تناقضات – 4
الوصاية الالهية
جاء في الكافي - ج 1 - ص 286 وما بعدها في ( باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة عليهم السلام واحدا فواحدا ) الرواية التالية:
(( - علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس وعلي بن محمد ، عن سهل ابن زياد أبي سعيد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام : فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز و جل ؟ قال : فقال : قولوا لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزل الحج فلم يقل لهم : طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " - ونزلت في علي والحسن والحسين - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : في علي : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، وقال صلى الله عليه وآله أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض )).
وفي الكافي ايضا - ج 1 - ص 236 – 237جاء:
(( - محمد بن الحسين وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين عليه السلام فقال للعباس : يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟ فرد عليه فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي إني شيخ كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح ، قال : فأطرق صلى الله عليه وآله هنيئة ثم قال : يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضي دينه ؟ فقال بأبي أنت وأمي شيخ كثير العيال قليل المال وأنت تباري الريح . قال : أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ثم قال : يا علي يا أخا محمد أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه ؟ فقال : نعم بأبي أنت وأمي ذاك علي ولي ، قال : فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من أصبعه فقال : تختم بهذا في حياتي ، قال : فنظرت إلى الخاتم حين وضعته في أصبعي فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم. ثم صاح يا بلال علي بالمغفر والدرع والراية والقميص وذي الفقار والسحاب والبرد والأبرقة والقضيب قال : فوالله ما رأيتها غير ساعتي تلك - يعني الأبرقة - فجيئ بشقة كادت تخطف الابصار فإذا هي من أبرق الجنة فقال : يا علي إن جبرئيل أتاني بها وقال : يا محمد اجعلها في حلقة الدرع واستدفر بها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيين جميعا أحدهما مخصوف والآخر غير مخصوف والقميصين : القميص الذي أسري به فيه والقميص الذي خرج فيه يوم أحد ، والقلانس الثلاث : قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين والجمع ، وقلنسوة كان يلبسها ويقعد مع أصحابه . ثم قال : يا بلال علي بالبغلتين : الشهباء والدلدل ، والناقتين : العضباء والقصوى والفرسين : الجناح كانت توقف بباب المسجد لحوائج رسول الله صلى الله عليه وآله يبعث الرجل في حاجته فيركبه فيركضه في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله وحيزوم وهو الذي كان يقول : أقدم حيزوم والحمار عفير فقال : أقبضها في حياتي . فذكر أمير المؤمنين عليه السلام أن أول شئ من الدواب توفي عفير ساعة قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره )).
***
مناقشة الحديثين:
على الرغم من وجود سهل بن زياد ، و أبو بصير في اسنادهما ، نقول :
- ان الحديثين متناقضان، ولا يحسن بأي كتاب ان يذكر ما هو متناقض ، اللهم الا عندما يعطي رأيا بواحد منهما ، ولما كان الكليني لم يعط رأيا في أي حديث منهما فهذا يعني انه يعتقد بما جاء فيهما ، وهذا عين التناقض الفكري غير المفهوم ، ليس في هذا الحديث فقط وانما ينسحب هذا الرأي الى جل احاديث الكافي.
فبينما يقول في الحديث الاول : (من كنت مولاه ، فعلي مولاه) ، فإنه في الحديث الثاني ينقل عن الفترة القصيرة قبل وفاة النبي (ص) وكيف انه (ص) طلب من عمه ان يأخذ تراثه ويقضي دينه وينجز عداته، فيرفض ، ويقبلها الامام علي .
وهذه وصية عادية لاي متوفي، وليس فيها تنصيب وصي في الخلافة او الامامة ، ولا في الحديث الاول(خطبة غدير خم) اذ ان كلمة (مولاه) كلمة اشكالية ، تحمل معان شتى ولم يكن النبي (ص) قد وضح معناه المطلوب خاصة بعد ان قال : الهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فهل يصح القول ان النبي (ص) طلب من الله ان يكون علي وليه؟
وثانيا: ان لفظة (عاد) تحل لغز معنى (وال ) ، فعكس (وال)، هي (عاد)، فهذا الجزء من خطبة الوداع يتحدث عن الحب والعداوة.
فضلا عن ذلك ، ان الامام علي و زوجه السيدة فاطمة الزهراء و ولديه الحسن والحسين لم يحتجوا في أي مكان او زمان او محاججة بهذه الوصية ، وما زالت اقوالهم وخطبهم ومراسلاتهم ومحاججاتهم مبثوثة في كتب المسلمين كافة، فضلا عن وصاياهم عند الوفاة ، اضافة لموقف الامام علي نفسه بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان ، وبيعة المسلمين له ورفضه تلك البيعة.