما سيأتي عرضه في نهاية الكتاب ، من أنه ( عليه السلام ) كان أبيض البشرة ، معتدل القامة ، فلا يصح ذلك منه ، وأنه قول بلا شاهد عليه - ومن أين يصح في من كان أبوه حجازيا ، وأمه نوبية ؟ ! بل ، المتسالم عليه أن جده الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كان شديد السمرة ، وقيل : أسود اللون ، نحيف الجسم . وأباه الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) كان أيضا شديد السمرة ، معتدل القامة . وعلى هذه الأوصاف في آبائه ، فقل أنت في صفته ! ولا أخالك تنسى ملامح جده الصادق ( عليه السلام ) الذي كان أسمر اللون ، حالك الشعر جعده ، والإمام الباقر ( عليه السلام ) الذي كان هو الآخر أسمر اللون ، معتدل القامة ، والإمام السجاد ( عليه السلام ) الذي كان أسمر ، قصير القامة ، ضامر البدن ، وكان يزداد نحافة كلما تقدم به العمر . هكذا وصفهم المؤرخون ، ولا نطيل بأكثر من هذا).
هذا الحديث يشبه حديث السائل (جبرائيل) للنبي عن الايمان والاسلام والاحسان ووقت الساعة وغيرها من الاسئلة والذي يرويه البخاري في ج1/ كتاب الايمان ، وقد كانت اجابات النبي صريحة معلنة.(انظر قرص مكتبة اهل البيت) كتاب صحيح البخاري.
[34] - حسب اعتقادي ان الخضر اسطورة ، ولم يوضح القرآن الكريم ان العبد الصالح الذي رافقه النبي موسى في رحلته هو الخضر .
- حول نبوة الخضر وعدم نبوته راجع كتاب: حسن بن علي السقاف في هذه المسألة .وكذلك انظر: القول العطر في نبوة سيدنا الخضر- القرص المدمج :برنامج المعجم - الاصدار الثالث.
- اورد الشيخ الصدوق هذه القصة / الاسطورةعن الخضرفي ( كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 385 ) : ((...عن عبد الله بن سليمان قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل أن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله حجة على عباده ولم يجعله نبيا ، فمكن الله له في الارض وآتاه من كل شئ سببا ، فوصفت له عين الحياة وقيل له : من شرب منها لم يمت حتى يسمع الصيحة وإنه خرج في طلبها حتى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة وستون عينا و كان الخضر على مقدمته ، وكان من أحب الناس إليه فأعطاه حوتا مالحا ، وأعطى كل واحد من أصحابه حوتا مالحا ، وقال لهم : ليغسل كل رجل منكم حوته عند كل عين ، فانطلق الخضر عليه السلام إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت في الماء حيي وانساب في الماء ، فلما رأى الخضر عليه السلام ذلك علم أنه قد ظفر بماء الحياة فرمى بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمس فيه ويشرب منه فرجع كل واحد منهم إلى ذي القرنين و معه حوته ، ورجع الخضر وليس معه الحوت فسأله عن قصته فأخبره فقال له : أشربت من ذلك الماء ؟ قال : نعم ، قال : أنت صاحبها وأنت الذي خلقت لهذا العين فأبشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الابصار إلى النفخ في الصور ))...).انظر كتابنا : تجليات الاسطورة- قصة يوسف بين النص الاسطوري والنص الديني .
[35] - هذا الامر محير جدا، فإذا كان الانبياء كلهم سموا في كتاب الله ، وكذلك الائمة في هذا الحديث فلماذا امتنع عن تسمية المهدي مع العلم ان اسمه معروفا ، وهو من افضل الاسماء ، لنتساءل : هل النطق به يجلب الخير ام الشر؟ فاذا كان خيرا فهو خير ، وان كان شرا فلا اظن ان الاسماء تجلب الشر ولا الخير حتى ، وقد نهى الاسلام عن التطير والطيرة .
[36] - هذا دليل على ان مثل هذه الاحاديث موضوعة في زمن غير زمن السجاد ، وضع في زمن سيطرة الترك والديلم على الخلافة ، والا فأن الامام المهدي حسب الاعتقادين الاسلامي والشيعي ( يمـلأ الارض عدلا.....) أي انه مرسل الى الامم كافة ، وفي وقتنا الحاضر – على اقل تقدير وليس في زمن الحضور – زالت شوكتهم .
- لم يذكر القرآن الكريم ان الله سبحانه قد نعت النبي محمد بهذه النعوت : (سفيره ، وحجابه ودليله).